السيدات في قطاع الأعمال...المميزات، التحديات والفرص
شهدت السنوات القليلة الماضية تزايد ملحوظ في فرص تولي النساء للمناصب القيادية، مع تزايد عدد المؤسسات والشركات ذات الشهرة العالمية، التي قامت بتعيين مديرات تنفيذيات، مثلIBM ، General Motors، Mondelēz International، ووفقا للإحصائيات فإن أعداد السيدات اللاتي يشغلن مناصب قيادية في قطاع الأعمال في الوقت الحالي أكثر من أي وقت مضى على مدار 63 عام الماضية، وبالرغم من ذلك لا تزال نسبة النساء اللاتي يشغلن مناصب قيادية، منخفضة للغاية ولا تتجاوز 6.4% في الشركات الرائدة في قطاع الأعمال، لكن الخبر الجيد هنا أن هناك العديد من الجهود التي تبذل حاليا من قبل مؤسسات داعية لتمكين المرأة وجهات حكومية في مختلف أنحاء العالم، لزيادة فرص السيدات في قطاع الأعمال.
مزايا عمل المرأة في قطاع الأعمال والأعمال التجارية
هناك العديد من المميزات التي تجعل من السيدات إضافة حقيقية لقطاع الأعمال والأعمال التجارية، وتجعل منهن أيضا زميل وشريك ورئيس عمل مثالي، وتتضمن هذه المميزات ما يلي:
وجود النساء في بيئة العمل يدعم ويعزز من التنوع في بيئة العمل والذي يعزز بدوره من الإبداع والابتكار، ولذلك تسعى الكثير من المؤسسات الصناعية الكبرى إلى توفير بيئة عمل متنوعة وشاملة لتحقيق أقصى استفادة منها.
تتمتع النساء بالكثير من مهارات التواصل والذكاء العاطفي والتي تزيد من قدرتهن على أداء مهام عملهن ومواجهة التحديات والأزمات غير المتوقعة في بيئة العمل، ووفقا لدراسة نشرتها شركة الاستشارات العالمية Hay Group في عام 2016، فإن النساء يتفوقن على الرجال في 11 من 12 مهارة من مهارات الذكاء العاطفي وتتضمن الوعي الذاتي العاطفي، والتعاطف، وإدارة الصراعات، والقدرة على التكيف، والعمل الجماعي.
تمثل المرأة قوة اقتصادية هائلة وتقدم رؤية مهمة عن أراء وتوقعات المستهلكين
وفقا للدراسات فإن النساء يساهمن بما يزيد عن 20 تريليون دولار في الإنفاق الاستهلاكي في كل عام، كما تمثل مشتريات النساء السنوية نحو 85٪ من إجمالي مشتريات المستهلكين لمختلف السلع والخدمات، مما يعني أن عمل النساء في وظائف قيادية تتعلق بالمبيعات والدعاية وكذلك تصميم وإعداد المنتجات المراد بيعها سيكون إضافة حقيقية لقطاع الأعمال التجارية حيث يمكن للنساء أن يقدمن رؤية مهمة عن أراء وتوقعات المستهلكين باعتبارهن من الشريحة الأكبر من المستهلكين، وهو ما أكدته دراسة حديثة لشركة McKinsey تحدثت عن أن الأعمال التجارية التي توفر بيئة عمل تتضمن تنوع بين الجنسين من المرجح أن تحقق أرباح مالية أعلى بالمقارنة بالأعمال التجارية الأٌقل تنوعا.
التحديات التي تواجه المرأة في مجال الأعمال
بالرغم من حقيقة أن المرأة إضافة قيمة للغاية لقطاع الأعمال-كما أثبتت أعداد لا حصر لها من الدراسات ذات الصلة- إلا أن نسبة تمثيل المرأة في مجالات العمل الرئيسية في قطاع الأعمال لا تزال منخفضة للغاية ففي أن عدد لا بأس به من الصناعات قد شهدت تزايد ملحوظ في قوتها العاملة من النساء خلال السنوات الماضية إلا أن هناك قطاعات أخرى مثل التمويل والهندسة والتكنولوجيا يهيمن عليها الرجال بقوة، ووفقا للإحصائيات فإن نسبة النساء العاملات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات تقدر بحوالي 24٪ فقط في الولايات المتحدة وأقل من 15٪ في المملكة المتحدة.
أما عن أهم الأسباب التي ساهمت في انخفاض نسبة تمثيل المرأة في العديد من مجالات العمل الرئيسية، فتتضمن الصورة النمطية الشائعة والتي مفادها أن "العلم الجاد" بعيد كل البعد عن عالم النساء، إضافة إلى حقيقة عدم توفر فرص تشجيع ودعم وتعليم وتدريب واكتساب خبرات للنساء في مجالات مثل العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في الكثير من بلدان العالم، ولهذا تعمل منظمات عديدة مثل National Girls Collaborative Project ـ Girls Who Code على تشجيع النساء على دراسة والتخصص في مجالات مثل علوم الكمبيوتر والهندسة لسد الفجوة بين الجنسين في صناعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
التحيز ضد النساء في مكان العمل
بينما يتفق معظم المديرين التنفيذيين على أن أفضل شخص - بغض النظر عن الجنس - يجب أن يحصل على الوظيفة، إلا أن هناك العديد من المناسبات التي تم فيها استبعاد نساء من وظيفة ما لصالح زملائهن من الرجال بالرغم من تفوقهن من حيث الكفاءة والسبب هو التحيز اللاواعي الذي لا يزال موجود ضد النساء والاعتقاد السائد بأن النساء يتمتعن بسمات شخصية-مثل العاطفة- تجعلهن موظفات أو رئيسات عمل غير جيدات، والاعتقاد أن النساء أقل قدرة على وضع عملهن كأولوية أولى في حياتهن.
النساء أقل نجاحا في التفاوض على الراتب
وفقا للدراسات فإن النساء عادة ما يترددن في طلب أجر عادل أسوة بزملائهن الرجال، خوفا من تسبب ذلك في خسارة فرصة الحصول على وظيفة جيدة، وأظهرت دراسة استقصائية حديثة لشركة غلاسدور حول التفاوض على الراتب أن 68٪ من النساء قبلن الراتب الذي عرض عليهن دون تفاوض خوفا من فقدان فرصة الحصول على وظيفة، ووجدت دراسة أجرتها كلية كاس للأعمال بالاشتراك مع جامعة وارويك، وجامعة ويسكونسن في عام 2016، أن فرص حصول على النساء على العلاوات أسوة بزملائهن الرجال لا تتجاوز بنسبة 25٪ بسبب ميل الكثيرين من الرؤساء والمديرين في بيئة العمل إلى تقليل من قدرة النساء على العمل الجاد ومشاركتهن الإيجابية والقيمة في بيئة العمل.
فرص المرأة في قطاع الأعمال والأعمال التجارية
بالرغم من التحديات التي لا تزال النساء تواجها في قطاع الأعمال إلا أن فرص المرأة في قطاع الأعمال والأعمال التجارية أصبحت أكثر بكثير في الوقت الحالي بالمقارنة بأي وقت مضى بفضل السياسات الداعمة للمرأة في العديد من الدول إلى جانب القوانين التي أقرتها العديد من الدول بهدف تحقيق المساواة بين الجنسين ومكافحة التحييز ضد المرأة في بيئة العمل، إلى جانب العديد من المبادرات التي أطلقتها شركات ومؤسسات كبرى بهدف تمكين المرأة وتوفير ما يلزم من التعليم والتدريب المهني لها لمساعدتها على المنافسة في سوق العمل، أو حتى تأسيس عملها الخاص.
الجامعات والمؤسسات التعليمية لعبت هي الأخرى دور هام في زيادة فرص المرأة في قطاع الأعمال بفضل توفيرها للعديد من الدورات التدريبية في القيادة وإدارة الأعمال والتي تعزز من فرص النساء في قطاع الأعمال، إلى جانب استضافة هذه الجامعات والمراكز العلمية لسيدات أعمال ملهمات ورائدات في مختلف المجالات لمشاركة قصص نجاحهن مع النساء الطموحات والموهوبات ممن يأملن في اتخاذ الخطوة التالية في السلم الوظيفي.