سرطان الرئة.. أكثر من مجرد التدخين
بالرغم من تصدر جائحة كوفيد-19 ومتحورات فيروس كورونا الصدارة والإهتمام في أخبار العالم، إلا أنه لا يمكن التغاضي عن كافة الأمراض والمشاكل الصحية الأخرى التي تودي بحياة ملايين حول العالم، خصوصاً إذا كان معظمها ناجماً عن ممارسات حياتية خاطئة مثل التدخين.
وعندما نذكر التدخين، فإن المرض الأول الذي يخطر على أذهاننا بسرعة هو سرطان الرئة والذي يحتفل العالم يوم 4 فبراير من كل عام بحملات التوعية من مخاطره. ويُعد سرطان الرئة السبب الأكثر شيوعًا لوفيات السرطان حول العالم، وتُقدر منظمة الصحة العالمية أنه يمكن الوقاية من 90% من الحالات عن طريق القضاء على استهلاك التبغ.
عوامل خطر تزيد الإصابة بسرطان الرئة
الأشخاص الذين يدخنون هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان الرئة، كما يرتبط التبغ بدون دخان أيضًا بهذا المرض. ويمكن أن يصيب سرطان الرئة الأشخاص الذين لا يتعاطون التبغ.
وبحسب آرون مانسفيلد، دكتور الطب وطبيب الأورام في مايو كلينك المتخصص في سرطان الرئة: "هذا أحد المفاهيم الخاطئة. على الرغم من أن استخدام التبغ هو بكل وضوح أكبر عامل خطر للإصابة بسرطان الرئة، فإن هناك العديد من عوامل الخطر الأخرى، وهناك عوامل خطر لا نعرفها. وكل ما تحتاجه لتكون في خطر من الإصابة بسرطان الرئة هو الرئة".
يمكن أن يؤدي التعرض للتدخين السلبي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة. وتشمل عوامل الخطر الأخرى لسرطان الرئة:
- التعرض لغاز الرادون، والأسبست، والمواد المسرطنة الأخرى.
- التاريخ العائلي لسرطان الرئة.
وبعض الأشخاص الذين تم تشخيصهم بسرطان الرئة ليس لديهم أي عوامل خطر واضحة.
ما هي أعراض سرطان الرئة
عادة ما يتم الخلط بين أعراض سرطان الرئة، مثل ضيق النفس، وألم الصدر، على أنها التهاب الرئة. ويقول الدكتور مانسفيلد: "تم تشخيص العديد من مرضاي بالتهاب الرئة. لقد تلقوا جرعات عديدة من المضادات الحيوية التي لم تكن ذات فائدة. ثم توجهوا لنا عندما لم تتحسن كتلة في الأشعة السينية على الصدر كان يُعتقد أنها التهاب الرئة".
ويمكن أن يكون السعال المستمر وسعال الدم وفقدان الوزن وآلام العظام والصداع من أعراض سرطان الرئة.
تشخيص وعلاج سرطان الرئة
يتم الحصول عادة على تشخيص دقيق للإصابة بسرطان الرئة بأخذ خزعة. ويشير الدكتور مانسفيلد إنه يتم استخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية أو التصوير المقطعي المحوسب لتوجيه عملية وضع الإبرة للحصول على عينة أنسجة أكثر دقة.
والاكتشاف المبكر لسرطان الرئة أمر أساسي لتحقيق نتيجة ناجحة، حيث يمكن بعد ذلك إزالته عن طريق الجراحة أو علاجه بالإشعاع أو كليهما معًا إلى جانب الاستئصال، كما تقول كارين سوانسون، دكتورة تقويم العظام، وطبيبة الرئة وأخصائية الرعاية الحرجة في مايو كلينك.
ولسوء الحظ، نادرًا ما تظهر أعراض سرطان الرئة حتى يتقدم السرطان إلى مناطق أخرى من الجسم. وتقول الدكتورة سوانسون: "من مشكلات سرطان الرئة هي أنه عند تشخيص المريض بسرطان الرئة - 80% من الحالات - يكون سرطان الرئة قد انتشر. لسوء الحظ، نمو الأورام داخل رئتينا ليس شيئًا يمكن لأجسامنا الشعور به أو إحساسه. لذلك لا ندركها في مراحلها الأولى، ما لم يتم فحصها".
ينقذ فحص سرطان الرئة بالتصوير المقطعي المحوسب بجرعة منخفضة سنويًا الكثير من الأرواح، ويُوصى به للأشخاص المعرضين لخطر كبير. وتنصح الدكتورة سوانسون قائلة: "يجب على المرضى التحدث إلى مزود الرعاية الأولية لديهم حول فحص سرطان الرئة، خاصة إذا كان لديهم أي تاريخ من التدخين".
الإقلاع عن التدخين أول السبل للوقاية من سرطان الرئة
إذا كنت تدخن السجائر، يمكنك تقليل مخاطر الإصابة بسرطان الرئة عن طريق الإقلاع عن التدخين. ويقول جيه تايلور هايز، دكتور الطب، والطبيب الباطني في مايو كلينك، والمدير المساعد لمركز مايو كلينك لإدمان النيكوتين: "حتى لو كنت في الستينيات أو السبعينيات من العمر، فإننا نعلم أنه بالإقلاع عن التدخين، فإنك تضيف سنوات من العمر وتقلل من الآثار الصحية المزمنة والأعراض التي تحدث من جرَّاء التدخين".
يقول الدكتور هايز: "حتى الأشخاص الذين أصيبوا التهاب القصبات المزمن وأشياء أخرى، فإنهم يلاحظون في غضون شهور إلى سنوات انخفاضًا ملحوظًا في الأعراض، وتحسنًا ملحوظًا في ضيق النفس، والقدرة على التنفس دون أعراض".
ولحسن الحظ، تعمل التطورات في العلوم الطبية على تحسين النتائج للأشخاص المصابين بسرطان الرئة.
ويعلق الدكتور مانسفيلد على هذا الأمر قائلاً: "إن التحسينات في فحوصات الكشف عن سرطان الرئة، والعلاجات الإستهدافية، والعلاجات المناعية قد حسّنت جميعها معدل الوفيات بسرطان الرئة بشكل عام".