دراسة: لقاح فيروس الورم الحليمي البشري يحمي بشدة من سرطان عنق الرحم
سرطان عنق الرحم من أنواع السرطانات الأكثر شيوعاً عند النساء، يحدث في خلايا عنق الرحم، وهو الجزء السفلي من الرحم المتصل بالمهبل. وتلعب سلالات مختلفة من فيروس الورم الحليمي البشري، والعدوى المنقولة جنسيًّا، دورًا في التسبب بمعظم حالات سرطان عنق الرحم.
وعند التعرض للإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، يمنع جهاز الجسم المناعي الفيروس من إحداث الضرر. ورغم ذلك ينجو الفيروس لسنوات في نسبة صغيرة من الأشخاص، ويشارك في تحول بعض خلايا عنق الرحم لخلايا سرطانية حسبما جاء على موقع "مايو كلينك".
ويمكن تقليل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم عن طريق عمل اختبارات فحص منتظمة، وتلقي لقاح يحمي من الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري. وقد أكدت دراسة جديدة أن الحصول على هذا اللقاح يحمي بنسبة عالية من مرض سرطان عنق الرحم.
لقاح فيروس الورم الحليمي البشري يحمي بشدة من سرطان عنق الرحم
هذا ما أظهرته نتائج دراسة قام بها باحثون من جامعة كينغز كوليدج البريطانية، ونُشرت نتائجها في مجلة "لانسيت" العلمية، مؤكدة أن الجيل الأول من اللقاح المضاد لفيروس الورم الحليمي البشري يقلل من إصابات النساء بسرطان عنق الرحم بنسبة 87%.
وعادة ما يتسبب هذا الفيروس بظهور زوائد على الجلد أو الأغشية المخاطية. وهناك أكثر من 100 نوع من فيروس الورم الحليمي البشري، إلا أن بعضها قد يؤدي إلى الإصابة بأنواع مختلفة من مرض السرطان ومنها سرطان عنق الرحم.
ونقل "سكاي نيوز عربية" عن موقع المجلة المرموقة، أن برنامج لقاح فيروس سرطان عنق الرحم منع حوالي 450 نوعاً من السرطان، و 17200 حالة ما قبل السرطان بين السكان في بريطانيا ممن جرى تطعيمهم باللقاح.
تفاصيل الدراسة
وكان الباحثون بالتعاون مع الحكومة البريطانية، قاموا بفحص بيانات الإصابة بمرض السرطان، وفقاً لمعيار السكان في البلاد بين أشهر يناير 2006 ويونيو 2019.
وبحسب البروفيسور بيتر ساسيني، أحد الباحثين في كينغز كوليدج لندن: "كان تأثير اللقاح هائلاً". مضيفاً أن هذا "مجرد بداية" كون الذين حصلوا على اللقاح ما زالوا صغاراً وغير معرضين للإصابة بالسرطان، وبالتالي يمكن أن تزداد الأعداد مع الوقت.
تضمنت الدراسة مقارنة 7 مجموعات من النساء من اللاتي جرى تطعيمهن مع أخريات لم يتلقين التطعيم. وخلص البحث إلى أن المجموعة التي تلقت اللقاح في مرحلة مبكرة، كانت الأكثر حماية من الإصابة بسرطان عنق الرحم.
وفي تعليقها على هذه النتائج، قالت كيت سولدان الباحثة المشاركة في الدراسة: "إن هذه الدراسة تقدم أول دليل مباشر على تأثير اللقاح المضاد لفيروس الورم الحليمي البشري في تقليل الإصابة بسرطان عنق الرحم".
معتبرة أن الخلاصات التي توصل إليها الباحثون، هي بمثابة خطوة مهمة للوقاية من سرطان عنق الرحم، وأعربت عن أملها في أن تؤدي هذه النتائج إلى توسيع نطاق التقليح بهذا العقار، لأن نجاح برنامج التطعيم لا يعتمد على فعالية اللقاح فحسب بل على نسبة السكان الذين يحصلون عليه.
تجدر الإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية كانت أطلقت العام الماضي، استراتيجية عالمية لتسريع القضاء على سرطان عنق الرحم، وهو أول التزام دولي للقضاء على هذا النوع من السرطانات.
وتسعى هذه الإستراتيجية لمنح 90% من الفتيات، تطعيماً كاملاً ضد فيروس الورم الحليمي البشري بحلول بلوغهن سن 15 عاماً. ومعلوم أن لقاح فيروس الورم الحليمي البشري يُعطى للفتيات بين سن 11 و 13 عاما، اعتماداً على المكان الذي يعشن فيه في بريطانيا. ويُقدم اللقاح أيضاً إلى الأولاد منذ عام 2019.
هذا وأطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة، حملة واسعة العام الماضي لتلقيح الفتيات في سن 13 و14 عاماً لحمايتهن من سرطان عنق الرحم الذي يتفوق عدداً على سرطان المبيض بحسب أرقام المستشفيات في الدولة.
وتتراوح نسبة الإصابة بأورام سرطان عنق الرحم بحالة واحدة لكل 100 ألف ضمن دولة الإمارات بحسب الدكتور زهدي خالد، إستشاري النساء والولادة واستشاري الأورام النسائية في مستشفى لطيفة، الذي أكد بدوره على أن الوقاية من الإصابة بالمرض تكون عن طريق أخذ لقاح فيروس الورم الحليمي البشري.