هي هب: بوراك شاكماك يروي لـ"هي" فرص للنمو والتحديات في صناعة الأزياء السعودية
في ظل التغيرات السريعة التي تشهدها صناعة الأزياء في المملكة العربية السعودية، تبرز "هي هب" كمنصة بارزة تجمع بين رواد الصناعة والفنانين والمبتكرين. تلتقي "هي" مع بوراك شاكماك، الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء، لنتحدث عن المشهد الحالي لصناعة الأزياء في المملكة، وما تقدمه من فرص وتحديات، حيث سلط شاكماك الضوء على كيفية تعزيز النمو في القطاع من خلال البرامج المحلية والدولية، وأهمية فهم الثقافة السعودية لتيسير دخول العلامات التجارية العالمية إلى السوق.
تفتتح "هي" حديثها مع بوراك شاكماك، الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء، في أول أيام "هي هب" عن جهود المملكة في إعادة تشكيل صناعة الأزياء حيث قال شاكماك: "تُعتبر المملكة العربية السعودية سوقًا ناشئًا في قطاع الأزياء على مستوى العالم، كما أنها سوق حيوي ومثير للاهتمام. فعندما تتباطأ صناعة الأزياء في أي مكان آخر في العالم، فإن هذا المكان هو الوحيد الذي يقدم هذا المستوى من النمو."
ويكمل الحديث: "لقد رأينا ذلك مع كل من العلامات التجارية المحلية والدولية. من خلال بناء القطاع بالطريقة التي نقوم بها، نحن في الواقع نعزز هذا النمو بشكل أسرع. من خلال برامجنا مثل "Saudi 100 brands"، تمكنا من تأسيس علامات محلية للحصول على رؤية عالمية والبدء في استثمار أعمالهم داخل المملكة وأيضاً في مختلف المناطق المحيطة، العديد منهم بدأوا الآن في فتح متاجرهم واستقبال طلبات ليتمكنوا من البيع في الخارج أيضًا."
ليواصل بقوله:" في الوقت نفسه، تُبدي الشركات الدولية اهتمامًا كبيرًا بالقدوم إلى المملكة العربية السعودية، والفرصة تكمن في المشاركة في تجربة البيع بالتجزئة الجديدة التي يتم إنشاؤها في المملكة، خاصةً في الرياض، سنشهد العديد من الوجهات الرئيسية للبيع بالتجزئة التي ستبدأ بالظهور خلال الأشهر الستة المقبلة وحتى السنوات الثلاث القادمة."
ويختتم: "لذلك هناك الكثير من الاهتمام والرغبة في فهم كيف ستسير الأمور وأي العلامات التجارية يمكنها تأمين أفضل المواقع لنفسها. ومن ثم، رأينا العديد من العلامات التجارية الدولية تزور البلاد، وتتفاعل مع المطورين الرئيسيين لتأمين هذه المواقع."
الفرص المتاحة للشركات الناشئة في مجال الأزياء
وبعد ذلك تطرقنا للحديث عن كيف تستفيد الشركات الناشئة في مجال الأزياء من الفرص المتاحة في السوق السعودية والقدرات الموجودة فيها، وعلى ذلك يعلق بوراك:" بالرغم من تمتع الشركات الناشئة في السعودية بفرص هائلة للنمو من خلال برامج الدعم المتاحة، مما يعزز الابتكار والتوسع في سوق الأزياء."
ليواصل بقوله: "الأمر المميز بالنسبة للشركات السعودية، وخاصة الشركات الناشئة، هو وجود العديد من البرامج القائمة مثل "Saudi 100 brands" وأسبوع الأزياء في الرياض، بالإضافة إلى العديد من برامج التدريب التي نقوم بها من خلال هيئة الأزياء نفسها، من أجل الحصول على الدعم المباشر في بناء الأعمال التجارية."
ويختتم مشيرًا:" نشهد الكثير من العلامات الجديدة التي بدأت تنضم للبرنامج وتنمو بسرعة كبيرة. سنواصل كهيئة الأزياء تقديم هذه الفرص، لذا أشجع الجميع على متابعة وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بنا لمعرفة المزيد عنها والاستفادة منها لبناء شركاتهم الناشئة."
التحديات أمام العلامات التجارية العالمية
تواجه العلامات التجارية العالمية تحديات كبيرة عند دخول السوق السعودي، حيث يُعتبر فهم الثقافة المحلية وعادات المستهلكين أمرًا حاسمًا للنجاح، وعلى ذلك يقول بوراك شاكماك: " هناك نقص في فهم الثقافة السعودية وعادات المستهلكين، لأن تجربة التسوق المحلية كانت محدودة جدًا في الماضي."
ويكمل الحديث: "يصعب ذلك فهم العلامات التجارية الدولية لكيفية دخول السوق في المملكة، لأنهم لم يحصلوا على المعلومات أو الخبرة اللازمة. لهذا السبب أنشأنا منصة "Fashion Futures" وهي موقعًا تحليليًا يهدف إلى تزويدهم بالرؤى التي تسهل عليهم العمل في المملكة."
التحديات التي تواجه العلامات العالمية في السوق السعودي
ومن العلامات المحلية، تنتقل "هي" إلى العلامات العالمية، حيث تم سؤال بوراك عن التحديات الرئيسية التي تواجه العلامات العالمية للنجاح في الأسواق السعودية، وعلى ذلك وضّح الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء: "جزء من العمل الذي نقوم به في هيئة الأزياء السعودية هو تقديم رؤى حول المجال التنظيمي وما هو متوقع من العلامات التجارية العالمية، وكذلك من أي شخص يقوم بتصدير المنتجات."
يكمل الحديث:" وعلى سبيل المثال دراسة الحالة التي نشرناها مؤخرًا حول إرشادات التصدير لأي شخص يرسل منتجات إلى الخارج، والتي تتناول متطلبات مختلفة، وأيضًا ما هو متوقع من مختلف المناطق عندما يأتي المنتج من السعودية. نحن نعمل أيضًا على تنظيم القوانين المحلية لجعل من السهل العمل في البلاد، حيث نجري تغييرات حتى على القواعد المتعلقة بمتطلبات فتح المساحات المخصصة لصناعة وبيع المنتجات وحجم هذه المساحات. لذا، تتوفر الكثير من هذه الرؤى من خلال هيئة الأزياء، ومنصة "Fashion Futures"، بالإضافة إلى دراسات الحالة التي سنواصل نشرها في السنوات القادمة.
التعاون بين العلامات العالمية والمواهب المحلية
في ظل التطور السريع للسوق السعودي، أصبح التعاون بين العلامات العالمية والمواهب المحلية محورًا أساسيًا لنجاح المنتجات وإثارة اهتمام الجمهور، ولهذا يوضح بوراك ذلك قائلاً: "لقد رأينا بالفعل مثالًا رائعًا هذا العام مع أسبوع الموضة بالرياض. قبل أن يبدأ الحدث، شهدنا تعاون "أديداس" مع "كاف باي كاف".
ويكمل الحديث:" هذا يعد مثالًا رائعًا على كيفية تحديد علامة تجارية دولية لموهبة محلية ترفع من قيمة المنتجات وتجذب انتباه المستهلك المحلي من خلال استكشاف فريد وإبداعي لمنتجات جديدة. وما يثير الإعجاب هو أن هذه المنتجات ستكون متاحة لأي مستهلك في أي مكان في العالم عبر الإنترنت، وستكون متاحة بدءًا من قبل رمضان.
ويختم قائلاً:" لذا، فإن هذا النوع من التفاعل يمنح الشركات الدولية فرصة لفهم الثقافة المحلية، كما يمكنها أيضًا جذب انتباه المستهلك المحلي ورفع مستوى الوعي من خلال شراكة فريدة تتناسب مع أسلوب الحياة والثقافة في المنطقة."
أهمية فهم الثقافة المحلية لنجاح العلامات العالمية بالسوق السعودي
ولنجاح العلامات العالمية في الأسواق السعودية، يرى بوراك أن العلامات العالمية يجب أن تفهم الثقافة السعودية ونمط حياة المجتمع السعودي لأنها تعتبر خطوة أساسية للنجاح، يوضح ذلك قائلاً: "تفتخر المملكة العربية السعودية كثيرًا بثقافتها، ويجب على أي علامة تجارية في عالم الموضة، سواء كانت محلية أو دولية، أن تفهم هذه العنصر وتتبناه.
ويكمل الحديث:" وأن تكون قادرة على ربط علامتها التجارية بالثقافة السعودية والشعب السعودي وأسلوب حياتهم، إذا تمكنت العلامات التجارية من التسويق من خلال ذلك، فسوف تستطيع تحقيق نجاح كبير مقارنةً بأي علامة تجارية أخرى."
التكنولوجيا: ركيزة أساسية في تعزيز الوعي الاستهلاكي وتفاعل العلامات التجارية
تلعب التكنولوجيا دورًا محوريًا في تحديد الاتجاهات السائدة من خلال التفاعل الرقمي واستخدام تقنيات الهواتف المحمولة. وعلى ذلك يقول بوراك:" تعتبر التكنولوجيا جزءًا كبيرًا من المجتمع الرقمي، حيث تُعزى العديد من الاتجاهات إلى التفاعل الرقمي، بالإضافة إلى استخدام تقنيات الهواتف المحمولة."
ويكمل الحديث:" لذا، ولد نهج جديد للحياة حيث تُدار الكثير من الأمور عبر الهاتف، بما في ذلك شراء المنتجات. وعلى ذلك من المهم أن تفهم العلامة التجارية كيف تقدم خدماتها وأين تقدمها، بالإضافة إلى كيفية تحديد الاتجاهات من خلال المنصات المناسبة. لذلك، يمكنني أن أقول إن التكنولوجيا تأتي في المقدمة عندما يتعلق الأمر بالوعي الاستهلاكي، وتفاعل المستهلكين، وحتى مبيعات المنتجات، وكذلك دعم خدمة العملاء."