حوار مجلة "هي" مع هالة خياط المديرة الإقليمية لـ "آرت دبي"
خلال الـ 15 عاما السابقة، أصبح "آرت دبي" Art Dubai منصة عالمية رائدة للفن والفنانين من الشرق الأوسط والجنوب العالمي لاكتشاف التوجهات الفنية الجديدة والاحتفال بها، وإنشاء الجلسات النقاشية وتنظيمها، والاحتفاء بقوة الإنتاج الإبداعي. "آرت دبي" هو معرض فني عالمي بكل مقياس، وينعكس ذلك على الجودة والانتشار الجغرافي للمعارض المشاركة هذا العام. عاد معرض "آرت دبي" هذا العام إلى مدينة جميرا دبي في مارس الماضي. حيث ضمّ أكثر من 100 صالة عرض معاصرة وحديثة من أكثر من 40 دولة عبر أربعة أقسام رئيسية: المعاصرة والحديثة والبوابة و"آرت دبي ديجيتال"، القسم الرقمي الجديد والفريد من نوعه. إضافة إلى سلسلة المعارض الشائقة التي جرى تكليفها حديثا لفنانين مشهورين عالميا، ومعارض جماعية رائدة وبرامج تعليمية وجلسات نقاشية عالمية.
مجلّة "هي" التقت التقت هالة خياط، المديرة الإقليمية لـ"آرت دبي"، والتي واظبت على حضور المعرض منذ إنشائه في عام 2007، ولم تفوّت أي نسخة منه. خياط امرأة استثنائية، وشخصية رائدة في المشهد الفنّي والثقافي العربي، أخبرتنا عن الدور الذي يلعبه "آرت دبي" في مجال تمكين المرأة، وشاركتنا رأيها في المشهد الفني المتنامي في المنطقة.
من المعروف أنك حضرتِ "آرت دبي" بجميع نسخه منذ إطلاقه عام 2007. برأيك كيف تطوّر المعرض على مرّ السنين؟
في عام 2007 كان "آرت دبي” أوّل معرض فنيّ في المنطقة، وكان محليا. أما اليوم، فينافس "آرت دبي” بكل ثقة وقوّة، لقد انتقل من إطاره المحلي، وأصبح إقليميا وعالميا. يضّم "آرت دبي” صالات عرض من جميع أنحاء العالم من أميركا الجنوبية والهند والصين وإفريقيا، هو فعلا منصة عالمية.
ما الذي ميز نسخة هذا العام من "آرت دبي"؟
النسخة الـ15 من "آرت دبي" قدمت للمرة الأولى أكبر عدد من المعارض والمشاركين، 115 معرضا، كل واحد منها يضم عشرات الفنانين، وآلاف الأعمال الفنية. يسجل المعرض ضمن نسخة 2022 الظهور الأول لقسم "آرت دبي ديجيتال”، المعرض الفني الرقمي الجديد الذي يقدم أعمالا فنية مبتكرة لـ"الرموز غير القابلة للاستبدال” NFT، حيث يوفر نظرة شاملة بزاوية 360 درجة للمشهد الفني السريع التطور، ويتيح الفرصة للتدقيق من خلال "الرموز غير القابلة للاستبدال" والعملات المشفرة وفن الفيديو والواقع الافتراضي الذي نما منذ ظهور الفن الرقمي في الثمانينيات.
أما البوابة، فهو قسم كامل لـ10 معارض جديدة، تعرض أعمال فنانين يشاركون للمرة الأولى.
بعد "آرت دبي ديجيتال"، ماذا تُخبئون من ابتكارات جديدة للعام المُقبل؟
اليوم هناك عالم موازٍ للعالم الذي نعيشه، وهو العالم الرقمي، واليوم لدينا حياة موازية رقمية وافتراضية. درجة الحماس التي لمسناها هذا العام لقسم "آرت دبي ديجيتال” تدلُّ أنه سيستمرّ بكل تأكيد.
ما الدور الذي يلعبه "آرت دبي" في مجال تمكين المرأة؟
بداية، من بين المديرين الثلاثة للمعرض امرأتان، وفريق العمل غنيّ بالنساء. واليوم هناك تمثيل قوي للفنانة المرأة العربية والأجنبية. بصفتي امرأة تعمل في قطاع صناعة الثقافة منذ فترة طويلة، لم أواجه أي إعاقة لأنني امرأة، بل على العكس، كانت دائما الأبواب تُفتح أمامي بطريقة أسهل. نحن السيدات محظوظات في الإمارات، لما نتمتّع به من حقوق واحترام ومكانة مميزة.
أخبرينا عن الفنانات المشاركات في المعرض، والعربيات منهنّ بخاصة.
لا أودُّ أن أظلم فنانة على حساب أخرى، لأن لدينا 115 معرضا، لكن سأتحدّث عن الراحلتين إيتيل عدنان وبيبي زغبي، حيث تُعرض أعمالهما في المعرض. في قسم الحداثة والمعاصرة، هناك تمثيل جميل ومجموعة رائعة لبيبي زغبي، وهي فنانة لبنانية مهمة جدا. أما هذا العام، فقد فقدنا طاقة كبيرة من الساحة الفنية العالمية، وهي إيتيل عدنان.
باعتبارك شخصية رائدة في المشهد الفنّي والثقافي العربي، ما الأعمال التي أعجبتكِ هذا العام؟
بكل صراحة لا أستطيع أن أذكر عملا واحدا أو فنانا واحدا. على صعيد شخصي، أنا مُعجبة بالأعمال اليدوية، ولفت نظري ما قدمه الفنانون هذا العام في هذا الإطار سواء كان من القماش أو التنك وإعادة التكرير والفنّ المُستدام. كما لفت نظري ردّة الفعل الجميلة من فنانين من جيل الشباب للبيئة، وكل ما له علاقة بالعمل اليدوي.
ما رأيك بالمشهد الفني المتنامي في المنطقة؟
المشهد الفني الإماراتي جدا غني، والبرنامج الثقافي هائل. الإمارات تستقطب اليوم فنانين يعيشون ويعملون فيها، وهو أمر مُفرح.
نحن كنا أول معرض عالمي حضوري فتح أبوابه في دبي في عام 2021، إذا نحن في الأساس سباقون، وهذه السنة شهدت ضعف عدد المشاركة، وهو ما يعكس الثقة الكبيرة في المنطقة، ودبي مفتوحة، وتحدّت الجائحة بطريقة ذكيّة. هناك نجاح وإقبال وحركة فنيّة حقيقيّة، هناك صناعة ثقافة ذات مستوى عالٍ موجودة هنا في المنطقة.