دراسة تؤكد: المكملات الغذائية الشائعة لا تُخفّض الكوليسترول الضار كما يظن الكثيرون
يُعد ارتفاع البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، المعروف أيضاً بإسم الكوليسترول الضار، سبباً رئيساً لأمراض القلب التاجية، إذ يتسبب في تراكم الترسبات الدهنية داخل الشرايين، ما يُقلل أو يُعيق تدفق الدم والأكسجين الذي يحتاجه القلب. ويمكن أن يؤدي ذلك لتعرَض المريض إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية. وتشير العديد من الدراسات إلى أن خفض نسبة الكوليسترول الضار في الدم يساهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية.
وخلصت نتائج تجربة أجراها مستشفى كليفلاند كلينك، نظام الرعاية الصحية العالمي، إلى أن 6 مكملات غذائية مستخدمة على نطاق واسع يتم تسويقها على أنها مفيدة لتحسين صحة القلب، لم تُخفّض نسبة "الكوليسترول الضار" في الدم مقارنةً بجرعة منخفضة من الدواء المُخفَض للكوليسترول المعروف أيضاً باسم الستاتين - أو من الدواء الوهمي. وتضمنت المكملات الغذائية الستة التي شملتها الدراسة التجريبية، زيت السمك والثوم والقرفة والكركم وستيرولات نباتية وأرز الخميرة الحمراء.
وكُشفت نتائج الدراسة التي حملت اسم (SPORT) خلال جلسة علمية ضمن برنامج الجلسات العلمية التي تنظمها الجمعية الأمريكية للقلب لعام 2022، ونُشرت في الوقت نفسه في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب.
وقال الدكتور لوك لافين، المشارك في إعداد الدراسة والمدير المساعد لمركز اضطرابات ضغط الدم في معهد أمراض القلب والأوعية الدموية والصدر في مستشفى كليفلاند كلينك: "مع الأسف، يعتقد العديد من المستهلكين أن مكملات الكوليسترول الصحية أكثر أماناً من الأدوية الموصوفة ويعتقدون أن هذه المكملات أكثر فعالية من دواء الستاتين المخفّض للكوليسترول الضار في الدم".
تفاصيل الدراسة
عكف الباحثون في الولايات المتحدة خلال التجربة السريرية العشوائية أحادية المركز والتعمية، على تحليل البيانات الصحية لـ 190 شخصاً بالغاً تتراوح أعمارهم بين 40 و75 عاماً وليس لديهم تاريخ للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وتم اختيار المشاركين عشوائياً لتناول جرعة منخفضة من دواء الستاتين روسوفاستاتين (5 ملغ يومياً)، أو دواء وهمي، أو زيت السمك، أو القرفة، أو الثوم، أو الكركم، أو الستيرولات النباتية أو خميرة الأرز الحمراء. وكانت نقطة النهاية الأولية هي النسبة المئوية للتغير في نسبة كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (الكوليسترول الضار) من خط الأساس لدواء روسوفاستاتين 5 ملغ يومياً مقارنة مع الدواء الوهمي وكل مكمل بعد 28 يوماً.
وأظهرت نتائج الدراسة أن نسبة خفض الكوليسترول الضار لدى الاشخاص الذين تناولوا جرعة من دواء الروسوفاستاتين، كانت أكبر مقارنة بجميع المكملات الغذائية والعلاج الوهمي. ولم تُسجل أي من المكملات الغذائية انخفاضاً ملحوظاً في نسبة كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة مقارنة بالدواء الوهمي. كما كان لدواء الروسوفاستاتين تأثير مفيد على الدهون الثلاثية في الدم ونسبة الكوليسترول الكلي، ما يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
هذا وبلغ متوسط خفض نسبة الكوليسترول الضار بين المشاركين الذين تناولوا جرعة من دواء الستاتين 37.9٪ بعد 28 يوماً، بينما كانت التغيرات في مستويات الكوليسترول بين أولئك الذين تناولوا أياً من المكملات الغذائية مماثلة للتغيرات التي طرأت بين أولئك الذين تناولوا الدواء الوهمي. وحقق المشاركون الذين تناولوا أدوية الستاتين انخفاضاً بنسبة 24 ٪ في نسبة الكوليسترول الكلي في الدم، في حين لم تُظهر مجموعة الأشخاص الذين تناولوا كلاً من الدواء الوهمي أو المكملات الغذائية، أي فائدة. كما ساهم دواء روسوفاستاتين في خفض نسبة الدهون الثلاثية في الدم بنسبة 19٪ مقارنة بالدواء الوهمي، بينما لم تُحدث المكملات الغذائية أي فرق في نسبة الدهون الثلاثية.
وكانت معدلات التأثيرات العكسية متشابهة عبر جميع المجموعات، على الرغم من ارتفاعها عددياً بين المشاركين الذين تم اختيارهم عشوائياً لتناول المكملات الغذائية المستخلصة من الستيرولات النباتية أو خميرة الأرز الحمراء. كما لم يُلاحظ أي تغييرات سلبية كبيرة في اختبار وظائف الكبد، ومعدل الترشيح الكبيبي المقدر، أو جلوكوز الدم مع استخدام دواء روسوفاستاتين.
بدوره قال الدكتور ستيفن نيسين، المشارك في إعداد الدراسة والمدير التنفيذي للشؤون الأكاديمية في معهد القلب والأوعية الدموية والصدر في مستشفى كليفلاند كلينك: "يُقدّر حجم مبيعات المكملات الغذائية في الولايات المتحدة بنحو 50 مليار دولار سنوياً، ويتم تسويق العديد من المكملات الغذائية كبدائل طبيعية لحماية القلب والتحكم بمستويات الكوليسترول. وغالباً ما يلجأ المرضى إلى المكملات الغذائية بدلاً من أدوية الستاتين لإدارة ارتفاع مستويات الكوليسترول في ظل عدم توفر بيانات عالية الجودة، الأمر الذي يمثل مصدر قلق كبير للصحة العامة".