أسابيع الموضة 2021 ما سبب انسحاب العلامات التجارية الكبرى مثل غوتشي و سان لوران وغيرها

طويت صفحة أسابيع الموضة 2021 لموسم خريف وشتاء 2021-2022 بعدما كانت قد إنطلقت في 15 فبراير من نيويورك وإختُتمت في 10 مارس في باريس. ومرّة جديدة جلست بعض أكبر العلامات التجارية على الهامش، وإختارت الإنسحاب من روزنامة أسابيع الموضة 2021  التقليدية التي كانت تاريخيًا منصة قوية للوصول إلى وسائل الإعلام والمشترين والمستهلكين.

اقترح البعض حدثًا عالميًا واحدًا موسم في باريس مثلاً، والموسم المقبل في عاصمة أخرى

علامات كبرى غرّدت خارج سرب أسابيع الموضة2021 ، دور أزياء رالف لورين ومايكل كورس، Coach  و Tory Burch إختارت تخطي أسبوع الموضة في نيويورك. في حين عرضت دار Burberry مجموعتها للملابس الرجالية فقط ضمن أسبوع الموضة في لندن. كما غابت عن عروض ميلانو وباريس، أسماء كبرى مثل Gucci، Saint Laurent، Bottega Veneta، Balenciaga وAlexander McQueen، وكلها مملوكة لشركة Kering، على الرغم من عدم وجود سياسة جماعية بشأن التغيّب عن أسابيع الموضة.

 

فلماذا إذاً تتخلى العلامات التجارية الكبرى عن أسابيع الموضة 2021؟

 

كل هذه الأسماء التي تخلّت عن فكرة المشاركة في أسابيع الموضة 2021 لم تتوقّف عن تسويق مجموعاتها، بل أعادت صياغة استراتيجياتها بعد أن أدركت العلامات التجارية التي تتمتع بقوة تسويقية كافية منذ سنوات، أنها يمكن أن تحظى بتغطية مخصصة لها وتفعّل الأسواق الإقليمية المهمة من خلال تنظيم عروض خارج الروزنامات التقليدية وزحمة أسابيع الموضة التقليدية.

 

كما تسبب وباء كوفيد 19 في إعادة تفكير أكثر جذرية. فعروض الأزياء التقليدية هي مناسبات مهمة لجمع الأشخاص "المناسبين" - المحررين والمشترين والمشاهير والمؤثرين وغيرهم - في المكان المناسب وفي الوقت المناسب، وتجميع العلامات التجارية معًا وزيادة التأثير.

أوقف وباء كوفيد 19 التجمعات الموسمية للأزياء وحوّل العروض إلى إفتراضية عبر الإنترنت

لكن أدى التحول إلى النظام الرقمي إلى تغيير الحسابات. منذ أن أوقف وباء كوفيد 19 التجمعات الموسمية للأزياء وحوّل العروض إلى إفتراضية عبر الإنترنت، والتي يتم تقديمها بدون احتكاك من خلال مقاطع فيديو، أصبح مفهوم تجميع العلامات التجارية معًا في أسبوع الموضة أقل قيمة، خصوصاً للعلامات الكبرى التي لا تحتاج إلى هكذا مناسبات لجذب الانتباه. وفي الوقت نفسه، يأتي تخطي أسبوع الموضة بفرص هيكلية قوية.

 

وفي خلال أسابيع الموضة تكشف دور الأزياء عن مجموعات سيتم طرحها بعد عدد من الأشهر في الأسواق والمتاجر. ومع قرار العلامات التجارية تخطي هذه الروزنامة، سمج لها هذا الأمر بحلّ هذه المشكلة وتأخير عروضها لتتناسب مع اقتراب موسم البيع - على الرغم من أنها ليست قريبة جدًا، لأنها لا تزال بحاجة إلى وقت لتصوير الحملات، وعرض المنتجات في الصحافة، والقيام بالطلبات المسبقة مع أعلى عملاء.

بسبب وباء كورونا يتم تقديم عروض الأزياء بدون احتكاك من خلال مقاطع فيديو

كذلك تم طرح مسألة المواسم نفسها. أسابيع الموضة مبنية على مفهوم المجموعات الموسمية، وهي فكرة لا معنى لها في سوق الموضة اليوم حيث يكون الطلب عالميًا والمستهلكون يتوقون إلى الحداثة بسرعة. بالنسبة للبعض، ساعدت الاستراحة من أسبوع الموضة في إحداث تحوّل أعمق نحو المجموعات غير الموسمية.

 

على سبيل المثال، تخلّصت دار غوتشي Gucci من المجموعات الموسمية التقليدية - لم يعد هناك خريف-شتاء أو ربيع-صيف - وقررت التركيز على حدثين مميزين للأزياء في الربيع وفي الخريف، وليسا مرتبطين بالضرورة بتقويمات أسبوع الموضة العالمي. وقد أوضح رئيس كيرينغ فرانسوا هنري بينولت François-Henri Pinault الشهر الماضي "إن هذا الأمر يتماشى مع وتيرة جديدة للإضافات المنتظمة، سواء كانت حداثة أو امتدادًا للمجموعة، بالإضافة إلى التعاون والكبسولات، مدعومة بإيقاع متفوّق لسرد القصص الرقمي."

دار غوتشي وعلامات كبرى أخرى تغيّبت عن أسابيع الموضة

لكن ماذا يحدث عندما يتراجع الوباء؟ هل ستعود العلامات التجارية الرئيسية مثل غوتشي وسان لوران إلى أسبوع الموضة؟ من السابق لأوانه معرفة ذلك ومعظم دور الأزياء تدرك أن خياراتها مفتوحة. كما أن البعض يرى عودةً إلى أسبوع الموضة، لكن ليس كما عرفناه من قبل.

 

كبداية، يمكن تقليل الفجوة بين وقت ظهور المجموعات ووصول المنتجات إلى المتاجر. ومن المرجح أن تقدّم دور الأزياء مجموعات تتجاوز تقليدية مواسم الخريف-الشتاء والربيع-الصيف. وبدلاً من الدوامة التقليدية التي تستغرق شهرًا والتي تشق طريقها من نيويورك إلى لندن وميلان وصولاً إلى باريس، اقترح البعض حدثًا عالميًا واحدًا. موسم في باريس مثلاً، والموسم المقبل في عاصمة أخرى.

 

مع كل التغيّرات التي يشهدها عالم الموضة والأزياء شيء واحد مؤكد، لن تعود الأمور إلى سابق عهدها.