تأثير التوتر على الصحة النفسية والجسدية
لا يستطيع جهازنا العصبي أن يفرَق بين أسد يطاردنا أو موعد تسليم العمل. عندما نشعر بالتوتر، سواء من العمل أو العلاقات الإجتماعية أو الأفكار السلبية أو قلة النوم، غالبًا ما تكون ردة الفعل في الجسم هي ذاتها.
وبحسب الدكتورة صالحة أفريدي، الأخصائية النفسية والمديرة الإدارية لمركز The Lighthouse Arabia وخبيرة صحية تعمل مع فيتبيت في دولة الإمارات، لا تزال شريحة كبيرة من الناس لا تدرك مدى تأثير الضغوطات اليومية على الجهاز العصبي في الجسم. لقد تطورت استجابة جسم الإنسان للضغوطات على مر آلاف السنين كوسيلة للبقاء على قيد الحياة، وكنتيجة لذلك، يستجيب الجسم لهذا التوتر إما بالهروب أو المواجهة وما يعرف بالإستجابة للتوتر.
النظرة العلمية ل "التوتر"
عندما تبدأ الإستجابة للتوتر في أذهاننا، فإنها ترسل إشارة إلى الدماغ لإطلاق هرمونات التوتر في الجسم، الذي ينشط حينها ويرسل الطاقة لأجزاء معينة لضمان البقاء ويوقفها عن أجزاء أخرى غير ضرورية في تلك اللحظة.
هل يمكن تجنب هذا التوتر؟
تسهم العديد من النشاطات في تكوين عقل وجسم قويين ومرنين وفي مكافحة ضغوطاتنا اليومية. وبالإمكان التخلي عن ممارسة بعض تلك النشاطات على أساس يومي، لكن يُعتبر البعض الآخر إلزاميًا، وفي حال عدم القيام ببعض الأنشطة ستتراكم الضغوط وتزداد حالة الشخص سوءًا.
وفي هذا الإطار، يوجد ثلاثة نشاطات إلزامية هي النوم الجيد، ممارسة التمارين الرياضية، والصفاء الذهني لمساعدتنا على مواجهة التوتر بطريقة فعالة وتحسين رفاهيتنا بشكل عام.
وتقدم الدكتورة أفريدي بعض الحقائق حول قائمة الأنشطة الثلاثة الخاصة بها:
- النوم: فكرة أن النوم مجرد وقت تستريح فيه أجسادنا باتت من الماضي. فالنوم هو الشيء الوحيد الأكثر فعالية لعقلك وجسمك. وفي حال عدم حصولك على قسط وافر من النوم بمعدل 7-8 ساعات يومياً، فإنك لم تحصل على النوم الجيد.
ولا يمكن اعتبار جميع طرق النوم متساوية، فالنوم العميق المنعش يختلف عن نوم حركة العين السريعة وتحتاج إلى كليهما للعمل بفعالية. ويعتبر النوم مفيدًا للصحة الجسدية والتعافي، وكذلك لتنظيم الصحة العقلية.
- التمارين - يقول البعض أن الجلوس هو "التدخين الجديد"، والتحرك هو المفتاح لعقل وجسم قويين ومرنين. ومن المرجح أن يؤدي الخمول لمشاكل صحية وجسدية وعقلية، بينما اعتماد نشاط رياضي لمدة 150 دقيقة أسبوعياً قد يحسن حياتك.
ثمة فوائد كثيرة للتمارين على الأعصاب خاصة فيما يتعلق بالذاكرة والأمور المتعلقة بالتعلم. فالتمارين الرياضية لها تأثيرات مضادة للاكتئاب وتقاوم الأمراض والضعف العقلي المرتبط بالعمر والضمور، مثل مرض الزهايمر أو الخرف.
- الصفاء الذهني: يعتبر نشاطًا إلزاميًا يُوصى به من أجل إدارة التوتر وخفضه.