ما هي قصة قبعات الفرو الطويلة التي يرتديها الحرس الملكي البريطاني؟
من منا لم يشاهد الحرس الملكي البريطاني بالزي العسكري الأحمر والقبعة الفرو الطويلة، التي تتميز بشكلها الفخم المميز، ولكنها في الوقت نفسه أثارت تحفظ العديد من المنظمات التي تهتم بحقوق الحيوان.
تعالوا معنا لنتعرف على قصة قبعات الفرو الطويلة التي يرتديها الحرس الملكي البريطاني.
ما هي وظيفة الحرس الملكي؟
قديما كانت مسؤولية الحرس الملكي، الحفاظ على سلامة ملك بريطانيا، محليًا ودوليًا، أما الآن فتقتصر مسؤولياتهم على العروض العسكرية والمواكب التي تتم في المناسبات الملكية أو التي تحضر فيها الملكة إليزابيث الثانية مثل افتتاح دورات البرلمان، أو الاحتفال بعيد ميلاد الملكة.
ويعد الحرس الملكي من الهيئات العسكرية البريطانية العريقة في بريطانيا، ولهم امتيازات عديدة، وعندما شاركوا رسميًا في حفل تتويج الملك هنري السابع عام 1485 ، بلغ عددهم 50 حارس، ثم رفعت الملكة إليزابيث الأولى عددهم إلى 200 فرد، وعندما جاء الملك تشارلز الثاني، قلل عددهم إلى 100.
تاريخ القبعة الفرو
ارتدى الجنود البريطانيين القبعات الطويلة من الفرو في عام 1815، بعد هزيمة القوات الفرنسية في معركة واترلو، إذ إنهم كانوا يرتدون قبعات الدب الأسود ليبدو أطول وأكثر شراسة، واعتمدتها بريطانيا للجنود كرمز لانتصارهم على الفرنسيين.
وخلال القرن التاسع عشر، أصبح ارتداء قبعات الفرو مقتصرا على الحراس، ومع تطور وسائل الحروب، استغنت العديد من الجيوش عن ارتداء هذه القبعات الثقيلة والتي تُعيق حركتهم، أثناء استعمال الأسلحة والبنادق.
واسٌتبدلت بخوذات صلبة لحماية رؤوسهم من القنابل والقذائف، ولكن الحرس الملكي، بقيا محافظا على ارتداء هذه القبعات داخل بريطانيا أثناء المراسم الملكية، ويظهر ذلك من خلال حراس قصر باكنغهام وحراس الملكة إليزابيث الثانية، الذين يرتدون قبعات الفرو الطويلة.
وظل جنود الحرس البريطاني يرتدون القبعات الفرو الطويلة لما يزيد عن 200 عام، وأثاروا احتجاجات لا تعد ولا تحصى، للمطالبة باستبدال القبعات المصنوعة من جلد الدب الأسود، والتي يرتديها حراس قصر باكنغهام بأخرى من جلود مصنعة.
مما تٌصنع قبعات الحرس الملكي؟
عادة ما تٌصنع قبعات الحراس من جلد الدب الأسود الكندي، ومواد حارة مقاومة للماء لتُحافظ على شكلها المميز الناعم بغض النظر عن ظروف الطقس المتقلبة.
وعلى الرغم من اعتراض منظمات حقوق الحيوان على صناعة هذه القبعات والتي تقتل الدببة من أجل الحصول على فراءها، حاولت وزارة الدفاع البريطانية لعقود طويلة إيجاد بدائل أخرى.
لكن جلد المصبوغ لم يُجدي نفعا خاصة خلال فصل الشتاء وموسم الأمطار، حيث يتلاشى اللون الأسود.