مفهوم المسؤولية الاجتماعية في دول الخليج ودور المرأة لتعزيز الثقافة
تولي دول الخليج أهمية خاصة بمفهوم المسؤولية الاجتماعية في إطار دورها المحوري والهام في التنمية المستدامة وتقديم الدعم اللازم لكل أفراد المجتمع الخليجي، خاصة من خلال الكثير من المبادرات والبرامج الاجتماعية المختلفة عموما، وتلك المتخصصة بدعم المرأة لتحقيق طموحاتها المهنية والحرفية، وتوفير المزيد من فرص العمل للنساء لرفع المستوى المعيشي لهن، ولعل دعم الأسر المنتجة إحدى أبرز الأدلة المبرهنة على ذلك.
مفهوم المسؤولية الاجتماعية في دول الخليج ودور المرأة لتعزيز الثقافة
إن عدد الأسر المنتجة في ازدياد سنويا، خاصة وأن الكثير من النساء قد وجدن أنفسهن في مجال الحرف اليدوية والمهن الخاصة بتراث الأجداد التي تتوارثها الأجيال في الفترة الأخيرة، بل وحققن عوائد مادية مجزية لهن ولأسرهن، وهو ما دعا بالجهات المعنية في الخليج على دعمهن وتوفير فرص النجاح والنمو لمشاريعهن من منطلق المسؤولية الاجتماعية والتأكيد على دور المرأة لتعزيز الثقافة والاقتصاد أيضا.
ومن الصور الخاصة بالتأكيد على مفهوم المسؤولية الاجتماعية في دول الخليج في هذا المجال، جاء المعرض المشترك للأسر السعودية والإماراتية المنتجة، والذي يعكس اهتمام قيادتَيْ البلدَيْن بدعم وتوفير فرص النجاح والنمو لمشاريع الأُسر، وتشجيعها على دخول سوق العمل، ودعم تسويق منتجاتها محليًا وخارجيًّا.
المعرض السعودي الإماراتي يفتتح نسخته الثانية في واجهة الرياض
تحتضن واجهة الرياض فعاليات المعرض المشترك الثاني للأسر السعودية والإماراتية المنتجة، والذي دشنه بنك التنمية الاجتماعية، بحضور وزيرة تنمية المجتمع بدولة الإمارات العربية المتحدة "حصة بنت عيسى بو حيمد"، والرئيس التنفيذي لبنك التنمية الاجتماعية "إبراهيم بن حمد الراشد"، وهو المعرض الذي يأتي في نسخته الثانية بعد أن حقق المعرض الأول المشترك الذي أقيم في مدينة دبي خلال أكتوبر الماضي نجاحًا باهرًا.
وفي إطار ذلك أكد الرئيس التنفيذي لبنك التنمية الاجتماعية "إبراهيم الراشد"، أن نضج منتجات الأسر في البلدين منحها الفرصة لأن تصبح مشاريع تجارية يمكن تسويقها خارج الحدود، مثلما شاركت الأسر السعودية في الإمارات واليوم تشارك الأسر الإمارتية في واجهة الرياض، مشيراً إلى أن توسع برنامج دعم الأسر المنتجة مكن 150 ألف أسرة سعودية من دخول سوق العمل بتمويل يصل إلى ملياري ريال، ودرب وأهل أكثر من 50 ألف أسرة في مدن المملكة كافة، مبيناً أن البنك يوفر للأسر المنتجة التواجد في أهم المواقع طوال العام وفي جميع المناسبات الوطنية لبيع منتجاتهم وضمان استدامة مشاريعهم ونموها.
ومن جهتها أعربت الوزيرة "حصة بو حميد" عن فخرهم وسعادتهم بهذه المشاركة وتوجهت بالشكر لبنك التنمية الاجتماعية وكذلك للوزارتين في المملكة العربية السعودية والإمارات على دعمهم وإيمانهم بهؤلاء الأسر، وأشارت إلى أن أهمية مثل هذا المعارض هو ضمان الاستدامة المالية للمشاريع متناهية الصغر المتنوعة، ونمو مساهمتها في الاقتصاد الوطني للبلدين، مشيرة إلى أن الدعم المقدم للأسر المنتجة من حكومة البلدين أتى نتيجة تعاون وتخطيط قبل عام واليوم نشهد ثمرتها لتمتد من صاحب المشروع ليصل لكافة أفراد الأسرة والمجتمع.
المعرض بمشاركة 30 أسرة من البلدين ومنتجات مبتكرة
يضم المعرض 30 جناحاً للأسر المنتجة من السعودية والإمارات، ويقدم لرواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر خدمات مالية ومبادرات تنموية متنوعة واستشارات من خبراء التسويق والتدريب، هذا بالإضافة إلى جهات متنوعة يستضيفها المعرض بهدف تحقيق أهداف رؤية التعاون الخليجي وصولاً إلى شراكة مستدامة بين السعودية والإمارات، ما يُمكِّن أصحاب المشاريع المنزلية من النمو، والتعرُّف على الفرص الاستثمارية المتاحة في كل بلد.
وتنوَّعت المنتجات المبتكرة للأسر المشاركة بين صياغة وتصميم الذهب والألماس، والتحف والأزياء والهدايا بهوية عربية خليجية، وصولاً إلى منتجات طبية مبتكرة من مواد أولية، حيث يهدف المعرض إلى منح الفرصة لتسليط الضوء على هذه المنتجات المبتكرة، وتسويقها عبر منحها منافذ بيع مميزة، امتدادًا للجهود المبذولة بين البلدَيْن لتحقيق دخل مستدام للأُسر المنتجة، لتصبح قادرة على تحسين مواردها، والمساهمة في اقتصاد الوطن.