المهندسة دينا أيمن لـ"هي": انتقلت بأحلامي نحو مرحلة الواقع بالمثابرة والاجتهاد

المهندسة دينا أيمن لـ"هي": انتقلت بأحلامي نحو مرحلة الواقع بالمثابرة والاجتهاد

لينا نعيم
28 ديسمبر 2022

هي أصغر أستاذة جامعية في جامعة "نيوجيرسي" لهندسة الكمبيوتر، حاربت الخوف لتسعى وراء أحلامها، وتصل للعالمية.. تخرجت دينا أيمن بدرجتين في البكالوريوس والماجستير في العام نفسه في مجال هندسة الكمبيوتر، وتعمل الآن مديرة برمجيات في شركة "مايكروسوفت".

تعرّفي في هذه المقابلة إلى جوانب أخرى من شخصية دينا، وتجارب مُثمِرة مرّت بها، إضافة إلى رحلة نجاحها التي تكللت بإدراجها ضمن قائمة مجلة "فوربس" الأمريكية للشخصيات المؤثرة دون سن الثلاثين في أميركا الشمالية لعام 2022، لتميزها في مجال التكنولوجيا.

المهندسة دينا أيمن لـ"هي" : انتقلت بأحلامي نحو مرحلة الواقع بالمثابرة والاجتهاد
المهندسة دينا أيمن لـ"هي": انتقلت بأحلامي نحو مرحلة الواقع بالمثابرة والاجتهاد

محطات مهمة شملتها مسيرتك المهنية، منها وصول اسمك إلى قائمةفوربسلأكثر الشخصيات المؤثرة تحت سن 30 عاما بأمريكا الشمالية لعام 2022، كيف تلقيت هذا الخبر؟ وماذا يعني لك هذا التكريم؟

لطالما ألهمتني قراءة قصص وسير الناجحين والعظماء التي كانت تشير لدروب النجاح التي سلكوها، وكنت أتابع بشغف أخبار الشباب المبتكرين والمبدعين الذين أثبتوا بصماتهم في المنطقة وخارجها، فاستحقوا التأهل لـقائمة فوربس، وكم تمنيت أن يكون اسمي من بينهم.

من أجل الانتقال بأحلامي نحو مرحلة الواقع ثابرت واجتهدت لتحقيق حلمي الذي كبر معي واستمتعت بلذة تحقيقه. في حين شعرت بروح التحدي أيام دراستي، وتحصيلي لشهادتي البكالوريوس والماجستير في الهندسة في عام واحد بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف. أما في مجال العمل، فكنت أصغر مدرس مساعد فيجامعة نيوجيرسي للتكنولوجيا” NJIT بالولايات المتحدة، وكذلك مديرة برمجيات في شركة Microsoft مايكروسوفتالعالمية.

تلقيت الخبر من خلال رسالة إلكترونية أبلغتني باختياري ضمنقائمة فوربسلأكثر الشخصيات المؤثرة تحت سن 30 عاما بأمريكا الشمالية لعام 2022. عندما قرأت الخبر كانت فرحتي لا توصف بهذا التكريم، وشعرت بسعادة غامرة لا تخلو من الإحساس بالمسؤولية لأستمر في مسيرة التأثير والإلهام، وسجدت لله شاكرة.

 

أيضا كرَّمك الرئيس عبد الفتاح السيسي بمنتدى شباب العالم في بلدك الأم، كيف أثر فيك هذا التكريم؟ ولمن أهديته؟

مصر هي بلدي الأم أحبها جدا، وأحب شعبها الجميل. وعلى الرغم من إقامتي الدائمة في الولايات المتحدة، أحرص على زيارة مصر مرة أو مرتين في العام.

جميلٌ ذلك الشعور الذي ينتابك عند تكريمك في وطنك على تميزك، فقد شعرت بالفخر والاعتزاز عند تكريمي في بلدي من قبل فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي. ولهذا التكريم أثر معنوي أشد وأقوى بكثير من أي محفزات أخرى لجهدي وعملي، كما أنه دافع للتقدم وبذل الجهد دائما في سبيل رفع مكانة بلدي مصر عاليا بين الدول.

وبدوري، أهدي هذا التكريم لوالديّ، وأوجه شكري وتقديري واحترامي لهما، فهما يقفان بجانبي، ويشجعانني، وهما السبب في كل شيء جميل في حياتي. أشكرهما لتعبهما وبذلهما الجهد، وتضحيتهما بالبعد عن بعضهما من أجل دراستي، فقد كان أبي معنا في الولايات المتحدة، فيما بقيت أمي في مصر.

كذلك أهدي هذا التكريم لكل شاب طموح ومثابر، وكمحاولة مني لتحفيزهم وتشجيعهم على تطوير أنفسهم لمساعدتهم على التقدم التعليمي والمعرفي على الرغم من الصعاب التي قد تواجههم.

 

كثيرون يتطلعون إلى سماع قصة نجاحك ومسيرتك المهنية، متى بدأ شغفك؟ وكيف كانت رحلتك في عالم الهندسة؟

أحببت الهندسة منذ الصغر، وتحديدا خلال المرحلة المتوسطة، فقد كان لدي شغف بعالم الابتكار والرياضيات، كما كنت أهوى قراءة الكتب في هذا المجال، والاطلاع على كل ما هو جديد في عالم الهندسة والتكنولوجيا.

إلى أن حان الوقت لاختيار تخصصي الجامعي هنا رفض والدي التحاقي بكلية الهندسة، لكونه مجالا ذكوريا برأيه. وفي البداية، وتحقيقا لرغبة والدي التحقت بكلية الطب، رغم أن شغفي الأكبر كان دراسة الهندسة. وبعد عدة محاولات أقنعته والدي، والتحقت بكلية الهندسة، واجتهدت في دراستي، وتفوقت باستمرار. وفي العام الدراسي الأخير، رشّحني عميد الكلية لمباشرة التحضير لشهادة الماجستير قبل انتهاء البكالوريوس.

 

 في ذلك الوقت بذلت جهدا مضاعفا، وأنهيت دراسة البكالوريوس والماجستير في عام واحد، وبتقدير امتياز مع مرتبة الشرف.

والحمد لله تلقيت عروضا كثيرة للعمل من أكبر الشركات العالمية، ومنها شركةإنتيلالعالمية، وبدأت فيها باعتباري مهندسة إلكترونيات، وبعد عام أصبحت مديرة برمجيات. والآن أعمل مديرة برامج في شركةمايكروسوفتالعالمية، إضافة إلى عملي كأصغر دكتور مساعد فيجامعة نيوجيرسي للتكنولوجيا” NJIT التي درست فيها بالولايات المتحدة، وإضافة إلى كوني مستشارة في الحكومة الأمريكية.

المهندسة دينا أيمن لـ"هي": هدفي تشجيع وتحفيز الفتيات الشابات على إكمال دراستهن والالتحاق بالجامعات
المهندسة دينا أيمن لـ"هي": هدفي تشجيع وتحفيز الفتيات الشابات على إكمال دراستهن والالتحاق بالجامعات

ما التحدي الأكبر الذي واجهتِه سواء في حياتك الخاصة أو المهنية؟

التحدي الأصعب هو بعدي عن والدتي لنحو 10 سنوات، وإقامتي مع أشقائي في أمريكا للدراسة، فكنت أرى والدتي في فترة العطلة الدراسية فقط. تلك الفترة تطلبت مني قدرا عاليا من القدرة على التعامل مع التحديات اليومية بشكل مختلف، وخاصة أنني أكبر أخوتي، وتقع على عاتقي مسؤولية كبيرة تجاههم إلى جانب المسؤولية الخاصة بي في الدراسة والعمل.

أما تحديات الحياة العملية، فكانت في مجال هندسة الكمبيوتر، وتحديدا في الجامعة بنسبة تمثيل الإناث مقارنة بالذكور والتي تشكل 7 في المئة. كما أن فرص الحصول على وظيفة للمرأة قليلة في هذا المجال، ففي شركةمايكروسوفتنسبة تمثيل المرأة 20 في المئة فقط، كما أن جميع شركات الهندسة يهيمن عليها الرجال.

هدفي تشجيع وتحفيز الفتيات الشابات على إكمال دراستهن والالتحاق بالجامعات، والدخول في أقسام مختلفة، مثل الكومبيوتر، وخلق فرص للعمل للخريجات في الشركات العالمية وتعزيز دورهن القيادي.

كيف تشعرين بعد صعود نجمك في عالمي التكنولوجيا والجمال داخل الولايات المتحدة وفي العالم العربي أيضا؟

أشعر بالفخر، وأتطلع دائما إلى الأفضل في عالم التكنولوجيا، وأتمنى من الله أن أحقق كل أحلامي، وأن أتمكن من مساعدة أكبر عدد من الشباب في مجال التكنولوجيا.

ما النصيحة التي تقدمينها للشابات اللواتي يرغبن في الدخول إلى عالم الهندسة، وتحديدا علم الحواسيب؟

ثقي بالله ثم بنفسك وقدراتك على النجاح في مجال شغفك بالرغم من الصعوبات والتحديات. كما أنصح الفتيات الشابات بأن ينتقين مجال الدراسة الذي يفضلنه، ولديهن شغف تجاهه، فعندما تدرسين أو تعملين في مجال أنت شغوفة به، سواء كان ذلك وظيفة أو دراسة أو غيرها، سيحفّزك شغفك وستجدين أنّك في كلّ يوم متشوّقة أكثر للمستقبل.

هل تغيرت قناعة والدك الذي كان يفضل الطب، ويقول لك إنالهندسة ليست للفتيات؟ حدثينا عن هذه التجربة، وكيف أصبحت الآن علاقتك بوالديك ونظرتهما إليك؟

والدي كان يفضل الطب، لأنه برأيه أكثر مناسبة للفتيات كما أنه من التخصصات الجامعية التي تبشر بمستقبل أفضل. كما أنه يرى في الهندسة مجالا شاقا جدا لهّن. ولكن بعد تخرجي ووصولي إلى مناصب عليا تغيرت طريقة تفكيره ونظرته للهندسة، وأصبح فخورا بكل ما حققته من إنجازات في مجال التكنولوجيا.

المهندسة دينا أيمن لـ"هي": العالم العربي في تقدم دائم ويسير بخطى واثقة وباهرة في مجال التكنولوجيا

المهندسة دينا أيمن لـ"هي": العالم العربي في تقدم دائم ويسير بخطى واثقة وباهرة في مجال التكنولوجيا

كيف ترين الفرق بين علم التكنولوجيا الغربي والعربي؟

في الغرب يستخدمون التكنولوجيا في جميع المجالات، على سبيل المثال في العلاج والطيران وقطاع الصناعة والهندسة. واليوم أفخر بأن العالم العربي في تقدم دائم في عالم التكنولوجيا والتطور، وقد أصبح في الفترة الأخيرة يسير بخطى واثقة وسريعة وباهرة في هذا المجال

كيف تدعمين السيدات من خلال عملك كأستاذة مساعدة ليصبحن قويات ومؤثرات؟

أحاول دائما تشجيع النساء وتمكينهن. كما أحرص على دعم الطالبات الجامعيات، وتحفيزهن على تطوير أنفسهن وتحقيق الثقة بالذات لينجحن ويصبحن قياديات في مجالاتهن. على مواقع التواصل الاجتماعي أحرص على التواصل معهن بشفافية، وأن أخصص وقتا للإجابة عن أسئلتهن.

لو كنت في موقع وظيفي مسؤول لدعم الشابات المصريات، ما الإجراءات التي ستتخذينها لتمكين النساء في مجالات العلوم والتكنولوجيا؟

أولا أحدد لهن نسبة معينة في الإشغال الوظيفي، لتمكينهن في الوظائف الحكومية والخاصة. ثانيا، أعدّ لهن برامج تأهيلية لسد الفجوات بين الجنسين في سبيل الحصول على وظائف جيدة، وتقلد مناصب قيادية في مجالات العلوم والتكنولوجيا.

بعيدا عن الأضواء وبالعودة إلى حياتك الشخصية، ما هواياتك المفضلة والتي تعتبرينها بمنزلة ملاذ في وقت الفراغ؟

أنا أحب السفر، وأستمتع كثيرا بممارسة الرياضة. في حين يتيح لي اكتشاف الوجهات الجديدة فرصة التعرف إلى الثقافات المختلفة. كذلك أسعى بصورة مستمرة لتطوير ذاتي وتنمية مهاراتي بالمثابرة والتركيز واكتساب المعرفة والمهارات من خلال التعلم المستمر والدورات التدريبية.

أخيرا ما مصادر إلهامك؟

مشاهدة الأماكن الطبيعية، وتأمل سحرها الذي أبدعه الخالق، فهي بمنزلة مصدر إلهام وتذكير بأنه لا مستحيل مع وجود الله، فتدفعني للعمل المستمر، وتحقيق كل ما أريد.

Credits

    حوار وتنسيق: "لينا نعيم"  Leena Naim

    تصوير: " جيسلين بالمبو كينيدي" Jessielyn Palumbo Kennedy