روتينك الجمالي للعناية بالبشرة وفق مراحل دورتك الشهرية
تطرأ الكثير من التغيرات على البشرة خلال المراحل المختلفة للدورة الحيضية، وهو شيء تعرفه النساء في سن الإنجاب جيدًا. ويُنسب الفضل أو اللوم إلى الهرمونات وتقلّباتها. فعلى سبيل المثال، قد يكون أحيانًا ظهور بثرة على الذقن كافيًا لمعرفة المرحلة التي أنتِ فيها من الدورة الشهرية.
لذلك، أدّى الرابط بين الدورة الشهرية والبشرة إلى تطوير مفهوم جديد، وهو العناية بالبشرة وفق الدورة النسائية، تلبيةً للحاجة إلى تنظيم الروتين الجمالي بناءً على المراحل الهرمونية التي نجد أنفسنا فيها.
في الواقع، تتغير بشرتنا بحسب أيام الشهر، فتصبح أكثر أو أقل إشراقًا، دهنية، حساسة، أو ملتهبة، وكل ذلك يعتمد على تقلّب الإستروجين والبروجستيرون في أجسامنا.
وإذا اعتقدنا أن الإستروجينات مهمة جدًا في إبقاء البشرة مرطبة وناعمة وتحفيز إنتاج الكولاجين، نفهم جيدًا أن بشرتنا لها أسبابها الوجيهة لتتغير كثيرًا (مثل قصة "جيكيل" و"هايد") على مدار الشهر: متألقة وموحّدة أحيانًا، ومنتفخة ومعرضة لبعض المشاكل في أحيانٍ أخرى. فعندما تتغير مستويات الإستروجين، يتغير مظهر بشرتنا كما هو الحال بالنسبة إلى مزاجنا.
كيف ننسجم مع هذه التغييرات الهرمونية وتأثيرها على بشراتنا؟ من خلال تعديل نظام العناية بالبشرة وفق أيام الدورة ومراحلها. وأهم النصائح هي بالتأكيد إبقاء دورتك الشهرية تحت السيطرة من خلال مراقبتها على تطبيقات الكترونية خاصة (تتوفر اليوم خيارات كثيرة) تتيح لك معرفة المرحلة التي أنت فيها بالضبط في أي لحظة.
المرحلة الجريبية (من الحيض إلى الإباضة)
في الأيام ما بين نهاية مرحلة الحيض وبداية الإباضة، يزداد إنتاج "الهرمون المنبه للجريب" (FSH)، وتتمثل وظيفته في تشجيع نمو الجريبات في المبايض ونضوج البويضات. تبدأ مستويات هرمون الاستروجين في الازدياد خلال هذا الوقت حتى ينضج الجريب السائد. هي نعمة لبشرتنا، ونحن مدينات لمستويات هرمون الاستروجين المرتفعة جدًا في هذه المرحلة التي تبدو بشرتنا فيها أكثر ترطيبًا وإشراقًا. وهو الوقت المثالي للاستعانة بمضاد جيد للأكسدة، يعتمد ربما على فيتامين سي أو ببتيد الغلوتاثيون.
مرحلة الإباضة
يتسبب الهرمون المنشط للجسم الأصفر (LH)، الذي يتم تحفيزه عن طريق زيادة إنتاج هرمون الاستروجين (استراديول)، في تمزق الجريب وبالتالي إطلاق البويضة. ترتفع حرارة الجسم بمقدار درجة كاملة تقريبًا أثناء فترة الإباضة، مقارنة بدرجة حرارة المرحلة الجريبية. يمثل الطور الجريبي والإباضة الساعة الذهبية للبشرة فتكون مشرقة ومشدودة أكثر وذات مسام أقل. في كثير من الأحيان، تكون البشرة في أفضل حالاتها خلال يومي الإباضة، وقد سلطت العديد من الدراسات الضوء على مدى شعور المرأة بأنها جميلة وجذابة في هذه الفترة. يكفي ترطيب البشرة في هذه المرحلة، فقولي نعم لكريم جيّد غني بحمض الهيالورونيك أو الببتيد، يسبقه سيروم حمض الهيالورونيك.
المرحلة الأصفرية (أو ما بعد الإباضة)
هناك انخفاض في مستويات هرمون الاستروجين وزيادة متزامنة في هرمون البروجستيرون، مما يسهل انغراس البويضة في الرحم، وهرمون التستوستيرون. من حوالي اليوم 22، هناك انخفاض تدريجي في مستويات هرمون البروجستيرون والإستروجين وزيادة تدريجية جديدة في هرمون FSH بحيث يبدأ المبيضان في إنتاج هرمون الاستروجين مرة أخرى للإباضة التالية. إنه وقت الشهر الذي يمكن أن تظهر فيه البثور المزعجة على الوجه. ويعود السبب إلى زيادة إنتاج الإفرازات الدهنية التي يمكن أن تسبب البثور والرؤوس السوداء. عادة ما يكون مظهر البشرة لامعًا وباهتًا في هذه المرحلة، وتكون البشرة بيئة مؤاتية لتطور البكتيريا، وبالتالي لحب الشباب الهرموني الذي يظهر قبل كل شيء على الذقن أو على طول الفك. ليس ذلك فحسب، فالزيادة في إنتاج الدهون تجعل البشرة لامعة وغير مثالية، كما تعزز ظهور المسام. ويمكن أن يكون العلاج المقشّر أو القناع الطيني حلًا مفيدًا لإبقاء إنتاج الإفرازات الدهنية تحت السيطرة، أو تستطيعين اللجوء إلى المستحضرات المنقذة في الحالات الطارئة التي يتم تطبيقها على البثور حسب الحاجة.
علاوة على ذلك، قبل الطمث وخلاله، يتباطأ الأيض اللمفاوي بسبب زيادة مستوى الهرمون، وهذا يؤثر على العينين والوجه مع مظهر أكثر انتفاخًا. وينطبق الأمر نفسه على الجسم، فيكون السيلوليت أكثر وضوحًا والساقان أكثر انتفاخًا. في هذه المرحلة، ننصحك باستخدام مادة الكافيين لمحيط العين، واختيار تدليك التصريف اللمفاوي للساقين.
مرحلة الحيض
إن لم يحدث الإخصاب، تبدأ مستويات هرمون الاستروجين والبروجسترون بالانخفاض و بطانة الرحم بالتمزق، لتبدأ المرحلة الأخيرة من الدورة وهي مرحلة الحيض. انخفاض هرمون البروجستيرون المصحوب أيضًا بتقلب هرمون التستوستيرون، يقلل من الدهنية ويبطئ ظهور الشوائب. ومع ذلك، فإن هرمون الاستروجين ليس مرتفعًا بعد، وبالتالي فإن البشرة قد أرخت دفاعاتها، وأصبحت حساسة أكثر وجافة وسهلة التهيج. لذلك، في هذه الأيام الأربعة أو الخمسة، يمكنك استخدام أقنعة مهدئة وكريمات مرطبة تعتمد على الألوفيرا، والبابونج، وسرة الأرض الآسيوية، والآذريون، وزيت الأرغان، وسيراميدات إعادة بناء حاجز البشرة، كما يقول الاختصاصيون.
ومع ذلك، إنها فترة قصيرة نسبيًا وفي نهايتها ترتفع مستويات هرمون الاستروجين مرة أخرى، فتستعيد البشرة صحتها وتبدأ دورة جديدة.