فيتامين و الواسطة.. وصفة سحرية في حياتنا
الرياض – شروق هشام
الواسطة أو فيتامين "واو" والتعامل بها أصبح جزء لا يتجزأ من نسيج ثقافة المجتمع السعودي، فلم يعد الحظ أو الاجتهاد يلعب دوراً كبيراً في تحقيق الآمال والطموحات أو تسيير العالق من الأمور، بل أصبح فيتامين "واو" الواسطة، الوصفة السحرية التي تغير الأحوال والقوانين والأنظمة بسرعة البرق.
فإلى أي حد أثرت هذه الوصفة السحرية "الواسطة" على حياتكِ؟
هذا السؤال طرحته "هي" على بعض السعوديات، وعلى الرغم من اختلاف تجاربهن مع هذه الوصفة السحرية"الواسطة"، إلا أنها بالفعل أحدثت أثر كبير على حياتهن العملية أو العلمية أو حتى الصحية، ويتضح ذلك من خلال ردودهن التالية:
بدأنا مع هديل ج. وهي موظفة في خدمة العملاء في إحدى البنوك المحلية، فقالت: "بالفعل الواسطة هي وصفة سحرية، حيث انتفع وينتفع من الواسطة معظم السعوديين إن لم يكن جميعهم، فلماذا ننكر ذلك! فقد أمضيت أربع سنوات في البحث عن فرصة عمل مناسبة بعد تخرجي من الجامعة من دون جدوى، ولم أتمكن من الحصول على عملي الحالي إلا عن طريق واسطة أحد أقاربنا الذي يعمل في الإدارة العامة بنفس البنك، ولكن الواسطة لا تتدوم بل بسببها سيُطلب منكِ أداء مجهود مضاعف حتى تثبتي وجودكِ".
وأكدت رنا عبدالمجيد وهي موظفة إدارية في احدى المعاهد، أنها بسبب الظروف اضطرت إلى البحث عن عمل بعد حصولها على شهادة المرحلة المتوسطة، ولم تجد فرصة عمل مناسبة، فغيرت رحلة البحث عن عمل إلى البحث عن واسطة حتى وجدتها عن طريق والد احدى صديقاتها، وتمكنت بالفعل من الحصول على وظيفة مرضية نوعاً ما في وقتها، ثم تحسنت ظروفها وتمكنت من اكمال دراستها الثانوية وهي على رأس العمل، وحرصت بعدها على تطوير نفسها بالحصول على عدة دورات، وها هي الآن بسبب "واسطة" أعطتها فرصة في لحظات صعبة، تحتل منصباً جيداً في نفس المعهد الذي بدأت العمل به منذ عشر سنوات مضت.
أما شادن صالح وهي معلمة في احدى المدارس الابتدائية، فروت لنا تجربتها مع الوصفة السحرية، بقولها: "للأسف يعاني الكثير من المرضى من صعوبة فرص العلاج في المستشفيات الحكومية، ويرجع سبب ذلك إلى وجود الواسطة والمحسوبية التي تحرمهم من حقهم في تلقي العلاج، ومعاناتهم بسبب الانتظار على جدول المواعيد، فقد تعرض والدي منذ أربع سنوات إلى حالة صحية سيئة، ولم نتمكن من إنهاء معاناته وتحديد موعد عملية جراحية له في المستشفى، إلا عندما لجأنا إلى "واسطة" وبالفعل تم تحديد موعد عاجل له في وقت قياسي، وهو ولله الحمد بصحة جيدة الآن، وهذا هو المهم".
أما الممرضة نورة .ع ، والتي تعمل في احدى المستشفيات الحكومية، فقالت: "يا ليت عندي واسطة في وزارة التعليم العالي، فأنا أنتظر الموافقة على طلب البعثة الذي قدمته منذ ثلاث سنوات، بالرغم من أن جميع الشروط تنطبق عليّ، علماً بأن العديد من زميلاتي اللاتي لا تنطبق عليهن الشروط قد حصلن على الموافقة، ولكن كلما سمعت بذلك لا يسعني سوى القول: يا حظك واصلة!"
ومن جانب أخر أوضحت سارة م. أن مشكلتها من نوع أخر فوالدها مسؤول كبير ويمتلك عصا سحرية بالفعل في العديد من الجهات، ما يضعهم في موقف محرج دائماً، حيث قالت: "المشكلة أن المسؤول الذي يمنع الواسطة يتعرض إلى ضغوط اجتماعية كبيرة مطالبة إياه بالواسطة، فوالدي يتعرض إلى الكثير من الإحراج بسبب مركزه وعلاقاته، ومما يزيد الضغط عليه أنني ووالدتي وأخوتي نتعرض أيضاً للإحراج الدائم ممن حولنا بسبب طلباتهم التي لا تنتهي والتي تحتاج إلى واسطة والدي، وللأسف لا يتفهم من حولنا ذلك، فعندما يرفض والدي التوسط لأحد يتهموننا بالتكبر والتعالي وعدم الرغبة في خدمة الغير وعمل الخير".
شاركينا تجربتكِ..
إلى أي حد أثرت هذه الوصفة السحرية "الواسطة" على حياتكِ؟
إقرأ أيضا:
الدكتورة بسمة العمير لـ”هي” : نحذر من هجرة الكفاءات النسائية السعودية
كيف تدعم المرأة السعودية مواطِنَتها في مجال الأعمال؟
هل من وظائف لا يتقبلها المجتمع السعودي للمرأة؟
13 مدينة صناعية مهيأة لعمل المرأة السعودية بحلول 2020
خبير اقتصادي لـ “هي”: أساليب العمل الجديدة للمرأة السعودية ستساهم في تقليص البطالة النسائية