إعتام عدسة العين حقائق وخرافات
كثيرة هي المواضيع الصحية التي نعلم عنها الشيء النذير، خاصة التي لا نعاني منها، لكن الحقائق والخرافات ما زالت تسود بين الناس حول هذه المواضيع ما يجعل الجاهل بها يقع في حيرة بين تصديق ما يسمعه أو يقرأه، وبين رفضه تماماً والعودة للرأي الطبي المنطقي والموضوعي الذي يعطي تفاصيل ومعلومات وافية عنها.
وفي موضوع إعتام عدسة العين أو الساد، ما زال الناس يتداولون العديد من الخرافات والإشاعات حوله بشكل خاطئ ما جعلنا نتوجه إلى الدكتور سلمان وقار، طبيب العيون واستشاري في مستشفى مورفيلدز دبي للعيون، لمعرفة كافة المعلومات اللازمة حول هذه المشكلة التي يعاني منها العديد من الناس، إضافة للخرافات السائدة حولها والحقائق المواجهة.
إعتام عدسة العين حقائق وخرافات
الخرافة الأولى حول إعتام عدسة العين، تتجلى في أن استخدام شاشة الكمبيوتر أو الهاتف المحمول سيؤدي للإصابة بإعتام عدسة العين. ويجيب د. وقار على هذه الخرافة بالتالي:
"لقد ولدنا جميعًا بعدسة طبيعية في كل عين من أعيننا. يحدث إعتام عدسة العين عندما تبدأ العدسة في أن تصبح ضبابية وأقل وضوحًا ، مما يؤدي لانخفاض في الرؤية والوهج من الأضواء في الليل. في الواقع ، كلمة الساد مشتق من اللاتينية لكلمة "شلال" وتُعرف محليًا باسم "المياه البيضاء". يمكنك معرفة سبب اختيار هذه الأسماء ، حيث يمكن أن تبدو العدسة المصابة بإعتام عدسة العين النامية بيضاء وحليبية".
ويضيف: "يتطور إعتام عدسة العين الأكثر شيوعاً وببساطة مع التقدم بالسن، وعمومًا بعد سن الخمسين. وأحيانًا قد تتطور أيضًا في وقت مبكر من الحياة بسبب الإصابة أو الالتهاب أو الحالات الصحية العامة مثل مرض السكري. يمكنك أن تطمئن إلى أن وقت الشاشة لا يسبَب إعتام عدسة العين".
لكن ينصح د. وقار أيضاً بضرورة الحصول على فترات راحة منتظمة أثناء وقت الشاشة لفترات طويلة للحفاظ على صحة العيني بشكل عام.
علاج إعتام عدسة العين بالتمارين والقطرات
يتحدث الكثيرون عن إمكانية علاج إعتام عدسة العين من خلال بعض التمارين الخاصة بالعين، وكذلك استخدام قطرات العين. وحول هذه الخرافة، يقول د. وقار"
"نظرًا لأن إعتام عدسة العين هو تغيير جسدي في وضوح العدسة في أعيننا، فلا توجد حاليًا تمارين للعين أو قطرات للعين متاحة في جميع أنحاء العالم كعلاج. تم البحث عن بعض الأدوية، لكن لا يوجد دليل ملموس على فعاليتها".
مضيفاً أن "الخيار الأكثر رسوخًا ومضمونًا حالياً، هو إجراء الجراحة. وتستغرق أحدث تقنية طفيفة التوغل التي نستخدمها 30 دقيقة فقط لإكمالها، ويتم إجراؤها كحالة يومية مما يعني أنك ستعود إلى المنزل في نفس اليوم ولديك معدل أمان يزيد عن 99% مع أكثر من 30 عامًا من الخبرة وراء ذلك. قد يستغرق التعافي ما يصل إلى أربعة أسابيع ، لكن الغالبية العظمى من المرضى يلاحظون تحسنًا كبيرًا في رؤيتهم اعتبارًا من اليوم التالي.
إحتمال تطور إعتام عدسة العين من جديد
يخشى البعض من إحتمال تطور إعتام عدسة العين من جديد بعد الخضوع للعملية، ما يجعل بعضهم يحجمون عن القيام بهذا الإجراء الطبي الضروري.
وفي هذا الصدد، يفيد د. وقار: "أثناء عملية الساد ، يتم استبدال العدسة الطبيعية الضبابية بعدسة اصطناعية شفافة. هذه العدسة الجديدة مصنوعة من نوع خاص من البلاستيك يدوم إلى الأبد. لا يوجد خطر من حدوث إعتام عدسة العين مرة أخرى، على الرغم من أنه في أقل من 20% من المرضى، قد تحتاج العدسة الاصطناعية للقليل من التنظيف بعد بضع سنوات. وباستخدام التكنولوجيا الحديثة، يمكن القيام بذلك بسهولة في العيادة باستخدام ليزر لطيف للغاية وغير مؤلم".