"هيَ هبْ".. تجربتي الأولى في إدارة حوار ودردشة عن قرب مع كارِن وازن
في شهر ديسمبر الماضي من عام 2022، عندما تم إطلاق الإصدار الثاني من فعاليات "هي هب" Hia Hub في حي جاكس بالدرعية في الرياض، لم يكن الحدث يقتصر على فعاليات ونقاشات فحسب، بل كان تزامناً مع الاحتفال بثلاثنية مجلة "هي" وإطلاق الحلّة الجديدة بالمجلة والشعار الجديد بها.
كان حدثاً عظيماً لمجلة المرأة العربية، المجلة السباقة في عالم الموضة والجمال والرقي وأسلوب الحياة، فقد افتتحت الفعاليات بسهرة عشاء احتفالاً في الرياض تم دعوة أهم الوجوه العربية من فنانين وسيدات أعمال وصحفيين لمشاركة فريق "هي" هذه الفرحة ولإطلاق الشعار الجديد بالمجلة.
شاركتُ في هذا العشاء عبر مقابلات سريعة وكلمات حصرية للنجوم والنجمات المشاركات في الاحتفالية، وأذهلني الكم الهائل من الشخصيات التي حضرت خصيصاً الى الرياض لمشاركة "هي" فرحتها الاستثنائية، جعلني أشعر بالفخر أكثر فأكثر وتزايد هذا الشعور مع السنوات عبر مشاهدة هذه العائلة تكبر وتنجح وتلمع أمام أعين العالم والمجتمع العربي.
"دردشة عن قرب مع كارن وازن" Up close & Personal with Karen Wazen
بدأت فعاليات "هي هب" HIA HUB من يوم 8 ديسمبر 2022 واستمرت طوال 3 أيام، في حي جاكس بالدرعية حيث تم تخصيص مساحة واسعة لهذه الفعاليات، والتي تعتبر أكبر مؤتمر للأزياء والموضة في المنطقة. بضيوف عالميين ومحليين وخبراء وجلسات نقاشية تفعالية وورشات عمل ودردشات شيقة ومعارض لأبرز دور الأزياء العالميين، لا يستطيع الزائر إلا أن يقول كم أنا محظوظ لتواجدي في هذا المكان.
مشاركتي في "هي هب" HIA HUB لم تكن شبيهة للزوار العاديين أو لأي أحد آخر، كنت من إحدى المشاركات في هذه الجلسات النقاشية عبر قيادة حوار أو "دردشة" عفوية مع مدونة الموضة وسيدة الأعمال الشخصية الملهمة الأم والعاملة والمناضلة "كارن وازن" Karen Wazen.
عندما علمت بأنني سأديرالحوار مع هذه الشخصية العربية، أثارني الفضول أكثر فأكثر. أراها على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى شاشات التلفزة كم هي فرصة عظيمة أن ألتقي بها وأكتشف الجانب الآخر من شخصيتها ولا أكتفي بذلك فحسب بل أنقلها الى جمهور يعشقها وفضولي ليعرف أكثر عن أسباب إبداعاتها ونجاحاتها.
وبالفعل غاية هذه الدردشة القريبة من الجمهور أتت بثمارها، فبعد لقائي بكارن قبل الحوار ودردشتي معها الصغيرة وتحضيرنا سوياً لما يمكن أن نقدّمه على خشبة المسرح للجمهور جعلني أشعر أنني أنتمي للمكان الذي أنا فيه. أنتمي إلى هذا العالم المميز، إلى هذا العمل الشيق، هدفه الأساسي الإلهام وإعطاء فرصة الى الآخرين للاندفاع ومشاركة تجارب ناجحة وأفكار إبداعية محمّسة.
لحظات تقديم الدردشة لم تكن بسهلة في البداية، حيث يعمّ السكوت في القاعة وجميع الأعين تتجه نحوك. رئيسة التحرية السيدة مي بدر موجودة في القاعة ومدير التحرير الأستاذ عدنان الكاتب أيضاً، الزملاء والداعمين جميعهم هناك. ما يجعل الحمل أكبر والمسؤولية تكبر أكثر فأكثر والصوت الداخلي يكبر مع دقات القلب "أستطيع أن أفعلها، أستطيع أن أنجح في إدارة هذا الحوار بكل تأكيد".
وعندما تقول كلمتك الأولى تشعر أن المقدمة سردت كلماتها لوحدها ومع وجود كارن في القاعة بشخصيتها العفوية والمريحة ودعمها المتواصل عبر لغة جسدها والرسائل التي ترسلها بعيونها تجعل اللحظات الأولى أسهل وأوضح. وهكذا صفّق الجميع للمقدمة وبدأ الحوار وبدأت الأسئلة والتفاعلات بين كارن والجمهور.
في هذا الحوار أو ما يمكن تسميته بـ"دردشة" كان الموضوع مختلفاً تماماً عن باقي الحوارات، ارتأينا أن نجعل التجربة مختلفة تماماً عن تجارب الحوارات والأسئلة والأجوبة المتداولة. أحببنا أن تقوم كارن بالتواصل مع الجمهور مباشرة في مبادرة فريدة لتقريبها من المتواجدين وجعلهم يعيشون تجربتها الشخصية في الحياة وتقويتهم وعكس القوة الإيجابية لهم. وبالفعل نجحنا في ذلك استطعنا سوياً أن نحثّ المتواجد على التفاعل معنا ولو حتى بجملة صغيرة أو تعليق بسيط.
كنتُ جالسة بين الحضور أحاول أن أمثّل دور الحاضرات لتخفيف التوتر عن الموجودين ودعمهم في التواصل معها مباشرة وبعد عدة أسئلة ونقاش واسع بيني وبينها بدأ الحضور بالتواصل وطرح الأسئلة وأخذ الموجودون بالتفاعل الحقيقي وتحول النقاش الى جلسة حميمية شاركت فيها كارن لحظات عزيزة على قلبها وأدمعت العيون في القاعة لتأثر الكثيرين والكثيرات بها والشعور بتجارب مماثلة في حياتهم لتجاربها. لحظات حقيقية بعيدة عن عالم التواصل الاجتماعي المصتنع، لحظات شفافة أسدلنا بها الستائر والقيود والحواجز.
أحسست بالفخر الفعلي بعد هذه التجربة، لاستطاعتي في إنجاح حوار مهم بهذا الحجم مع شخصية مهمة ومع المجلة التي أعمل معها لسنوات والتي تقدرني وتعرف قدراتي وأتاحت لي هذه الفرصة القيمة التي لا تتكرر وأعطتني الثقة في نفسي بالقيام بالمزيد على هذا الصعيد وعدم رفض أي تجربة استثنائية أو خارجة عن مألوف وإطار المهمات اليومية الروتينية.