The Ice Road.. هل مللت شهامة وأكشن "ليام نيسون"؟ هناك المزيد على طريق الجليد!
مُنذ إختطاف ابنته وصديقتها أثناء رحلتهما إلى باريس، تشكلت نوعية من الأفلام التي يُجسد فيها "ليام نيسون" دور الرجل الخمسيني العصبي الذي يسعى للإنتقام ومساعدة شخص ضعيف؛ مثل إبنته في فيلم Taken "إختطاف"، أو الطفل المكسيكي اليتيم الهارب من عصابة مخدرات ترغب في قتله إنتقاماً من خاله عضو العصابة الخائن في فيلم The Marksman "القناص"، أو سعيه لإنقاذ عُمال مناجم في خطر كما في فيلمه الأخير The Ice Road "الطريق الجليدي"، الذي بدأ عرضه مؤخراً في دور السينما وعلى منصة نتفليكس بالولايات المتحدة.
أكشن وعنف وأوسكار!
"أنا لا أعرف من أنت.. ولكني سأعثر عليك، وسأقتلك".. أصبحت هذه الجملة الشهيرة من فيلم "إختطاف" عنواناً لنوعية من الأفلام التي يقوم فيها "ليام نيسون" بشخصية الرجل الشهم الجريء شديد القسوة، وأصبحت أفلام شهامة "ليام نيسون" الممزوجة بالعصبية والعُنف والمطاردات أشبه بإعادة تدوير أكشن شبيه ببعض أفلام الويسترن القديمة، ولكن بدلاً من مُطاردات الخيول في صحراء الغرب الواسعة، أصبحت مُطاردات بالسيارات على الطرق السريعة (القناص)، أو ساحات باريس (إختطاف)، وأخيراً بواسطة شاحنات ضخمة على طُرق جليدية وعرة بكندا (الطريق الجليدي).
لم يكن الأمر هكذا في البداية؛ فقد بدأت شهامة "ليام نيسون" على الشاشة بلا عُنف؛ وقام في فيلم Schindler's List "قائمة شندلر" بدور رجل الأعمال الألماني "شندلر"، وكان يقوم بشراء المعتقلين من مُعسكرات النازي ليحميهم من القتل والتعذيب، وذلك بتوظيفهم كعُمال في مصانعه، وهو الدور الذي رُشح عنه للأوسكار عام 1994، ولكن رحلة "ليام نيسون" مع الشفقة والشهامة تحولت تدريجياً إلى دروب دموية ومشبوهة أحياناً، وإبتعدت عن قوائم ترشيحات الأوسكار، وأصبحت أدواره مُتوقعة تقريباً؛ فهو غالباً يمتلك مهارات قتالية تُبرر ضربه عصابة من الشباب، وطرحها أرضاً، وهو دائم الغضب، ومُفلس تقريباً، وكما في أفلام الأكشن التُجارية المُتواضعة تغيب القصة والحبكة، وتحضر مشاهد الحركة والجرافيك والغضب.
لمسات إنسانية دافئة!
يبدأ فيلم "الطريق الجليدي" بحادث انفجار غاز الميثان في منجم للماس في "مانيتوبا" الكندية، وإنهيار مدخل النفق وإحتجاز عشرات من العاملين به، وأمام هؤلاء حوالي 30 ساعة فقط حتى ينفذ الأوكسجين، ووسيلة إنقاذهم الوحيدة هى نقل مجموعة مُعدات ثقيلة لمكان المنجم، ووسيلة نقلها المُتاحة هى مجموعة من الشاحنات الضخمة عليها الوصول بسرعة من خلال طريق جليدي وعر، وظروف مناخية صعبة.
على جانب أخر نتعرف على شخصية سائق الشاحنات "مايك-ليام نيسون" الذي يرعى شقيقه "جارتي- ماركوس توماس"، وهو محارب قديم بارع في أعمال الميكانيكا، ولكنه يُعاني من إضطراب عقلي، وينتهى الأمر بالشقيقين بعد فُقدان عملهما إلى الإنضمام إلى مُهمة إنقاذ عًمال المنجم تحت قيادة صاحب شركة الشاحنات " جولدن رود- لورانس فيشبورن"، وبمشاركة السائقة الشابة "تانتو- آمبر ميدهاندر"، و" بنجامين ووكر" مندوباً عن شركة التنقيب بالمنجم.
حرص السيناريو على وضع لمسات إنسانية دافئة لحبكة المغامرات شديدة البرودة؛ بداية من شخصية الشقيق "جارتي" الصامت دائماً، والذي يتعرض للتنمر بسبب إضطرابه العقلي، والفتاة "تانتو" التي شاركت في المهمة الخطرة لأن شقيقها مُحتجز في المنجم المُنهار، وأيضاً "جولدن رود" الذي يُنافس "ليام نيسون" في الشهامة والتضحية بالذات من أجل الأخرين، ولكن كل تلك اللمسات الإنسانية دُفنِت أسفل جليد سيناريو مُفكك وغير مترابط.
الفيلم تأليف وإخراج "جوناثان هانسلي"، الذي شارك في كتابة سيناريوهات عدد من أفلام الأكشن الشهيرة؛ منها Die Hard with a Vengeance وArmageddon ، وأخرج وشارك في كتابة فيلم العصابات Kill the Irishman "اقتل الأيرلندي".
ثقوب في الجليد ومشاهد الأكشن!
أكثر عيوب حبكة الفيلم هى غياب المنطق في بعض مشاهد الأكشن، وهو أمر جعلها تبدو مثل مشاهد فيلم كرتون؛ وأبرزها هى مشاهد إنقلاب الشاحنات، وتكسر الجليد من تحتها، وهو مشهد زاد من حالة التوتر والإثارة؛ فمُهمة الإنقاذ تفشل تقريباً، والأبطال على وشك الهلاك، وكل هذا يحدث في الثلث الأول من الفيلم، ويحتاج السيناريو إلى حبكة شديدة الإتقان لإقناع المُشاهد بحل مناسب لتلك الأزمة، ولكن جاء سهلاً ومُبتذلاً؛ فالجليد الذي يتحطم توقف فجأة، وقام السائقون برفع الشاحنات الضخمة التي تحمل أطناناً من المُعدات بأوناش تم تركيبها بسرعة، ولأن صعوبة الطريق والمناخ لا تقوى على بناء حبكة كافية لإكمال الفيلم قام السيناريو بصُنع حبكة فرعية عن مؤامرة غامضة لإفشال عملية الإنقاذ، ولكن تلك الحبكة لم تكن قوية بما يكفي لبناء فيلم أكشن مُبهر، ولكنها نجحت فقط في ملأ زمن الفيلم بمشاهد حركة جيدة ومسلية.
تكرار الأدوار والشخصيات!
لا يوجد سبب واضح للظهور المُتكرر والمُتلاحق للممثل "ليام نيسون" على شاشة السينما، وهو ظهور لا يكاد يُقدم فيه شىء جديد أو يليق بقيمة موهبته الحقيقية، وخلال هذا العام قدم فيلمى "القناص"، و"الطريق الجليدي"، وهناك فيلمين أخرين تحت الإنتاج، يُجسد في أحدها شخصية قناص أجير يُصبح هدفاً لمُطاردة قناص أخر، وفي الثاني يُجسد شخصية عميل حكومي غامض مُهمته التخلص من العناصر المُخابراتية التي يتم كشفها، وهناك فيلم يقوم بتصويره حالياً هو Retribution "القصاص"، وهو عن مدير تنفيذي بأحد البنوك يحاول حماية عائلته من قنبلة داخل سيارتهم، وهذه القنبلة ستنفجر لو توقفت السيارة وخرجوا منها، وهو يستعد لتصوير فيلم إثارة سياسي تدور أحداثه في أفريقيا مع المخرج المصري-السويدي "طارق صالح"، وهذا يعني أننا سنبقى فترة من الزمن مع المزيد من شهامة "ليام نيسون" والمزيد من غضبه وإنتقامه.
مصادر الصور والأفيش..الموقع الرسمي للشركة المُنتجة