قطع مجوهرات زوجة نابوليون بونابرت في مزاد علني!
بعد مئة وخمسين عامًا من الحفظ والصون، قرّرت دار Sotheby’s London الإفراج عن تاجين مع مجموعتهما، يعودان للإمبراطورة جوزيفين بونابرت في مزاد يُقام في لندن في 7 ديسمبر 2021، على أن يسبقه عرضٌ لقطع المجوهرات ضمن معرض يُقام من 2 إلى 9 نوفمبر في فندق Mandarin Oriental في جنيف.
التاجان سيعرضان جنبًا إلى جنب مع مقتطفات من مبيعات دار Sotheby's Magnificent Jewels، الذي تأسّس عام 1744، ويعتبر الوجهة الأولى في العالم للمجوهرات الجميلة والقطع النادرة.
للتعرف إلى قطع المجوهرات هذه، فلنسافر بالزمن إلى الوراء، وتحديدًا إلى مطلع القرن التاسع عشر ونجول في خزنة مجوهرات جوزيفين بونابرت زوجة نابليون بونابرت (1769-1821) وإمبراطورة فرنسا.
تاريخ التاجين:
يعكس التاجان الفن الراقي لتلك الحقبة، إذ يُعتبران مثالًا لأجمل الحرف اليدوية الفرنسية التي سادت في أوائل القرن التاسع عشر. تمّ صنعهما في باريس عام 1808، وهما تجسيد لسحر التصميم الكلاسيكي الذي بلغ ذروته في ظل نظام بونابرت.
يُظهر تصميما التاجين حقيقة سعي الامبراطور الفرنسي (الإيطالي الأصل) إلى إضفاء الشرعية على حكومته الجديدة من خلال إحياء الإشارات التاريخية والثقافية المندرجة من روما القديمة، وصولًا إلى أدق التفاصيل، وما اختيار ترصيع قطع المجوهرات سوى انعكاس لنهج نابوليون بعد الثورة الفرنسية.
تم ترصيع التاجين - مع مجموعة من المجوهرات المطابقة المصممة للارتداء معًا كطقم - بأحجار كريمة منقوشة برؤوس كلاسيكية تعود لشخصيات تاريخية قديمة. وقد ساد ايمانٌ أنّ هذه الرؤوس تمنح مرتديها البطولة والعظمة.
في هذا الإطار وتعظيمًا لصورتها أمام شعبها، استخدمت الامبراطورة جوزفين مجوهرات تستحضر مُثل العالم القديم، خاصة عبر هذين التاجين وتوابعهما، لربطها بالإمبراطورية الحالية وتعزيز هيبة نظام زوجها.
الامبراطورة وفن المجوهرات:
اشتهر نابليون وزوجته جوزفين برعايتهما للفنون الجميلة بكلّ ما تتضمّن من فخامة ورفاهية، فقدّم الثنائي كلّ الدعم للصناعات الفاخرة وورش المجوهرات بعد الثورة الفرنسية. في غضون ست سنوات فقط، أنفقت جوزفين مبلغًا يزيد عن 25 مليون فرنك على المجوهرات والملابس، وهو ما يتجاوز بكثير المبلغ المخصّص لها.
امتلكت جوزفين مجموعة واسعة ومنسّقة من المجوهرات الأثرية. وبمساعدة دومينيك فيفانت دينون، مديرة متحف نابليون، تعلّمت التمييز بين مختلف الأحجار المستخدمة، وتقدير تقنيات النقش، والتعرف على آلهة الأساطير وأبطالها، وأباطرة الرومان المتعاقبين والإمبراطورات.
كانت تختار نقوشًا محدّدة ليتمّ تثبيتها في المجوهرات وفي عناصر أخرى في خزانة ملابسها، مثل السترة المخملية الخضراء يزيّنها حزام ذهبي.
شهد زمن جوزفين انتقالًا للذوق الجماعي نحو البساطة الكلاسيكية، بحيث كان المثل الأعلى لجمال الأنثى هو أن ترتدي المنحوتات اليونانية القديمة بكل نقائها البسيط، والامتناع عن أي نوع من الأزياء المبالغة في الزركشة التي كانت رائجة في القرن السابق.
مواصفات مجوهرات المزاد:
-
المجموعة الأولى
إكليل كارنيليان، مطلي بالذهب، صُمّم عام 1808، منحوتاته القديمة مزيّنة بمينا زرقاء من نوع champlevé ومرصّعة بخمسة وعشرين حجرًا من العقيق الأبيض، معظمها من الرؤوس الكلاسيكية للذكور والإناث.
يُقدّم هذا التاج مع زوج من الأقراط المعلّقة، كلّ مجموعة بها نقش واحد ومزخرفة بشكل مماثل؛ إلى جانب مشط يُعلّق في الشعر، وحزام مزخرف، في المنتصف مرصّع بحجر العقيق من باخوس.
لا يزال هذا الطقم موجودًا في الصناديق الجلدية الباريسية الأصلية المجهزة، وتقدّر قيمته ما بين 200000و 300000 جنيه استرليني.
-
المجموعة الثانية
إكليل من الذهب من تصميم جاك أمبواز أوليفيراس، يعود تاريخ صنعه إلى العام 1808 مع خمسة نقوش بيضاوية من الحجر الصلب تصوّر زيوس وديونيسوس (القرن الثامن عشر) وميدوسا وبان وجايا (أواخر القرن السادس عشر)؛ مع مشبك حزام بتصميم مشابه، مرصّع بحجاب من العقيق من ميدوسا (أواخر القرن السادس عشر) وحزام مزخرف بحجر صلب يصوّر زيوس (1780-1800).
لا يزال هذا الطقم موجودًا في الصناديق الجلدية الباريسية الأصلية المجهزة، وتقدّر قيمته ما بين 100000و200000 جنيه استرليني.
-
مجموعات أخرى ستُعرض في المزاد:
يشمل المزاد مجموعة مختارة من القطع الأخرى التابعة للإمبراطورة جوزفين:
1- ستّ قلادات من الحجر الصلب المنقوشة، مع أربعة أحجار من العقيق الصغير المنقوش، مرتبطة ضمن سلسلة.
هذه الجوهرة الإيطالية يعود تاريخها ما بين أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر. سيتمّ بيع كلّ قلادة على حدة، واختلفت التقديرات حول قيمتها.
2- طوق مع تسعة قلادات منقوشة و10 أحجار صغيرة نُقش عليها صورُ حيوانات.
يرجّح أن تكون هذه القطعة إمّا فرنسية أو إيطالية، وتعود للقرن التاسع عشر. وتقدّر قيمته ما بين 30000 – 50000 جنيه استرليني.
3- دبوس يمثّل نقشًا من العقيق لصورة محارب يحمل درعًا، وقد حُفر على الدرع كائنٌ خرافيٌّ يُعرف بـ "chimera". هذه القطعة إيطالية المنشأ، يرجّح أنّها تعود لفترة زمنية ما بين 1780-1800.
يُقدّر قيمة هذه القطعة نحو 30000 جنيه استرليني.
من المؤكد أنّ هذه الجواهر الثمينة المزينة بنقوش مهيبة تعكس أسلوب الإمبراطورة جوزفين التي حرصت على إظهار مرتبتها كزوجة لنابليون بونابرت عبر مجوهراتها، وذوقها الرفيع واهتمامها بالعالم الكلاسيكي.
الصور المستخدمة من موقع Sotheby's