الدكتورة عذبة فرنجية لـ "هي": فيروس الورم الحليمي البشري مجموعة فيروسات والوقاية منه باللقاح
لا يعرف المرض فرقاً بين كبير وصغير، أو بين امرأة أو رجل، بل هو امتحان صعب وقاس يمر به الجميع في مراحل عمرية مختلفة جراء أسباب عديدة، منها ما هو وراثي ويُعرف بإسم الأمراض الوراثية، ومنها ما هو نتيجة تغيرات مناخية وحياتية متعددة.
إلا أن بعض الأمراض قد تكون أكثر شيوعاً عند النساء من الرجال، والعكس صحيح، وينطبق هذا الأمر على مرض سرطان عنق الرحم الذي يحدث في خلايا عنق الرحم، وهو الجزء السفلي من الرحم المتصل بالمهبل.
ويشير موقع "مايو كلينك" إلى لعب سلالات مختلفة من فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، والعدوى المنقولة جنسيًّا، دورًا في التسبب بمعظم حالات سرطان عنق الرحم. وعند التعرض للإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، يمنع جهاز الجسم المناعي الفيروس من إحداث الضرر. لكن بالرغم من ذلك، فإن الفيروس ينجو لسنوات عند نسبة صغيرة من الأشخاص، ويشارك في تحول بعض خلايا عنق الرحم لخلايا سرطانية.
يمكنك عزيزتي تقليل خطر إصابتك بسرطان عنق الرحم عن طريق عمل اختبارات فحص وتلقي لقاح يحمي من الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، وهو ما سوف تعرفنا عليه الدكتورة عذبة فرنجية، استشاري أمراض وجراحة نسائية وتوليد من مستشفى مركز كليمنصو الطبي دبي بالتفصيل.
ما هي خطورة فيروس الورم الحليمي البشري
فيروس الورم الحليمي البشري ليس فيروس واحد بل هو مجموعة فيروسات، يمكن أن يحملها الإنسان دون أن يشعر بأية أعراض. كما يمكن لهذه المجموعة من الفيروسات أن لا تتسبب بأية مشاكل في الخلايا، لكن المشاكل الصحية التي يمكن أن تنجم عن هذه الفيروسات تتمثل في مسألتين:
- الثآليل التي تظهر في المنطقة التناسلية للمرأة، وتتفاوت في الحجم والعدد لجهة الصغر أو الكثرة.
- التسبب بالإصابة بسرطان عنق الرحم، مع الإشارة إلى أن جميع حاملي هذا الفيروس قد لا يصابون بهذا النوع من السرطان، لكن 95% من سرطانات عنق الرحم مرتبطة بوجود هذا الفيروس.
وكما أشرنا سابقاً، فيروس الورم الحليمي البشري هو مجموعة فيروسات وليس فيروس واحد فقط، وقد يصل عددها إلى 25-30 نوعاً، بعضها خطر والبعض الآخر أقل خطورة.
الأنواع الخطرة من فيروسات الورم الحليمي البشري هي تلك التي تُشكل خطراً على خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم. وتحدث الإصابة بهذا الفيروس عن طريق العلاقة الجنسية، أي أنه ينتقل جنسياً سواء من خلال الأعضاء التناسلية أو عبر الفم.
النساء الأكثر عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم هي السيدة التي تقوم بعلاقة حميمة مع شريك سبق له القيام بعدة علاقات جنسية والتقط الفيروس دون أن تظهر عليه أية أعراض. كما أن تعدد الشركاء قد يُمهد للإصابة بهذا النوع من السرطانات. ويمكن للرجل أن ينقل المرض إلى المرأة، كما يمكن للمرأة أن تنقله للرجل أيضاً، لكن لا يمكن أن تلتقط المرأة المرض بأي طريقة أخرى غير ممارسة الجنس.
ما هي مضاعفات فيروس الورم الحليمي البشري
يتسبب هذا الفيروس بمشاكل صحية جسيمة، وقد تُصاب المرأة به دون أن تظهر عليها أية أعراض، كما قد تظهر الثآليل أو الحبوب في المنطقة التناسلية للمرأة والرجل نتيجة هذا الفيروس. وفي الحالات الأخطر، قد يتسبب فيروس عنق الرحم بالإصابة بسرطان عنق الرحم كما ذكرنا سابقاً.
كيف يمكن الوقاية من فيروس الورم الحليمي البشري
نشدد بداية على ضرورة الإلتزام بالعلاقة الجنسية الآمنة ضمن الزواج ومع وقاية تامة، تحمي من العديد من الأمراض المنقولة جنسياً وبشكل خاص فيروس الورم الحليمي البشري.
ومن أهم عوامل الوقاية الأخرى، تلقي لقاح فيروس الورم الحليمي البشري المتوفر في كافة الدول ومعترف به من قبل منظمة الغذاء والدواء الأمريكية ومنظمة الصحة العالمية، وقد بات من اللقاحات المُلزمة لصغار السن.
ما هو لقاح فيروس الورم الحليمي البشري
نوصي بضرورة إعطاء هذا اللقاح المهم منذ سن التاسعة حتى سن 11-12، عند الفتيات والفتيان على حد سواء، وذلك لمنع ظهور الثآليل وكي لا يكون الفتى شريكاً في نقل الفيروس إلى الفتاة بعد الزواج.
ويتم إعطاء اللقاح قبل سن 15 على جرعتين، يكون الفرق الزمني بينهما 6 أشهر. أما بعد سن 15، فيحتاج المراهقون لأخذ 3 جرعات، بمعدل جرعة واحدة في المرة الأولى، تليها جرعة ثانية بعد شهرين ثم جرعة ثالثة بعد 6 أشهر.
ما جدوى لقاح فيروس الورم الحليمي البشري
أثبتت الدراسات العديدة التي أجريت على هذا اللقاح، فعاليته بشكل كبير منذ سن التاسعة وحتى سن 26. لكن منظمة الصحة العالمية أعطت توصيات مؤخراً بضرورة إعطاء لقاح فيروس الورم الحليمي البشري حتى عمر 45 نظراً للمنافع التي يبقى الإنسان يحصل عليها من هذا اللقاح لغاية هذا السن.
لكن تجدر الإشارة هنا إلى أن اللقاح لن يحمي بشكل تام من كافة أنواع الفيروس، بل هناك لقاح يغطي 9 أنواع من فيروس الورم الحليمي البشري، ولقاح يغطي عدداً أقل. إنما بالإجمال، فإن إعطاء اللقاح يساعد في تغطية الأنواع الخطرة من الفيروس والتي تُشكل خطورة لجهة الإصابة بسرطان عنق الرحم. وهذه الضرورة تنطبق على الفتيات والفتيان معاً.
إذن، في حال لم تحصل الفتاة على لقاح فيروس الورم الحليمي البشري في عمر صغير، يمكن لها أخذه عند بلوغها سن 26، كما يمكن لها تلقيه قبل سن 45 بحسب التوصية الجديدة لمنظمة الصحة العالمية. لكن الحصول على اللقاح في عمر أصغر، يمنح الفتاة مناعة من سرطان عنق الرحم في سن أبكر.
ليس هناك أية موانع لإعطاء اللقاح لكافة الفتيات والفتيان، وليس هناك أية مضاعفات لهذا اللقاح إلا في حالات قليلة جداً تُشكل 1 في المليون كما هو الحال مع اللقاحات الإلزامية الأخرى مثل الجدري وغيرها.