"هي" تلتقي المبتعثة بشاير زكي الحاصلة على ميدالية نائب المستشار من جامعة نوتنجهام للإنجازات الاستثنائية

نجح المبتعثين والمبتعثات السعوديين بأن يكونوا خير ممثلين لوطنهم، بل وأصبح الكثيرين منهم نماذج وطنية مشرفة أمام العالم أجمع بإنجازاتهم الاستثنائية.. ومن هذه النماذج المُشرفة المبتعة السعودية "بشاير زكي ال عباس" الطالبة المبتعثة بتخصص "بكالوريوس تمريض كبار"، والتي تسلمت مؤخرا ميدالية نائب المستشار من جامعة نوتنجهام للإنجازات الاستثنائية، كإحدى اوائل السعوديات الحاصلات عليها، والتي تزخر رحلة ابتعاثها بالعديد من المحطات والانجازات المُشرفة، في إطار طموحها المستقبلي اللامحدود للوصول إلى أعلى القمم، والتي التقتها "هي" في حوار خاص لإلقاء الضوء على أبرز هذه النجاحات والانجازات الاستثنائية، من خلال هذا الحوار الممتع معها:  

عرفينا عن نفسكِ.

طالبة تمريض مبتعثة من المدن الطبية التابعة لوزارة الداخلية السعودية في بريطانيا، عضو في المجلس الشبابي بنادي الخليج الرياضي، مخترعة، كاتبة صدر لي كتابان، سفيرة لجامعة Nottingham University  وكذلك لمؤسسة Kaplan International التعليمية، حاصلة على ميدالية vice-chancellor البريطانية المقدمة من جامعة نوتنجهام للانجازات والشخصيات الاستثنائية، عضوة في فريق مشروع TEBS الحاصل على المركز الثالث في تحدي هيئة النقل السعودي سنة ٢٠٢٢، كما أنني صاحبة العلامة التجارية BoBo Pins لتصميم الشخصيات الكرتونية.

حدثينا عن أبرز المحطات في رحلة ابتعاثكِ.

مر على ابتعاثي ثلاثة أعوام ونصف، وفي كل عام كانت هناك محطّات مختلفة من ناحية الانجازات العملية والخاصة، وكانت سنتي الأولى هي السنة الأصعب من ناحية التكيّف كونها قد صادفت بنهايتها جائحة كورونا، ولكن كان وقتها الانجاز الاكبر التعرف على نفسي بشكل افضل وتفهم احتياجاتي وقدراتي بالتكيّف والابداع.

وكانت السنة الثانية سنة صعبة بعد الجائحة لانها كانت تعتبر بداية الابتعاث الحقيقي بالنسبة لي والخوض في المجتمعات الغريبة والتعرف عليها، وكانت رحلة الحفاظ على المبادئ تحدي بعض الشيء، ولكن كانت مخرجاتها مشرفة ألا وهي الاصرار على المبادئ الشريفة والتطوير والعمل على المبادئ المنغلقة في الطريق الصحيح دون تجاوزات.

تسلمتِ مؤخرا ميدالية نائب المستشار من جامعة نوتنجهام للإنجازات الاستثنائية كإحدى أوائل السعوديات الحاصلات عليها .. ماذا يعني لكِ هذا الانجاز؟

هذا الانجاز لا يعنيني انا فقط كبشاير، وانما يعني كل سعودي وسعودية من عائلة، شعب، وأسرة حاكمة- حفظهم الله جميعًا-، وذلك لأنه يبث امام العالم ان كل السعوديين قادرين على الوصول للقمّة، وبذلك ايضًا تصحيح لصورة المرأة السعودية الضعيفة أو المضطهدة حقوقيًا كما بوجهة نظر الغرب، حيث نوضح كنساء سعوديات ان قائدنا صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان وجميع الاسرة الحاكمة -حفظهم الله ورعاهم - يدعمون رؤية التمكين، يدعمون المرأة و نجاحها ليس فقط محليًا وانما عالميًا، وان كل السعوديات بذلك فخورات وبإذن الله دائمًا واصلات إلى أعلى القمم.

انتِ عضوة في المجلس الشبابي بنادي الخليج الرياضي.. ماهي النجاحات التي تم تحقيقها في هذا الجانب؟

المجلس الشبابي بنادي الخليج هو نقطة انطلاقة لتوجه ثقافي اجتماعي وريادي تماثلًا لرؤية التمكين في السعودية لتضم قيادات المجتمع الشابّة والطاقات الإبداعية، لتصقل مهاراتها وتمكنها من اجل قيادة المستقبل.

ولقد أُنشئ المجلس عام ٢٠٢١ بقيادة رئيس المجلس طالب الطب "هادي الهمل" مع ٢٣ عضو وعضوة في مختلف المجالات، ومنها الصحية، الهندسية، الادارية والذكاء الاصطناعي وغيرها الكثير، ونحن هنا لسنا بقطاع رياضي كما هو متعارف عليه بالنادي عمومًا فحسب بعد الآن، وانما اصبحنا كذلك قطاع تمكيني، فالمجلس الشبابي هو بيئة حاضنة متكاملة لأي مبدع ومبدعة في هذا الوطن يطمحون لخلق التغيير الايجابي بالحاضر في مجالات ابداعاتهم وأكثر من أجل مستقبل استثنائي لجميع السعوديين والسعوديات، واخيرًا ليبرز اسم السعودية بالريادة والابداع بين جميع نظيراتها ومنافساتها حول العالم.

كيف تقيمين تجربتكِ في الابتكارات؟

في الحقيقة هي تجربة رهيبة.. ففي كل مرة تتأمل سير الامور من حولك وتلاحظ عناصر المحيط الناقصة لتكملها بإبتكارك الجديد متعة لا تضاهيها اي متعة، ليست فقط من مبدأ التكامل، وانما ايضًا من ناحية تعزيز الاعتماد على النفس بإبتكار الحل بدلًا من الانتظار بيأس لأن تُحل المشكلة من قبل شخص آخر، ونذكر كذلك مرحلة التعاون والبحث والتطوير مع فِرَق العمل المختلفة والاستفادة من مهاراتهم واطلاعاتهم المختلفة في تعزيز وتكميل نظرتك لابتكار ما أو مشكلة ما، مما يطوّر من عقلية الانسان بشكل مضاعف، لاسيما حينما تكون النظائر التي يحيط الانسان نفسه بها ذوي عقليات متفتحة متقبلة للتغيير الفكري الايجابي.

ماهي طموحاتكِ المستقبلية؟

على المدى المتوسط أطمح لأن أصل بإذن الله إلى مجلس الشورى ومن ثم الديوان الملكي، وما قبل ذلك من اجتهاد وتطوّر هو لدعم مهاراتي اللازمة من الناحية الفكرية والسلوكية لهذا المنصب المستقبلي بإذن الله، أما على المدى القصير فهو التخرج بمرتبة الشرف في تخصص التمريض ومن ثم اكمال دراسة الامتداد والالتحاق بكلية الطب البشري.

كلمة اخيرة..

كلمتي الأخيرة أوجهها لجميع الطامحين بالوصول والطامعين بالنجاح ولكن بتخوّف.. كلما أتتك الفرص استغلها جذريًا من أجل التطوير، وتخلص من مصطلحات الفشل أو الخسارة من قاموسك، ففي كل الفرص والتجارب التي يخوضها الانسان مكسب، سواءً المكسب المنشود بشكل مباشر، أو التطورات الجانبية المصاحبة لهذه التجربة من ناحية علاقات أو مهارات وكذلك فرص اضافية، المهم ألا تخرج خالي الوفاض من أي مكان تدخله، ان لم تضف اليه بشكل أو بآخر لا تنسى ان تغادر دون اخذ مكسب ما منه.

وأخيرا..

أشكر أسرة مجلة "هي" على هذه الاستضافة، وتمنياتي لها بدوام التميز والنجاح.

الصور تم استلامها من المبتعثة "بشاير زكي ال عباس".