مؤسس مجموعة KRAIV عمرو باقدو لـ "هي": هدفنا الارتقاء بعالم الضيافة وجمعنا بين ثقافة الطعام في لندن والأذواق والتقاليد في السعودية
مفهوم الضيافة شغفه القديم الذي يعود إلى سنوات مراهقته، واستطاع تحقيق هذا الحلم وتحويله الى واقع من خلال شركة KRAIV عبر افتتاح المطعمين التابعين لمجموعته "كوا" و"مايرا"، وجمع فيهما بين ثقافة الطعام في لندن والأذواق والتقاليد التي تنفرد بها المملكة العربية السعودية...إنه عمرو باقدو Amro Bagedo، مؤسس ورئيس تنفيذي لشركة KRAIV، مجموعة الضيافة الخليجية التي تقف وراء ظاهرة المعجنات الفرنسية الأحدث في جدة، ميرا.
يطمح عمرو باقدو الى تحويل مطاعم المملكة العربية السعودية إلى وجهةٍ رائدة تضاهي المعايير العالمية في هذا القطاع، ويحدثني في حواري معه لـ "هي" عن هذا الطموح والتحديات التي واجهته بهذا الإطار، ويشرح لي مفهوم عالم مطعم MYRA الذي يصفه بأنه تجربة حياة، من خلال منتجاتٍ متنوّعة وشهية يتمّ الاستمتاع بها بطرقٍ متعددة، الى جانب طريقة التعامل مع رواد المطعم، ويشرح أن معجنات Myra المعاد تصورها تأتي بموجة جديدة رائدة من ثقافة المقاهي إلى جدة، وهو نهج جريء ومشرق للحلويات الفرنسية الكلاسيكية مع مزيج من النكهات التقليدية والتقنيات الحديثة، برئاسة شيف المعجنات الشهير جوناس بلانجر الذي يدمج التقنيات الكلاسيكية مع اللمسات الحديثة مما ينتج عنه روائع طهي تترك انطباعا دائما.
كما يضيء بحواري معه على تصميم طريقة الدخول إلى "مايرا" بطريقةٍ تجعل الداخل إليه يشعر كأنه يدخل "إلى عالمٍ من الدهشة". فتابعوا كل تفاصيل حواري الشيّق أنا محررة الجمال في مجلة "هي" ماري الديب، مع عمرو باقدو.
حوار: ماري الديب
- . تمتلك خبرةً غنية في مجال إدارة الاستثمار، المغاير تماماً لمجال الطهي. فكيف انتقلت من عالم التمويل إلى تأسيس مجموعة الضيافة KRAIV التي شكلت تجربةً كرّست نهجك المبتكر في عالم المأكولات والمشروبات؟
في الحقيقة، لم أتحول بشكل كامل كما قد يُعتقد. لا زلت أعمل في كلا المجالين. الضيافة شغفي القديم الذي يعود إلى سنوات مراهقتي. عندما أسست شركتي للضيافة، KRAIV، أعطتني منصة كنت أحلم بها منذ فترة. عمل يمكنني فيه استخدام مهاراتي الإبداعية واستضافة الناس. العمل في شركة والدي في قطاعات الصناعة والتصنيع كان تدريبًا ممتازًا لعالم الضيافة، حيث تعلمت كيفية حل المشاكل التشغيلية، وكيف أكون مرنًا وديناميكيًا، وأتعامل مع التحديات المعقدة.
- مشهدية الطهي الغنية بالتنوّع العالميّ في لندن لعبت دوراً محورياً بإلهامك لإطلاق مفهومك الخاص في المملكة العربية السعودية. كيف نجحتَ في الجمع بين ثقافة الطعام في لندن والأذواق والتقاليد التي تنفرد بها المملكة العربية السعودية، في المطعمين التابعين لمجموعتك "كوا" و"مايرا"، وغيرهما؟
تنتشر في لندن مطاعم ذات مستوى عالميّ بكلّ ما للكلمة من معنى، ويديرها أشخاصٌ يتقنون عملهم بصورةٍ لا تشوبها شائبة، يعتمدون مفاهيم الضيافة الراقية، ويهتمّون بأدقّ التفاصيل، بهدف منح روّاد المطاعم تجربةً شاملة بصورةٍ مثالية. في المقابل ، يفضّل محبّين الطعام في المملكة العربية السعودية مذاقاتٍ محدّدة نقدّر الالتزام بها
- .تعاونتَ من خلال مجموعة KRAIV مع العديد من أبرز العلامات التجارية العالمية، بهدف الارتقاء بعالم الضيافة في دول مجلس التعاون الخليجي. ما المعايير التي تستند إليها عند اختيار شركائك؟ وكيف يساهم هذا التعاون في ابتكار تجارب طعام استثنائية؟
أنا دقيق جدًا في اختيار شركائي، وأبحث بدقّة عن مصمّمين لعلاماتٍ تجارية يمتلكون رؤية استراتيجيّة طويلة الأمد، شغوفين بالابتكار، وأصحاب مواهب وقدرة على التفكير خارج الصندوق. جميع الشركاء الذين أعمل معهم يشاركون بشكل مباشر في أعمالهم، وأرغب دائمًا في بناء علاقات وثيقة وتعاونية معهم. عندما أشعر بالاتصال الشخصي الحقيقي، يصبح بناء الثقة أسهل بكثير، وهو أمر في غاية الأهمية. أرغب في التعاون مع علامات تجارية تهتم بكيفية تطوير مفهومها ليتناسب مع دول مجلس التعاون الخليجي، وتقديم الدعم لتحقيق أقصى إمكانياته لتحقيق هذا الهدف، وليس تلك التي يعنيها الجانب المادّي والربحيّ فقط.
- .أشرتَ في حديثٍ لك إلى رغبتك في تحويل مطاعم المملكة العربية السعودية إلى وجهةٍ رائدة تضاهي المعايير العالمية في هذا القطاع. ما هي أبرز التحديات التي واجهت تقديمك تجارب طعام عالمية المستوى في المنطقة؟ وكيف تعمل على تجاوزها؟
التحديات المتعلقة بسلاسل التوريد دائمًا ما تكون في المقدمة عندما أُسأل عن هذا الموضوع. ومع ذلك، أصبحت الأمور أسهل تدريجيًا بفضل جهود الحكومة في تقليل بعض الحواجز والتعقيدات لدعم الأعمال بشكل أفضل. كما يشهد السوق حضور المزيد من المورّدين الجدد، ما يعني ارتفاع منسوب المنافسة، وبالتالي تحسين الأسعار. العنصر الآخر الذي يجب أن ننتبه إليه هو أن المستهلكين هنا أصبحوا أكثر وعيًا بالأذواق الغربية المتقدمة. رغبتهم وفضولهم لتجربة هذه المذاقات تعني أن يجب أصحاب الشأن ابتكار عروضاً أو تجارب متكاملة لهم، كما أن التسويق يحتاج إلى أن يكون تعليميًا بشكل متزايد حول المطابخ الجديدة.
- .اسم "مايرا" له معانيه في اللغات اللاتينية واليونانية والسنسكريتية، ويعني الوفرة والإبهار والحب. ما الدور الذي لعبته هذه المعاني في تكوين رؤيتك ومفهومك الخاصين بهذه الوجهة المبتكرة للحلويات وتناول الطعام على مدار اليوم؟
الحلويات تعتبر متعة، أليس كذلك؟ نوع من الانغماس في اللذة الممزوجة بالشعور بالذنب. فهي مصنوعة من مكونات ذات سعراتٍ حرارية عالية، مليئة بالملذات الرائعة والمغرية، مثل الشوكولاتة والكريمة والعسل. هذه الأطعمة يجب أن تعد بإتقانٍ وبحب، وليس فقط بمهارة استثنائية.
- .يتميز "مايرا" بنهجها المبتكر في الحلويات التقليدية، مثل الكرواسون المتعدّد الحشوات. كيف توازنون بين والتقاليد والإبداع عند ابتكار أصنافٍ جديدة؟ ومن أين تستلهمون التقنيات الخاصة بكم؟
لا بدّ أولاً من تحديد ما هي الحلوى بالفعل، لأنها لا يمكن أن تكون ثلاثة أشياء مختلفة في نفس الوقت. ومن الضروريّ ثانياً أن نستحضر التوازن صحيح للنكهة. ثالثاً وأخيراً، نحن لا نعيد ابتكار تقنيات صنع الحلويات التقليدية، بل نحترم هذه التقاليد ونخلق طرقًا جديدة لإحيائها في أشكال مختلفة. إن قرونًا من الخبرة في عالم الحلويات أمر مقدس قبل كل شيء.
- تلعب المكوّنات المحلية دوراً أساسياً في ما يقدّمه مطعم "مايرا" من أصناف. كيف تحاكي تقاليد وفنون الطهي الغنية في المملكة العربية السعودية عند إعداد الاطباق والحلويات الخاصة بكم؟ وما هي المكوّنات المحلية التي تعتبرها الأكثر استخداماً وجذباً؟
العناصر الكلاسيكية المستخدمة في المطبخ العربي مثل التوابل كالقرفة والهيل، والحلويات مثل الكنافة والجبنة والتمر، هي مكونات أساسية في بعض أطباقنا، ويتم دمجها بطرقٍ مختلفة. تُضاف التوابل إلى الكريمة ويُستخدم الهيل لتعزيز الروائح العطرة، كما يتمّ تحضير بعض الحلويات خصيصًا للاحتفالات الموسمية مثل العيد الوطني وعيد الأضحى وشهر رمضان المبارك وغيرها.
- المطبخ المفتوح في "مايرا" يضفي بُعداً مسرحياً يجذب روّاده. من أين استوحيت هذه التجربة التفاعلية المباشرة. وكيف يعزّز هذا المطبخ تجربة تناول الطعام في "مايرا"؟
رؤية MYRA لم تكن يومًا مجرد متجر حلويات، بل نعتبره تجربة حياة، من خلال منتجاتٍ متنوّعة وشهية يتمّ الاستمتاع بها بطرقٍ متعددة، حيث يمكن تناولها في المطعم، أو الحصول عليها عبر خدمة التوصيل المنزلية، أو خدمة التسليم إلى السيارة "الدرايف ثرو". أردنا أن تكون رحلة زبائننا أكثر تفاعلاً وجاذبية، ويلعب التواصل بينهم وبين طهاتنا جزء أساسي من ذلك. مشاهدة إعداد الطعام في "مايرا" أشبه بتجربة "طاولة الشيف" الشخصية جدًا، وهي تساهم في تقوية العلاقة بيننا وبينهم، وتمنحهم الشعور بأنهم في منزلهم وبين أفراد عائلتهم.
- .التصميم العصريّ الذي ينفرد به مطعم "مايرا"، بدءاً من الأبواب المتلألئة إلى تلاعب الأضواء والألوان، يضفي إحساساً بالحيوية والدفء. كيف يعكس هذا التصميم فلسفة علامتكم التجارية؟ وكيف تصف شعور الضيوف عندما دخولهم إلى هذا المطعم؟
جرى تصميم طريقة الدخول إلى "مايرا" بطريقةٍ تجعل الداخل إليه يشعر كأنه يدخل "إلى عالمٍ من الدهشة"، بفضل ما تضفيه هذه البيئة المبتكرة من شعورٍ بالإبهار والمرح، كأنما في عالمٍ خياليّ. تبدأ هذه التجربة من الأبواب التي تتسم بالفخامة في الداخل، وتنشر في الوقت ذاته إحساساً بالحيوية والترقّب والإبهار من الخارج. كما أنّ الإنارة بأضواء LED المنتشرة داخل المطعم تخلق شعوراً بالانتقال إلى عالمٍ آخر من خلال حركتها التي تجذب الناس وتدعوهم إلى الدخول. تولّد لديهم فضولاً لاستكشاف ما ينتظرهم هناك، وإلقاء نظرةٍ ولو كانت سريعة. غالبية العلامات التجارية الفاخرة تستخدم أفكاراً مماثلة لتحقيق هذا الانطباع.