بالتزامن مع ذكرى وفاته..رحلة وحيد حامد من الدراما للسينما وسر تعاونه مع النجوم الشباب في أعماله الأخيرة

محمود صلاح

2 يناير 2023

وحيد حامد السيناريست الكبير وصاحب أشهر الأعمال السينمائية والدرامية على مدار عقود طويلة، تحل ذكرى وفاة الثانية وسط حالة من الحنين لكتاباته التي وثقت مراحل مهمة مرت بها المجتمعات العربية، كما أن السيناريست الراحل استطاع أن يحافظ دائما على حالة التعاون المستمر مع مختلف الأجيال من النجوم الذي ساهم الكاتب الكبير في نجاحهم وتحديدا في بداية مسيرة بعضهم، بالإضافة إلى تقديمه مجموعة من أنجح الأعمال السينمائية مع ظهور موجة السينمائية الشبابية مع بداية الألفية.

مروان حامد يحيي الذكرى الثانية لوفاة والده وحيد حامد

المخرج مروان حامد أحيا الذكرى الثانية لذكرى وفاة والده السيناريست الكبير وحيد حامد التي توافق 2 يناير، المخرج المصري نشر عبر حسابه على "انستجرام" صورة لوالده الراحل تذكره من خلالها، كما طلب الدعاء من جمهوره ومتابعيها له فكتب: "اليوم الذكري الثانية لوفاة والدي الحبيب الكاتب الكبير وحيد حامد برجاء الدعاء"، رسالة مروان حامد لاقت تفاعل كبير من زملائه وأصدقائه في الوسط الفني الذين تذكروا الراحل، ومن بينهم الفنان هند صبري التي علقت فكتبت: "تعيش و تفتكر.. وحشنا الأستاذ جدا و مكانه فاضي"، كما كان من بين النجوم محمود العسيلي، وعمرو سلامة، وغيرهم.

View this post on Instagram

A post shared by Marwan Hamed (@marwanhamed)

الكتابة الدرامية فتحت الباب لوحيد حامد في الطريق إلى السينما

وحيد حامد خاض رحلة طويلة مع عالم كتابة السيناريو استطاع من خلالها أن يصبح أنجح كتاب الدراما والسينما في العالم العربي، وترك بصمة واضحة مع العديد من الأجيال المختلفة من النجوم، لكن تظل رحلة وحيد حامد مع الكتابة الدرامية من المحطات المهمة في مسيرته خصوصا أنها شهدت ميلاد كاتب نجح في التعبير وتجسيد العديد من القضايا الاجتماعية التي تهم الشعوب العربية خلال النصف الثاني من القرن الماضي، فكتب وحيد حامد المسلسلات الإذاعية في أواخر الستينات ومع بداية فترة السبعينات كانت له خطوة درامية مختلفة من خلال مسلسل "أحلام الفتى الطائر" الذي شهد بدايته الكبرى كسيناريست وأيضا ميلاد فنان كبير وهو عادل إمام.

وحيد حامد لم يذهب إلى عالم السينما بشكل أكبر في نهاية فترة السبعينات بل صب تركيزه على الدراما من خلال مسلسلات "أوارق الورد"، لعمر الحريري ووردة، و"سبع صنايع" ليونس شلبي ومحمد رضا، مع تجارب قليلة للسينما، لكن بعد نجاح هذه الأعمال الدرامية كان يجب أن يبدأ وحيد حامد رحلته الكبيرة مع السينما بالتعاون مع النجم عادل إمام في العديد من الأفلام التي حققت شهرة واسعة والتي كان من بينها "انتخبوا الدكتور سليمان عبدالباسط" و"الإنسان يعيش مرة واحدة"، و"الغول"، و"الهلفوف"، في وقت تعاون فيه أيضا مع كل من الفنان نور الشريف، وأحمد زكي، ومحمود عبدالعزيز، بل كان أيضا له تعاون ناجح مع كل من الفنانة نبيلة عبيد والنجمة نادية الجندي وكان لكل من الثنائي حضور مهم وبارز في السينما خلال فترة الثمانينات وبداية التسعينات.

رغم النجاح السينمائي الكبير لوحيد حامد مع كبار نجوم الشاشة، لكنه ظل يحتفظ بحضوره مع الكتابة الدرامية التي من خلالها سعى لتلسيط الضوء على أهم القضايا على الشاشة الصغيرة بأسلوب متفرد، فقدم مسلسل "البشاير"، و"سفير الأحلام"، و"العائلة"، لتنتهي مرحلة مهمة من الكتابة لجيل العظماء ليبدأ مرحلة جديدة من التعاون مع جيل الشباب في ذلك الوقت.

الكتابة الدرامية فتحت الباب لوحيد حامد في الطريق إلى السينما

توهج النجوم الشباب عن طريق أفلام وحيد حامد

وحيد حامد مع بداية الألفية الجديدة قدم مجموعة من النصوص السينمائية التي لعبت دورا مهما في سطوح نجم العديد من الفنانين الشباب في هذه الفترة ولعل أبرزهم النجم هاني رمزي الذي قدم أحد أنجح الأعمال الكوميدية من خلال فيلم "محامي خلع" الذي تم إنتاجه عام 2002، وحقق نجاحا كبيرا على المستوي النقدي والجماهيري، هذا الدعم من وحيد حامد للنجوم الشباب استمر من خلال فيلم "ديل السمكة" الذي قدم فيه كل من النجمة حنان ترك وعمرو واكد كأحد أبرز النجوم الشباب في بداية الألفية، ثم بعد ذلك قدم أحد الأفلام المهمة وهو "الأولة في الغرام" الذي لمع فيه عدد كبير من النجوم هم هاني سلامة، ومنة شلبي، ودرة، ثم جاء دور الفنان آسر ياسين الذي تعاون معه وحيد حامد في فيلم "الوعد" الذي قدم للشاشة أيضا النجمة روبي، وكذلك فيلم "أحكي يا شهرزاد"، مع منى زكي وحسن الرداد، ثم فيلم " قط وفار" لمحمد فراج عام 2015.

تعاون السيناريست الراحل في أعماله الأخيرة مع النجوم الشباب لم يكن بناء على الشهرة التي حققها بعضهم خلال تلك الفترة، خصوصا أن بعض الأفلام التي كتبها كانت لنجوم لم يتصدروا شباك التذاكر، بل كان إيمان ودعم كبير من السيناريست الكبير لهذا الجيل، كما أنه كان حريصا على التنوع في كتاباته التي بعضها كان يتصدر بطولتها هذا الجيل، لذلك كان كل فيلم سينمائي كتبه وحيد حامد لهذا الجيل خطوة مهمة لهم في مسيرتهم الفنية.