معلومات عن جزيرة أم النار في أبوظبي
تضم الامارات العربية المتحدة مجموعة مميزة من الجزر. واليوم اخترنا جزيرة أم النار قبالة ساحل إمارة أبوظبي لنتعرف عليها. تابعوا معنا أهم معلومات عن جزيرة أم النار في أبوظبي.
موقع جزيرة أم النار
تقع جزيرة أم النار الصغيرة قبالة ساحل إمارة أبوظبي، وتتميز بموقع أثري أثمر عن اكتشافات كبيرة ساعدت على إلقاء الضوء على ثقافة وأسلوب حياة سكان العصر البرونزي في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد كانت هذه الجزيرة الصغيرة، فيما بين عامي 2500 قبل الميلاد و 2000 قبل الميلاد تقريباً، بمثابة موطن لمستوطنة كبيرة لعبت دوراً فعّالاً في التجارة الإقليمية، حيث أظهرت القطع الأثرية أن الناس في الجزيرة كانوا يتاجرون مع حضارات بعيدة، مثل بلاد ما بين النهرين القديمة (العراق حالياً) وحضارة وادي السند (باكستان والهند حالياً).
المدافن والأبنية في جزيرة أم النار في أبوظبي
تضم الجزيرة، التي تم التنقيب فيها لأول مرة بواسطة فريق أثري دنماركي عام 1959، العديد من الأبنية والمدافن الهامة التي تعكس ثقافة أم النار. تحتوي المقبرة على العديد من المدافن الموجودة فوق سطح الأرض على شكل دائرة قطرها ما بين 6 و 12 متراً، ويبلغ ارتفاعها عدة أمتار. كما تنقسم هذه المدافن إلى غرف يتم الوصول إليها من خلال مداخل صغيرة.
صُممت كل غرفة لتضم العديد من رفات الموتى، والتي يصعب معرفة الرقم الفعلي لها بفعل الزمن ونبش القبور. اُستخدمت الحجارة في بناء هذه المدافن، واستخدم العديد منها في عملية ترميم عدد كبير خلال سبعينيات القرن العشرين. وزُخرفت بعض الجدران الدائرية للمباني الكبيرة بنقوش الحيوانات، مثل: الظباء والثيران والأفاعي والإبل.
تم اكتشاف العديد من المباني من الحجر الخام في جزيرة أم النار، منها المنازل والمخازن التي استخدمت لتخزين ونقل البضائع من الجزيرة إلى المناطق المحيطة بالخليج العربي.
أسلوب الحياة
عثر علماء الآثار على العديد من الآثار في مستوطنة كانت قائمة على الجزيرة، مما يكشف عن حياة السكان الأوائل فيها. وقد اشتملت هذه القطع الأثرية على القلائد والمجوهرات ودبابيس الشعر الذهبية والأسلحة النحاسية والأواني الفخارية المستوردة والمحلية المزخرفة بتصاميم تفصيلية، بالإضافة إلى القطع البرونزية، مثل خطاطيف الصيد المصنوعة محلياً من النحاس، والتي من المحتمل أنها استُخرجت من الجبال الواقعة بالقرب من واحة العين.
تعكس القطع الأثرية، مثل: خطاطيف وشباك الصيد مدى اعتماد السكان الأوائل على البحر لجلب الطعام. ويبدو أن الأطوم، يسمى أيضاً "بقرة البحر"، كان يمثل عنصراً أساسياً في نظامهم الغذائي، بالإضافة إلى استخدام الجلود والزيوت. يُعد الأطوم في الوقت الحالي من بين الفصائل المحمية من الانقراض، على الرغم من وجوده بوفرة قديماً نظراً للعثور على العديد من عظامه في الموقع.