حافظي على صحة الدماغ ونشاطه باتباع هذه النصائح
يعمل الدماغ بوتيرة متواصلة، منذ اللحظة الأولى للإستيقاظ صباحاً مروراً بمراحل اليوم المختلفة والتي يتطلب بعضها التفكير واستخدام الدماغ بشدة، ووصولاً إلى مرحلة النوم والتي لا يخلو بعضها من "بعض التفكير" قبل أن يغلبنا النعاس.
بعضنا يفكر بوتيرة معتادة وطبيعية، والبعض الآخر خاصة الجنس اللطيف، دائم التفكير ودماغ النساء مشغولة طوال الوقت بأمور عديدة تتعلق بالبيت والأطفال والزوج والعمل وغيرها الكثير من المسؤوليات الملقاة على عاتقها.
لكن للتفكير الطبيعي والتفكير الزائد، حاجة ضرورية للحفاظ على صحة الدماغ وتنشيطه وبقائه سليماً وخالياً من أية مشاكل أو اضطرابات. لذا نقدم لك اليوم نصائح مختص بالطب النفسي حول كيفية الحفاظ على الدماغ معافى وتعزيز نشاطه وقدراته على القيام بالمهام الموكلة إليه.
نصائح للحفاظ على صحة الدماغ وتعزيز نشاطه
تحدث كريستوفر بالمر، أستاذ الطب النفسي في كلية الطب بجامعة هارفرد ومؤلف كتاب "طاقة الدماغ: اختراق ثوري في فهم الصحة العقلية" عن عدة أمور يمكن تغييرها في حياة المرء، تساعد في التغلب على العديد من الإضطرابات التي تزيد من خطر الإصابة بالأمراض، ومنها متلازمة التمثيل الغذائي التي ترفع من خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وفي تقرير أعدَه بالمر ونشره موقع شبكة CNBC الأمريكية، فإن بإمكان أي منا مواصلة حياته بشكل سلس وصحي في حال اتباع بعض الخطوات التي تحمي الجسم والعقل. وقد ركز بالمر الذي عمل طبيبًا نفسيًا وباحثًا في علم الأعصاب على مدار أكثر من 27 من خلال هذه النصائح، على دراسة الروابط المفاجئة بين الصحة العقلية والجسدية وصحة الدماغ.
والمثير للإهتمام في هذه النصائح، أن بعضها مستوحى من تجربة بالمر الشخصية منذ أن كان في العشرينيات من العمر. والنصائح الخمس التي أوردها التقرير هي الآتية كما جاءت على موقع "العربية.نت":
- تجنب الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات: يؤثر النظام الغذائي الذي نتبَعه في حياتنا وصحتنا، ويمكن للنظام السيئ أن يزيد من خطر إصابتنا بأمراض القلب والسكري والسُمنة فضلاً عن آثاره السلبية على صحة الدماغ والتي قد لا يعرفها الكثيرون. ويؤكد بالمر أن التعافي من متلازمة التمثيل الغذائي ممكن من خلال اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات مثل المخبوزات والحبوب والحلويات والفواكه الغنية بالسكر والنشا. وبديلاً عنها يمكن الإستعانة بالبيض مثلاً في وجبة الفطور، وتناول الخضروات والفواكه واللحوم والأسماك والدواجن بكميات مدروسة خلال النهار.
- ممارسة الرياضة لمدة 5 أيام: في إحدى الدراسات التي أجريت على أكثر من مليون أمريكي، وجد الباحثون أن ممارسة التمارين الرياضية لا تعود بالنفع فقط على الصحة الجسدية وإنما أيضاً على الصحة العقلية. وعليه ينصح الخبراء بوجوب ممارسة الرياضة ما لا يقل عن 5 مرات أسبوعياً ولمدة 45 دقيقة، على أن تتراوح التمارين بين الإطالة والعضلات الأساسية، وكذلك رفع الأثقال والجري والسباحة والمشي السريع.
- النوم لمدة 7 ساعات كل ليلة: ندرك جميعنا أن قلة النوم لها تداعيات سلبية خطيرة على صحة الجسم والعقل، وقلة النوم قد تتسبب بضعف إدراكي يزيد من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر مع الوقت، فضلاً عن التسبب بتعكر المزاج والإصابة بالإكتئاب. ويشير بالمر في تقريره إلى أنه عندما ينام المرء، يدخل جسمه في حالة "الراحة والإصلاح" أي إصلاح الخلايا. كما يخضع الدماغ للعديد من التغيرات في الخلايا العصبية التي تؤثر على عمليات التعلم وتقوية الذاكرة، لذا يحذر أستاذ الطب النفسي من أن قلة النوم يمكن أن تؤدي إلى آثار سلبية على الخلايا وتبدأ في التعطل.
وفيما يخص المقدار الذي يحتاجه الإنسان يومياً للتمتع بنوم جيد، فقد أوضح بالمر أن هذا المقدار يختلف بين شخص وآخر لكن المناسب بالنسبة للجميع تقريباً هو الحصول على 7 ساعات على الأقل من النوم في الليلة الواحدة.
- تحقيق النمو الذاتي: يمكن أن يساعد استكشاف الصحة العاطفية للمرء من خلال العلاج النفسي على فهم الذات وأهداف الإنسان في الحياة، ما يساعده على تحقيقها. وعادةً ما يركز العلاج النفسي على العلاقات الإجتماعية والتعاطف الذي يحصل عليه المرء من محيطه، فضلاً عن تطوير المهارات وتحسين القدرات المعرفية التي تساعده على تطوير ذاته وتحقيق النمو العقلي الذي يصبو إليه، وذلك من خلال تقوية دوائر الدماغ التي تكون عادة خاملة.
- المثابرة لتحقيق الأهداف: كلنا يرغب في تحقيق أهداف كبيرة وسامية في الحياة، لكن الإفتقار للهدف الذي نصبو للنجاح من خلاله يجعلنا دوماً في حالة استجابة للضغط، وهو ما يُضعف العملية الإدراكية بصورة كبيرة.
لذا ينصح بالمر بوجوب تحديد الأهداف، والأهم معرفة أنها متعددة الأوجه وتتطلب بناء علاقات مع الآخرين في محيطنا. كما ينبغي أن يكون هدف الجميع، الحصول على دور واحد على الأقل في المجتمع يسمح بالمساهمة والشعور بالتقدير، ويمكن أن يكون هذا الدور بسيطًا مثل القيام بالأعمال المنزلية، أو أعمال الرعاية التطوعية، أو دور الطالب أو الموظف.
في الختام، كما أن العقل السليم في الجسم السليم، اعلمي عزيزتي أن العقل السليم هو وسيلتك الناجعة لجسم سليم ومعافى وخالي من الأمراض. لذا احرصي على العناية بصحة عقلك وتحسين قدراته ووظائفه كي يبقى سنداً لجسدك على الدوام.