سعوديات لا يستطعن الوصول لمنازلهن والسبب قيادة السيارة
الرياض – شروق هشام
اعتماد المرأة السعودية كليا على الرجل في عملية التنقل بالسيارة من مكان إلى آخر، جعلها أمام حقيقة فعلية لا يمكن تجاهلها، وهي أنها لا تعرف مكان بيتها أو مقر دراستها أو حتى موقع عملها، فالفتاة تذهب مع شقيقها أو مع والدها أو مع السائق إلى المدرسة ثم إلى الكلية أو الجامعة ثم العمل بل وحتى إلى السوق، فهي لم تعتمد على نفسها مطلقاً في هذا الجانب.
تظهر هذه الحقيقة الفعلية عندما تجد المرأة نفسها مضطرة للاعتماد على نفسها كأن تستعين بسيارة أجرة مثلاً أو تضطر إلى السير على قدميها، لتواجه هذه المشكلة التي لم تخطر على بالها ما قد يوقعها في حرج شديد، فالمرأة لا تعرف طريق منزلها! وقد لا تعرف حتى الشارع الذي تسكن فيه!
"هي" التقت ببعض السيدات اللاتي تعرضن لمثل هذه المواقف المحرجة، لتروين لنا ما حدث معهن من مواقف تأرجحت بين الفُكاهة والتعجب، فمعظمهن لا يعرفن أين منازلهن! فكيف؟ وماذا؟ إلى التفاصيل..
بدأنا مع "أم نواف" وهي ربة منزل، روت لنا ما حدث معها بكل بساطة، حيث قالت: "جرت العادة أن يحضر زوجي ابنتنا من المدرسة رغم قربها من المنزل، ولكنه اتصل بي في أحد الأيام وأخبرني بأنه قد تعرض لحادث مروري بسيط ولن يتمكن من الحضور في الموعد المحدد، فأبديت استعدادي للذهاب إلى المدرسة مشياً على الأقدام، وبالفعل أقدمت على هذه الخطوة بكل شجاعة لكن! وتكمل ضاحكة.. "بعد جهد كبير وصلت إلى المدرسة، هذا أول موقف، وبعد أن أخذت ابنتي شعرت بارتباك شديد فقد أضعت الطريق إلى المنزل ولم أعرف من أين أتيت، وكيف أعود؟ وبعد جولة في جميع أنحاء الحي لمدة نصف ساعة اتصلت على شقيقي ليحضر ويقلني إلى المنزل، وجعلني قصة مضحكة بين أفراد عائلتي، حتى اليوم".
أما "مها الصالح" وهي معلمة فتعرضت لموقف محرج مع زميلتها وزوجها، وبدأت حديثها معنا قائلة "لقد لامستم الجرح بسؤالكم هذا فما حدث معي ذات يوم لا أنساه، فعادة ً يأتي زوجي يوميا بعد انتهاء الدوام لكي يقلني من المدرسة إلى المنزل، إلا أن زوجي تعرض لظرف طارئ في عمله منعه من الحضور في الموعد المحدد، ولقد أصرت إحدى زميلاتي على توصيلي بسيارتها إلى المنزل مع زوجها، لأتعرض لموقف لا أحسد عليه عندما أمضينا أكثر من ساعة ونحن نبحث عن المنزل، وزاد سوء موقفي عندما اتصلت بزوجي لكي يصف لزوج زميلتي طريق المنزل لأكتشف بأننا في شارع أخر! ورغم أنني قبل الموقف كنت اعتقد أنني احفظ طريق منزلي عن ظهر قلب لكني تفاجأت بالحقيقة وقد يكون السبب في عدم إدراكي للطريق هو الاعتماد المطلق على زوجي من هذه الناحية لأنه هو من يقود".
أما "منى السندي" وهي طالبة جامعية فقد دعت صديقاتها يوماً لزيارتها في منزلها، ووصفت لهم عنوان المنزل، لتكتشف بأنها لا تعرف من الشارع الذي تسكن فيه إلا اسم المطعم الكبير المقابل لمنزلها، وبعد أن أمضت صديقاتها ساعتين يتجولن في المنطقة بحثاً عن هذا المطعم، طلبت منهن التواصل مع سائقها لمعرفة الطريق الصحيح للمنزل، وتلوم بالموقف السائق ووالدها وأخيها على حد قولها الذين تعتمد عليهم عادةً في الذهاب والإياب قائلة: بصراحة كل واحد منهم يقلني للمنزل من طريق مختلف، إما لهدف اختصار الزحمة أو كما هو معتاد عليه، ولم استطع وصف المنزل لصديقاتي نظرا للتشتت الذي سببوه لي بتعدد الطرق الى المنزل وعندما وجهت لهم اللوم أجابوني "كل الطرق تؤدي الى روما".
وعن هذا الموضوع سألنا المدربة "سوزان الشوا" وهي مدربة معتمدة في برامج الذاكرة، حيث بررت لنا أسباب ذلك فقالت: "إن المرأة أثناء ركوبها في السيارة مع زوجها أو غيره، لا تفكر في هذا الأمر "وهو معرفة الطرق والأحياء" لأنها تعتمد على الرجل أولاً، وثانياً لأن تركيزها ينحصر في الغالب على المحلات التجارية وعلى ما بداخل السيارات المجاورة وغيرها، لذلك اعتقد أن نساءنا عليهن إعادة النظر في تنشيط تركيزهن بالطرق وبالتالي تنمية ذاكرتهن بالتدريج لتجنب التعرض للمواقف المحرجة، فيمكن أن تبدأ المرأة بالتعرف على الأماكن البارزة كسوبرماركت قريب أو معلم بارز بجانب منزلها وغير ذلك، ثم توسع دائرة ذاكرتها لتشمل الأحياء المجاورة، ثم الشارع ككل، وهكذا".
العديد من المواقف الطريفة والمحرجة التي سمعناها أثناء إجراء التحقيق... شاركينا بموقفك الذي تعرضت له من خلال مساحة التعليقات أدناه.