7 قواعد ذهبية لمحاربة الخرف وتقوية الذاكرة مع التقدم بالعمر
تتراجع صحة الإنسان مع التقدم بالسن، وهذه حقيقة مؤلمة لكن لا مفر منها وإن كان ممكناً التخفيف من تداعيات هذا الموضوع بطرق حياتية مختلفة.
وأكثر ما يعاني منه نسبة كبيرة من البشر، هو تراجع القدرات العقلية والذهنية عند الكبر إذ يشهد دماغ الإنسان تقلصاً بمعدل 5% تقريباً في سن الأربعين، يمكن أن يزيد مع التقدم نحو الخمسين والستين فأكثر.
هذا التقلص قد ينعكس سلباً على الذاكرة والتركيز مع تزايد حدة اضطرابات الدماغ مع الزمن. وقد شهد العام 2020 إصابة 54 مليون شخص بمرض الزهايمر وأنواع الخرف الأخرى بحسب ما نشر موقع CNBC الأمريكية، مع توقع بتضاعف هذا العدد في السنوات القادمة.
لكن بالإمكان تأخير أو تقليل خطر هذه الإصابة باتباع عوامل نمط حياتية معينة تُحسَن من صحة الدماغ وتؤخر تراجع قدراته لناحية التذكر والتفكير، وهو ما سوف نتعرف عليه في موضوعنا اليوم.
7 قواعد ذهبية لمحاربة الخرف وتقوية الذاكرة مع التقدم بالعمر
هي بالحقيقة قواعد صارمة للبروفيسور مارك ميلشتاين، الباحث في علم الأعصاب في"جامعة كاليفورنيا" بلوس أنجلوس والخبير في صحة الدماغ ومؤلف كتاب "The Age-Proof Brain: New Strategies to Improve Memory, Protect Immunity, and Fight Off Dementia"، مؤكداً أن اتباع هذه القواعد له أبلغ الأثر في الحفاظ على صحة وحدة الدماغ وقوة الذاكرة فضلاً عن محاربة الخرف.
والقواعد السبع هذه كما ذكرها موقع "العربية.نت" تكمن في التالي:
- ضبط ضغط الدم ومستويات الكوليسترول: إذ يتسبب ارتفاع ضغط الدم بإضعاف عضلة القلب، وهو أحد الأسباب الرئيسية للسكتات الدماغية. ويؤكد الخبراء أن ضغط الدم يجب أن لا يزيد عن 120/80 في الحالات الطبيعية. فيما يُعد الكوليسترول مهماً لصحة الدماغ والجهاز العصبي أيضًا، لذا توصي جمعية القلب الأميركية بقياس مستويات الكوليسترول في الدم كل 4 - 6 سنوات.
- ضبط مستوى السكر بالدم: كما أن ضغط الدم والكوليسترول مهمان لصحة الدماغ، كذلك فإن سكر الدم يلعب دوراً بارزاً في عمل الدماغ والحفاظ عليه. إذ أن انخفاض نسبة السكر يمكن أن تدؤ لانخفاض طاقة الجسم، أما زيادته في الدم فيمكن أن تتسبب بدمار الأوعية الدموية والأنسجة مؤدية للشيخوخة المبكرة وأمراض القلب والأوعية الدموية.
ويحذر ميلشتاين من إمكانية تراكم السكر في الدم حتى بالنسبة للأشخاص الذين يتبَعون نظاماً غذائياً صحياً وذلك من خلال الأطعمة المعلبة والمحفوظة والتي يجب قراءة مكوناتها قبل شرائها وتناولها.
- جودة النوم: تؤكد الأبحاث يوماً بعد يوم، أن النوم الجيد ينعكس بشكل إيجابي وقوي على صحة الإنسان، الجسدية والنفسية والعقلية. وتشير دراسات عدة إلى أن مرضى انقطاع التنفس أثناء النوم والذي لا يتم علاجه بصورة فعالة، يزيد من مخاطر إصابتهم بفقدان الذاكرة بمعدل 10 سنوات مقارنة بعامة الناس.
ويحتاج الشخص البالغ بين 7-9 ساعات من النوم المنتظم كل ليلة لضمان عمل الدماغ وسلامته، ولتحقيق هذا الرقم ينبغي اتخاذ بعض الخطوات المهمة منها الحفاظ على جدول منتظم لوقت النوم والإستيقاظ، عدم استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعة، الإسترخاء قبل النوم من خلال الاستماع إلى الموسيقى الهادئة أو القيام بتمارين التنفس اليقظ، فضلاً عن التعرضلضوء الشمس الطبيعي بأسرع ما يمكن بعد الإستيقاظ.
- اتباع نمط غذائي صحي: تؤثر بعض الأطعمة في زيادة قوة ومناعة الدماغ ضد الأمراض المختلفة التي تصيبه مثل الخرف، وينصح الخبراء بالإكثار من الأسماك الدهنية كالسلمون، الأفوكادو، المكسرات، التوت، والخضراوات الداكنةكالجرجير والبروكلي والكرنب للحفاظ على صحة الدماغ.
- تجنب التدخين الإيجابي والسلبي: لا يؤثر التدخين سلباً فقط على صحة الرئتين وزيادة خطر سرطان الرئة، وإنما له تأثيرات سلبية على صحة الدماغ أيضاً إذ تزيد مخاطر تعرَض المدخنين للإصابة بالخرف بنسبة 30% عن غير المدخنين. كما يمكن للتدخين السلبي (أي لغير المدخنين) أن يزيد من خطر تعرَض الآخرين لحوالي 7000 مادة كيميائية، 70 منها على الأقل يمكن أن يتسبب في الإصابة بالسرطان.
ويتحدث الخبراء عن دخان سلبي ثالث، وهو ليس دخانًا في الواقع، إنما هو بقايا دخان السجائر التي تخلق الرائحة المُنبَهة على الملابس أو في الغرفة. ويمكن لهذه البقايا أن تنبعث منها مواد كيميائية سامة مضرةبالدماغ.
- تعزيز التواصل الإجتماعي: تُركَز الدراسات ومنها دراسة حديثة، أن الأشخاص الذين تجاوزوا سن 55 وشاركوا بانتظام في المناسبات الإجتماعية، كانوا أقل عرضة لفقدان الذاكرة مع التقدم بالسن. ولا يعود الفضل في ذلك لنوعية الطعام التي يتناولون في تلك المناسبات، وإنما للتواصل الإجتماعي الذي حصل بينهم وبين الموجودين والذي عزَز من عمل المواد الكيميائية في الدماغ مثل السيروتونين والإندروفين.
ولضمان عمل هذه المواد بشكل فعال، ينصح الخبراء بزيادة الشعور بالإمتنان وتمني الخير للجميع ومدح النفس دون أي مقايل والتواصل مع أشخاص لم نتحدث معهم منذ فترة، لتعزيز الثقة بالنفس وبناء جسور تواصل مع الأحبة والأصدقاء تنعكس إيجاباً على صحة الدماغ وبقائه يقظاً.
- اكتساب مهارات جديدة: ليس العمر سوى مجرد رقم، ونحن قادرون على تعلم واكتساب أشياء ومهارات جديدة كل يوم، تبعث الفرح في قلوبنا وتُغذَي عقولنا وتُبقيها فتية حتى مع التقدم بالسن.
ويمكن لكبار السن ممارسة بعض الهوايات البسيطة التي تتطلب التركيز والتفكير مثل الألغاز والكلمات المتقاطعة وغيرها، إذ أن مهارات التعلم واكتساب المعلومات تُعدَ طرقاً أكثر فاعلية لإنشاء روابط جديدة في الدماغ. وكلما زاد عدد الاتصالات التي يجريها الشخص، زادت احتمالية الاحتفاظ بذاكرته وتعزيزها.