منها الصداع والضعف العام.. أعراضٌ خطيرة لارتفاع ضغط الدم يجب التنبه لها
يُطلق عليه تسمية "المرض الصامت" وكذلك "القاتل الصامت"، وذلك لعدم إدراك المصابين بوجوده إلا في مرحلة متقدمة من المرض.
نتحدث هنا عن ارتفاع ضغط ، أحد أسباب أمراض القلب الأكثر شيوعًأ، والذي بعدما كان يصيب كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، بات يُشكَل هاجسًا في حياة الشباب ممن تتزايد أعداد الإصابات به خاصةً في المنطقة العربية. وتصل نسبة المصابين بهذا المرض في الوطن العربي لحوالي 30%، فيما كشفت وزارة الصحة السودانية مؤخرًا أن أرقام الإصابات بارتفاع ضغط الدم بين السودانيين خاصة الشباب، قد وصلت لمستويات مخيفة في السنوات الأخيرة. وقُدَرت معدلات الإصابة ب"القاتل الصامت"بنسبة 31.5% بين المواطنين السودانيين، ومعظم المصابين تتراوح أعمارهم بين 18- 69 عاماً.
وتشير أبحاث منظمة الصحة العالمية إلى أن نصف المصابين بارتفاع ضغط الدم لا يتلقون العلاج، ويصل عدد المرضى الذين تم وضعهم تحت نظام صحي متوازن للتعايش مع مرض ارتفاع الضغط 8% فقط من هذه النسبة.
إذن، فتحديد الإصابة بارتفاع ضغط الدم قد لا يكون ممكنًا بالطرق العادية، ويحتاج لفحص طبي دوري خاصةً للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم؛ وكذلك الأشخاص الذين تتوافر لديهم عوامل خطر الإصابة بهذا المرض، مثل التدخين وزيادة الوزن والتوتر ونمط الحياة غير الصحي وقلة النشاط البدني .
لكن بعض الأعراض "غير المألوفة" قد تُنذر باحتمال الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو إمكانية الإصابة به في المستقبل. فما هي هذه الأعراض، وما هي مخاطر ارتفاع ضغط الدم غير المعالج تحديدًأ؟
هذا ما نتعرف عليه في موضوعنا اليوم، متمنين السلامة والصحة للجميع.
أعراض غير مألوفة لارتفاع ضغط الدم
حذَر موقع مستشفى "مايو كلينك" من تطور مرض ارتفاع ضغط الدم عند الإنسان دون أعراض واضحة قد يشعر بها وتنم عن الإصابة بهذا المرض.
ونقل موقع "الكونسلتو" عن أخصائيي "مايو كلينك" تحذيرهم من بعض الأعراض غير المألوفة وغير البارزة، التي قد تقف وراء تطور ارتفاع ضغط الدم، وهي التالية:
- وخز في اليدين أو تخدير مؤقت في الأطراف (خاصة الجهة اليسرى).
- الشعور بالألم خلف عظم القص.
- الشعور بضربات القلب، ونبض الأوعية الدموية في منطقة الصدغ.
- تشجنات عضلية.
- مشاكل في الكلام وضبابية الرؤية.
- الصداع الشديد دون سبب واضح.
ونصح الأخصائيون بوجوب مراجعة الطبيب المختص في حال الشعور بأي من هذه الأعراض، خاصة الثلاث الأخيرة، كون إهمال ارتفاع ضغط الدم قد يتسبب بمضاعفات خطيرة على المدى البعيد منها تصلب الشرايين، تجلط الدم، تطور قصور القلب والكلى، احتشاء عضلة القلب، والسكتة الدماغية.
ما هي مخاطر ارتفاع ضغط الدم على الصحة
لمعرفة المزيد عن المخاطر التي يمكن أن تلحق بالإنسان جراء ارتفاع ضغط الدم الخطير لديه وعدم علاجه بسرعة وبالطرق المناسبة، بحثنا أكثر في موقع "مايو كلينك" المختص بالشؤون الطبية والصحية، ووجدنا المعلومات التالية:
"يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تضرر جسمك ببطء على مدى سنوات قبل الشعور بالأعراض. ويمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم غير المنضبطإلى حدوث إعاقة أو انخفاض جودة الحياة أو حتى إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية تسبب الوفاة."
في حين تساعد العلاجات والتغيرات الحاصلة في نمط الحياة، في التحكم أكثر بارتفاع ضغط الدم وبالتالي الحد من خطر الإصابة بمضاعفات مهددة للحياة يورده الموقع المختص كالآتي:
- حدوث تلف بالشرايين: تمتاز شرايين القلب عادةً بمرونتها وقوتها وليونتها؛ وتكون بطانتها الداخلية ملساء، بحيث يتدفق الدم من دون أية عوائقليزوَد الأعضاء الحيوية والأنسجة بالعناصر المغذية والأكسجين.
وفي حال ارتفاع ضغط الدم، فإن ضغط الدم في الشرايين يرتفع بصورة تدريجية مؤديًا لسلسة من المضاعفات منها:
- تضرر الشرايين وتضيقها، من خلال إتلاف خلايا البطانة الداخلية للشرايين. وعند دخول الدهون الموجودة بالنظام الغذائي إلى مجرى الدم، يمكن أن تتجمع في الشرايين التالفة. وفي النهاية، تصبح جدران الشريان أقل مرونة، مما يحول دون تدفق الدم داخل الجسم.
- تمدد الأوعية الدموية: إذ يمكن أن يتسبب الضغط المستمر للدم مع الوقت، والذي ينتقل عبر شريان ضعيف، في حدوث انقسام بجداره ليتوسع ويُشكَل نتوءًا (أم الدم). من المحتمل أن يؤدي تمدد الأوعية الدموية لحدوث تمزق ونزيف داخلي مُهدِد للحياة. كما يمكن أن يحدث تمدد الأوعية الدموية في أي شريان، لكن الحالة الأكثر شيوعًا تحدث في أكبر شريان في الجسم (الأورطي).
- حدوث تلف بالقلب: ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يتسبب بمشكلات عدة في القلب منها:
- أمراض الشريان التاجي: إذ تجد الشرايين المتضيقة والمتضررة بسبب ارتفاع ضغط الدم صعوبة في إمداد القلب بالدم، ما يُسبَب آلامًا في الصدر (ذبحة صدرية) أو عدم انتظام ضربات القلب (اضطراب النظم القلبي) أو نوبة قلبية.
- تضخم بطين القلب الأيسر، ويدفع ارتفاع ضغط الدم القلب للعمل بقوة أكبر من اللازم من أجل ضخ الدم لبقية الجسم. ما قد يؤدي إلى تضخم حجرة القلب السفلية اليسرى (البطين الأيسر). ويزيد تضخم الأذين الأيسر من خطر الإصابة بنوبة قلبية، والفشل القلبي، وموت القلب المفاجئ.
- فشل القلب: مع مرور الوقت، يمكن لإجهاد القلب الناتج عن ارتفاع ضغط الدم أن يتسبب في ضعف عضلة القلب وانخفاض كفاءة عملها؛وفي النهاية، يبدأ القلب المُجهَد في الفشل.
- تضرر الدماغ: يحتاج الدماغ لإمدادات الدم المغذية لأداء وظائفه. وفي حال ارتفاع ضغط الدم، يمكن أن يتأثر الدماغ بشكل سلبي بالتالي:
- النوبة الإقفارية العابرة: أو السكتة الدماغية المصغرة، وهي اضطرابٌ قصير ومؤقت في إمدادات الدم إلى المخ.
- السكتة الدماغية: وتحدث جراء عدم حصول جزء من الدماغ على ما يلزمه من الأكسجين والعناصر المغذية،ما يتسبب في موت خلايا الدماغ.
- الخرف: الشرايين الضيقة أو المسدودة بسبب ارتفاع ضغط الدم، قد تتسبب بحدوث نوع محدد من الخرف يُسمى "الخرف الوعائي". والسكتة الدماغية التي تؤثر على تدفق الدم للدماغ قد تسبب أيضًا هذا النوع من الخرف.
- الاختلال المعرفي المعتدل: وهي مرحلةٌ انتقالية بين التغييرات في الفهم والذاكرة التي تأتي بشكل عام مع الشيخوخة، والمشاكل الأكثر خطورة الناجمة عن الخرف.
- حدوث ضرر بالكلى: وظيفة الكلى الأساسية هي تصفية السوائل الزائدة والفضلات من الدم. وتحقيق هذه المهمة يتطلب وجود أوعية دموية صحية، لكن ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يتلف الأوعية الموجودة في الكليتين والأوعية التي توصل الدم إليها. والإصابة بداء السكري مع ارتفاع ضغط الدم يزيد من تفاقم الضرر.
وتشمل مشاكل الكلى الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم، التندب الكلوي أو تصلب الكبيبات، والفشل الكلوي.
- حدوث ضرر بالعينين: ارتفاع ضغط الدم قد يُسبب تلف الأوعية الدموية الدقيقة والحساسة التي تُزود العينين بالدم، ما يؤدي لتلف الأوعية الدموية في الشبكية، المعروف باعتلال الشبكية؛ تراكم السوائل تحت الشبكية (أو اعتلال المشيمية)؛ وتلف الأعصاب (أو الاعتلال العصبي البصري) أحد أسباب فقدان البصر.
- اختلال الوظائف الجنسية عند الجنسين: ومنها ضعف الإنتصاب والمحافظة عليه عند الرجال، والضعف الجنسي عند النساء.
