الفنانة الدكتورة "زهرة الغامدي" تكشف لـ "هي" مضمون عملها "مناجاة" في معرض نور الرياض
في إضافة نوعية للمشهد الفني والثقافي في المملكة.. يحتضن حي جاكس بالدرعية معرض نور الرياض "من الشعاع إلى الشغف"، والذي يعّد أحد فعاليات "احتفال نور الرياض 2022" ضمن مشروع "الرياض آرت" أحد مشاريع الرياض الكبرى، والذي يقدم رحلة فنية للتحوّل الضوئي الإبداعي في الماضي والمستقبل من خلال أعمال فنية لـ 30 فناناً محلياً وعالمياً، تستكشف الدور الذي يلعبه الضوء في تشكيل علاقة الإنسان مع الكون.. وكانت إدارة مشروع الرياض آرت قد أعلنت عن تمديد معرض نور الرياض "من الشعاع إلى الشغف"، حتى العاشر من مارس 2023م، وذلك نظرًا للإقبال الواسع الذي حظي به المعرض في الفترة الماضية من مختلف فئات المجتمع.
ويحتضن معرض نور الرياض "من الشعاع إلى الشغف" مجموعة مميزة من الأعمال الفنية، بمشاركة نخبة من الفنانين والفنانات، والذي يشكل إضافة نوعية للمشهد الفني والثقافي في المملكة، ويحفّز زوّاره على التفكير من خلال جعل الضوء وسيطاً إبداعياً للتواصل بين الماضي والمستقبل، ويحاول الوصول إلى تفسير للعلاقة الوطيدة التي تجمع الإنسان بالضوء، التي تمتد من أولى العصور إلى العصر الرقمي... ومن الأعمال الفنية المميزة والتي يحتضنها المعرض جاء العمل الفني الإبداعي الذي قدمته الفنانة الدكتورة "زهرة الغامدي" بعنوان "مناجاة"، إحدى الفنانات المُشاركات في المعرض برؤيتها الفنية المتميزة والفريدة من نوعها.
الفنانة الدكتورة "زهرة الغامدي" تشارك في معرض نور الرياض
تعد الفنانة الدكتورة "زهرة الغامدي" المتخصصة في التصميم والفنون البصرية، إحدى الفنانات السعوديات المتميزات بأسلوبها الفني الفريد من نوعه، حيث تركز أعمالها على الذاكرة والتاريخ والهوية الثقافية والمشاعر العميقة كمشاعر الفقد من خلال العمارة التقليدية، وهي حاصلة على درجة الدكتوراه في التصميم والفنون البصرية، حيث تتناول أطروحتها العمارة السكنية التقليدية في السياقات الحديثة في جنوب غرب المملكة العربية السعودية، حيث تؤثر الهندسة المعمارية العسيرية التقليدية على عملها.
ولقد عُرضت أعمال الفنانة الدكتورة "زهرة الغامدي" في عدة محافل فنية هامة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، بما في ذلك في لا بينالي دي فينيسيا، وتميزت برسائلها التي توجهها من خلال أعمالها الفنية، في إطار سعيها ليكون لهذه الأعمال وقع مؤثر على المدى البعيد، والتي تعبّر من خلالها عن أحاسيس ومشاعر موازية أصيلة، مستمدة من ثقافتها وبيئتها، وتعبر عن حقيقة ورؤية معاصرة.
"مناجاة" عمل الفنانة الدكتورة "زهرة الغامدي" في معرض نور الرياض
جاءت المشاركة المتميزة للفنانة الدكتورة "زهرة الغامدي" في معرض نور الرياض بعنوان من "الشعاع إلى الشغف"، بعمل فني إبداعي بعنوان "مناجاة".
وحول مضمون هذا العمل الفني المتميز صرحت الفنانة الدكتورة "زهرة الغامدي" لـ "هي":
"المناجاة هو تعبير مجازي يوجه فيه المتحدث حديثه إلى شخص غير مادي، وعادة ما تبدأ المناجاة بـ (نداء) أو عملية استحضار لهذا الشخص، وفي هذا العمل الذي أسميته "مناجاة"، هناك نداء توجهه الأرض إلى البشر.. نداء يتدفق بصورة شاعرية شجية تناجي فيها الأرض البشر للالتفات لها".
وأضافت في تصريحها: "كما نعلم أننا نرى الأرض هي المكان الذي يجمع الحي والميت، والغابات والأشجار، والبساتين والحقول، والمحيطات والخلجان والأودية، والسهول والصحاري، والأنهار والبحيرات، وكل الألوان الزاهية والساحرة والأخاذة من الحدائق والبساتين والغابات، وذلك ما يؤكد أن هذا الكوكب هو بحق هبة كبيرة.. ولكن هذا الكوكب الرائع يحتاج منا نحن البشر التقدير، فالغابات تُقطع، والأنهار تُلوث، والآلاف من الكائنات الحية على وشك الانقراض بسبب الصيد الجائر، ناهيك عن المخلفات والملوثات التي تُرمى بملايين الأطنان، وأدخنة المصانع وعوادم من السيارات والقطارات والطائرات، والحرائق والتصحر.. هذا النشاط البشري لا يتوقف عن الهدم ولا ينفك عن تهديد الأرض".
كما ختمت تصريحها بقولها: "ولكن لماذا توجه الأرض نداءً إلى البشر تطلب منهم أن يحسنوا معاملتها وأن يكفوا عن كل هذا العبث.. في عملي "مناجاة" تتحول الأرض بشكل خيالي إلى كتلة شوكية مخيفة تتسم بالقسوة والجفاف والغضب والحزن، ولكن تحمل من الضوء ما ينعكس على محيطها فتشع كرستلات تشبه قطرات المطر تعبّر عن الأمل المنشود الذي تتطلع إليه من جانب البشر لكي يظل هذا الكوكب رائعاً وأخاذاً".
سيرة الفنانة الدكتورة "زهرة الغامدي" الذاتية
الفنانة الدكتورة "زهرة الغامدي" حاصلة على درجة البكالوريوس في الآداب الإسلامية من جامعة الملك عبدالعزيز، وماجستير في الحرف المعاصرة من جامعة كوفنتري في إنجلترا، حيث حصلت أيضًا على درجة الدكتوراه في التصميم والفنون البصرية.
ترتكز أعمال الفنانة الدكتورة "زهرة الغامدي" على فكرة "الذاكرة المجسدة" لتوثيق الهوية الثقافية والذاكرة وترجمتها إلى أعمال فنية رائعة، متأثرة في ذلك بالمحيط الذي نشأت فيه في المنطقة الجنوبية الغربية من المملكة العربية السعودية، ومن خلال استكشافات العمارة التقليدية التي تدور حول الذاكرة والتاريخ وما يتعلق بها من وسائط تتعلق بطريقة تجميع وتركيب العناصر المتنوعة، ويستكشف موقع الدكتورة الغامدي الخاص بالمواقع العملية الدقيقة والشاقة بعض العناصر المتنوعة من بينها الأرض والصخور والجلد والطين والماء.
ولقد اختيرت الفنانة الدكتورة "زهرة الغامدي" لتمثيل المملكة في معرض بينالي البندقية 58 (2019) في إيطاليا، ولقد عرضت أعمالها في جاليري "أثر" في جدة (2019)، معرض "فن جدة 39-21" (2017،2016)، مركز تسامي للفنون البصرية بجدة (2015)، جاليري "متر روم" في مدينة كوفنتري (2011)، جاليري "هربري جاليري" في كوفنتري، معرض "المصممين الجدد" في لندن (2009)، كما عرضت قطعاً فنية خاصة بها في القاعة الكبرى للمتحف البريطاني للفنون كجزء من مهرجان "الشباك للثقافة العربية" (2017) والسركال أفينيو، دبي (2016)، وجاء من بين أعمال الدكتورة "زهرة الغامدي" المتميزة عملها الفني الإبداعي الذي حمل عنوان "ولادة مكان" بأسلوبه التركيبي الموثق لتراث مدينة الدرعية، والذي صنعته الغامدي ليكون ضمن أعمال النسخة الأولى في بينالي الدرعية للفن المعاصر.
الصور تم استلامها من الفنانة الدكتورة "زهرة الغامدي".