دراسة ما علاقة المضادات الحيوية بسرطان الأمعاء

المضادات الحيوية من أكثر أنواع الأدوية استهلاكاً في العالم، واكتشافها أحدث نقلة كبيرة في علاجات الأمراض وأنقذت ملايين الأرواح، ومنها أنواع عدة تختلف حسب المرض المعالج.

إلا أنه ومن جانب آخر قد يفرط الكثيرين في استخدامها أثناء الإصابة بالأمراض رغبة في الشفاء السريع وعدم معرفة بأضرارها الجانبية وخطورتها، مما جعل الهيئات والمنظمات الصحية تفرض قيود على بيعها.

وفي هذا السياق وجدت دراسة أن استهلاك المضادات الحيوية خاصة لدى فئة الشباب من النساء والرجال يعرضهم للإصابة بسرطان الأمعاء، وعن ذلك إليكم التفاصيل.

المضادات الحيوية بسرطان الأمعاء

حذر علماء من جامعة أبردين من أن استخدام المضادات الحيوية قد يكون السبب الكامن وراء الارتفاع بين الشباب خلال السنوات القليلة الماضية في إصابة الشباب بالمرض النادر والمميت الذي يصيب كبار السن عادة.

وجدت دراسة أن تناول المضادات الحيوية يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة تصل إلى النصف في سن الخمسينيات.

كما ارتبط استخدام المضادات الحيوية بما يقدر بنسبة 9% من مخاطر الإصابة بسرطان القولون، لدى من هم في سن الخمسين وما فوق.

أضرار المضادات الحيوية

قالت سارة بيرّوت، من جامعة أبردين، والمؤلفة الأولى المشاركة في الدراسة: وجدنا أن التعرض للمضادات الحيوية مرتبط بسرطان القولون بين جميع الفئات العمرية. وهذا، إلى جانب العديد من العوامل الأخرى المتعلقة بالنظام الغذائي ونمط الحياة، ما قد يساهم في زيادة حالات سرطان القولون بين الشباب.

وأوضحت أن المضادات الحيوية لها تأثير ضار على ميكروبيوتات الأمعاء ويمكن أن تؤدي إلى تغييرات دائمة في بيئة الأمعاء الطبيعية، ويمكن أن يؤدي هذا إلى التهاب مزمن، ومن الناحية النظرية، يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.

وأوضحت الدكتورة ليزلي صاموئيل، كبيرة المؤلفين واستشارية الأورام في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، إن الأطباء يرون المزيد من المرضى الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً مصابين بسرطان الأمعاء، وكثير منهم لا يتوقعون عوامل الخطر مثل تناول الكحول بكثرة أو مرض السكري.

وأشارت الدكتورة صموئيل إلى أن الميكروبيوم المعوي يشتمل على توازن دقيق للبكتيريا واضطراب لذلك، سواء كان ذلك من عوامل نمط الحياة أو من الاستخدام المتكرر للمضادات الحيوية كما رأينا هنا، يمكن أن تكون له عواقب وخيمة للغاية.