برامج التواصل الاجتماعي الطريق الجديد للأمراض

جدة- ولاء حداد أصبح لتواصلنا مع أصدقائنا وزملائنا وحتى عائلاتنا طرق وبرامج كثيرة مثل تويتر، انستغرام، تانغو، فايبر وفيسبوك. ولكن هل توقع مخترعو مواقع التواصل الاجتماعي أن تكون برامجهم تلك مضرة بصحة الناس وتعرضهم لأمراض نفسية وصحية وحتى مشاكل اجتماعية؟! هذا ما ستكتشفه "هي" خلال حوارها مع فتيات تضررن بشكل أو بآخر من هذه البرامج التي من المفروض أنها تخدمهم ايجابياً وليس على عكس ما حصل. تركت خطيبي بسبب الانستغرام! تخبرنا وئام محمد عن سبب فسخ خطبتها قائلة: "كنت مخطوبة لابن عمي منذ صغري ونحن على وفاق بشكل كبير وكنت أرى أنه مناسب لي من كل الجوانب لكن وبعد متابعتي لصديقاتي عبر برنامج الانستغرام بدأت أشعر أن خطيبي ليس وسيماً كما كنت أراه، وذلك لأنني شاهدت صوراً لصديقاتي وقريباتي مع أزواجهن وحتى مع اخوانهن، ما جعلني أرى خطيبي ليس على نفس القدر من الجمال ففسخت خطبتي وأنا على قناعة تامة أنني أستحق أن أرتبط واتزوج رجلا جميلا". أصبح لدي هوس الرجيم... "لا يمكن أن أصدق أن زميلاتي بالدراسة أصبحن نحيفات وأنا ازداد وزني كثيراً"... هكذا بدأت سها اليافي حديثها معنا فقالت: كلما تواصلت مع زميلات الدراسة وفتحت صفحاتهن على الفيسبوك أو على الانستغرام أرى أنهن وضعن صوراً كثيرة لهن بملابس رائعة تظهر جمال أجسامهن، فلا أكاد أصدق عيني، فأعود بذاكرتي إلى الوراء لأتأكد أنهن لم يكن نحيلات هكذا بل كانت أجسامهن ممتلئة، وقد كنت أنا بالذات أسميهن بدينات، أما الآن انقلب الحال وأصبحت أنا البدينة، لذلك أصبح عندي هوس بالرجيم ولم أعد أقتنع بجسمي أبداً، وبسبب ذلك أصبت بفقر الدم والصداع وتأثرت حالتي النفسي، ولكنني لا أستطيع أن أمنع نفسي من متابعة أخر صورهن ما يزيد الوضع سوءاً لدي". تويتر وراء كثرة مشاكلي مع زوجي وفي قصة مشابهة تخبرنا منال المحسن عن سبب كثرة مشاكلها مع زوجها حيث قالت: "لدي زميلات وصديقات كثيرات على موقع توتير ومن خلال تواصلي معهن ومتابعة تغريداتهن وجدت أن معظم زميلاتي يسافرن كثيراً إلى مختلف أنحاء العالم حيث جمال الطبيعة وفخامة المنتجعات وحتى المطاعم والمنتزهات، أما أنا فمنذ زواجي لم أغادر المدينة التي أسكن فيها إلا إلى القرية التي أنتمي إليها أنا وزوجي وطبعا في الأعياد والمناسبات فقط، لذلك دائماً أطلب من زوجي وألح عليه بالسفر وهو لا يلقي لذلك بالاً، ويتحجج دائماً بقلة المال، ما يدفعني للتذمر والشكوى، وهذا يولد بيننا المشاكل ويجعل علاقتي بزوجي متوترة باستمرار". ابنتي اصبحت كثيرة الطلبات.... ومن جانب آخر أخبرتنا أم محمد عن معاناتها مع ابنتها حيث قالت: "تقضي ابنتي ليان ساعات طويلة على مواقع وبرامج التواصل الاجتماعي، فهي تكاد لا تفارق جوالها أبداً، في بداية الأمر كان الوضع طبيعيا وكنت سعيدة لأبنتي لأنها تسلي وقتها بتواصلها مع زميلاتها وصديقاتها، ولكن ما لبث أن تحول الأمر إلى معاناة بالنسبة لي، لقد أصبحت أبنتي تشاهد صور زميلاتها في كل مكان وكذلك صور مقتنياتهم الشخصية من ملابس واكسسوارات وساعات وشنط، فتبدأ ابنتي بالطلبات الكثيرة، فهي تريد مثل ما يمتلكن، وفي حال رفضت تبدأ ابنتي بالبكاء والتأفف وتغرقني بعبارات مثل "لماذا كل صديقاتي يحصلن على كل شيء"، "انظري كيف يعشن حياة مرفهة لما انا أقل منهن" وعلى هذا الحال دائماً أن وابنتي, ويتطور الأمر أحياناً ليصل إلى الشجار بيني وبين ابنتي". وتعلق الاخصائية النفسية سهى سامح لـ"هي" بقولها: "من راقب الناس مات هماً، تعتبر هذه المقولة القديمة منهجاً كان يتبعه الناس قديما، لأنهم أدركوا بحكم تجاربهم الكثيرة أن تتبع الناس ومراقبتهم والبحث في أخر أخبارهم وأسرارهم وشؤنهم ما هو إلا فضول ومرض ينتج عنه كثرة الهموم والقلق والاكتئاب النفسي". واضافت: "أما من أعتاد على الفضول المرضي يعاني من بعض المشاكل النفسية والتي قد نحددها بعدم تقدير الذات بشكل صحيح، يعني أن ينظر الانسان الى نفسه بنظرة نقص ودائماً يشعر ان لديه فروقات عن غيره والغير افضل منه فيغطي هذا النقص وهذه المشاكل بالنظر إلى ما عند الآخرين، وتتابعات هذه المراقبة تؤدي إلى مشكلة في التعاطي مع الغير، وتسوء علاقته مع مجتمعه وعدم قدرته على التكيف مع الواقع الذي هو فيه". وختمت: "علاج هذا الأمر هو الرضا والقناعة بما نملك من خلال ترويض النفس على الإقلاع عن هذا السلوك الخاطئ، من خلال التوجه نحو الأمور المفيدة، ومن خلال اهتمام الفرد بأموره الخاصة والنظر إلى حياته بشكل إيجابي والتي سيجد فيها أشياء جميلة قد يحسده الآخرون عليها".