سعوديات لـ هي : لا للزوج أثناء التسوق
الرياض – شروق هشام
يعد التسوق"سيفاً ذا حدين" فهو هواية تستمتع النساء بممارستها، في حين أنه عذاب يعيشه الرجال، خصوصاً وأن الجنس للطيف لا يتعب من دخول المحال، والبحث في الأرفف، واستكشاف ما يحتاجه وما لا يحتاجه أيضاً. أما الرجال فإنهم يجدون التسوق تضييعاً للوقت، وتبذيراً للمال، وبرأيهم أنَّ النساء يُبالغن في التردُّد على الأسواق، ويقضين ساعات طويلة في عمليَّة التبضُّع من دون أن يشعرن بالملل، وهذا ما يدفع الكثير من النساء إلى ممارسة هواياتهن في التسوق بدون مرافقة الزوج.
فما هو رأي السيدات السعوديات في ذلك؟ هل يفضلن التسوق برفقة الزوج أم يفضلن التسوق بدونه؟
هذا السؤال طرحته "هي" على بعض السيدات السعوديات، وكانت ردودهن كما يلي:
قالت أمال الغامدي وهي منسقة إدارية في إحدى الكليات الصحية: "بالطبع أفضل التسوق بدون زوجي، فأنا أحب أن أسترسل في وقتي المخصص للتسوق، ليس لأني أحب شراء الأغراض وتبذير المال، بل لأني أعرف احتياجات المنزل، ومتطلبات زوجي وأولادي، في حين أن زوجي يهتم بأموره واحتياجاته الخاصة فقط، ومن وجهة نظره أنه سيضيع الوقت بالتفرج ومشاهدة المواد المعروضة في المتاجر".
وعند سؤال سارة محمد وهي مشرفة خدمات عملاء في شركة استثمارية، قالت: "أنا لا أفضل التسوق بدون زوجي فحسب بل أنني أكره التسوق مع زوجي، فهو طوال جولة التسوق يستمر في انتقادي نتيجة حبي للتسوَّق وهو أمر غير مُبَّرر من وجهة نظره، ويتناسى أن له هوايات وعادات يحب أن يمارسها بدون أي مبرر من وجهة نظري، بالإضافة إلى أنه يتسبب لي بإحراج كبير نتيجة افتعاله المشاكل في السوق كلما واجه إلحاحاً أو إصراراً من قبل البائعين لعرض بضاعتهم".
وتُدرك مشاعل عبدالله، وهي موظفة استقبال في إحدى المراكز التجميلية، أنَّ زوجها يكره مرافقتها إلى السوق رغم متعتها الكبيرة أثناء وجودها هناك، لذلك فهي تتجنب الكثير من المشاكل بينهما عندما تتسوق بدونه، وبرأيها أن المرأة بالفعل تحتاج إلى الكثير من الوقت، كي تختار بغيتها، بسبب عدم قدرتها على اتخاذ قرار الشراء بسرعة، بغض النظر عن عدد المتاجر التي تزورها، أو المبالغ التي تملكها، كما أنها تزعج زوجها بوابل من الأسئلة الغريبة، حول الشكل، النوعية، السعر، ما يوقعه في مزيج من الحيرة والاستفزاز.
بينما تمتلك حياة أحمد وهي معلمة لمرحلة رياض الأطفال، وجهة نظر مختلفة حيث قالت: "بالتأكيد أفضل التسوق برفقة زوجي وأثق برأيه وذوقه بل إن هناك سببا رئيسا يجعلني لا أتسوق إلا برفقته وهو دفع الفاتورة التي غالبا ما تكون عالية الثمن، وأعتقد أن هذا السبب كاف لأن تتحمل الزوجة عصبية زوجها في رحلة التسوق، وعلى المرأة أن تكون أكثر ذكاء ولا يغضبها أي شيء والمهم أن تخرج وهي الرابحة دونما دفع أي مبلغ مالي".
وأكَّدت الأخصائية الاجتماعية حنان الخالدي أنَّ العديد من الرجال يجدون أنَّ تسوُّق المرأة يتضمن نوعاً من الهدر المالي يتم فيه شراء كماليات يمكن الاستغناء عنها، إلى جانب شعورهم أنَّ فيه هدرا كبيرا للوقت، في حين تنظر المرأة إلى ذلك كُلِّه نظرة مغايرة تماماً، إذ ترى أنَّ ما تشتريه من السوق عبارة عن أساسيات مرتبطة بتنوع احتياجاتها التي تعود لطبيعتها، لذا فإن عملية البحث لديها تستغرق وقتاً أطول مُقارنةً بالرجل، وبشكل عام فإن الحياة الزوجية تحتاج إلى مشاركة وتنازل من كلي الطرفين، فعلى الزوجة أن تحرص على مرافقة زوجها لها أثناء التسوق على أن تختصر هذا الوقت بقدر الإمكان وتقتصر على الضروريات لكي لا يشعر زوجها بالملل، ومن جانب أخر على الزوج أن يدرك أن وجوده مع زوجته أثناء التسوق يعطيها دعما نفسياً واجتماعياً، فهي تحتاج إلى رأيه ووجهة نظره في بعض الاحتياجات".