سرطان المعدة يشهد زيادة في خيارات العلاج للمرضى

زيادة خيارات العلاج للأشخاص المصابين بسرطان المعدة

جمانة الصباغ

سرطان المعدة، الذي يُطلق عليه أيضًا السرطان المَعدي، هو نموٌ غير طبيعي للخلايا؛ يبدأ داخل المعدة، وقد يؤثر على عدة مناطق في المعدة، بما في ذلك بطانة المعدة الرئيسية أو في منطقة التقاء المريء بالمعدة.

يمكن أن يصيب سرطان المعدة أي جزء من المعدة؛ وتصيب سرطانات المعدة بالعموم في معظم أنحاء العالم الجزء الرئيسي من المعدة، ويُطلق على هذا الجزء جسم المعدة. لكن غالبًا ما يبدأ سرطان المعدة في منطقة المُوصِّل المَعدي المريئي لدى المصابين في الولايات المتحدة، وهو الجزء الذي يلتقي فيه الأنبوب الطويل الذي يحمل الطعام الذي تبتلعه بالمعدة. ويُطلق على الأنبوب الذي يحمل الطعام إلى المعدة المريء.

لقد كان سرطان المعدة سادس أكثر أنواع السرطانات شيوعًا في عام 2020، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. وغالبًا ما يتم تشخيصه في المراحل المتأخرة من المرض، عندما تكون الأعراض مثل الغثيان وحرقة المعدة والشعور بالانتفاخ، أكثر وضوحًا. لكن خبراء "مايو كلينك" يقولون إن هناك أملًا للمصابين بالمرض مع استمرار تحسن طرق العلاج.

يزداد احتمال نجاح علاج سرطان المعدة، إذا كان السرطان في المعدة فقط؛ فمآل المرض للمصابين بسرطانات صغيرة في المعدة جيد جدًا، ويُتوقع علاج الكثير منهم علاجًا شافيًا. ولكن كما أسلفنا، تُكتشف معظم أنواع سرطانات المعدة عندما يكون المرض قد بلغ مرحلة متقدمة ويقل احتمال علاجه علاجًا شافيًا. ويتّسم سرطان المعدة الذي ينمو عابرًا جدار المعدة أو ينتشر إلى أجزاء أخرى في الجسم، بأنه أصعب العلاج.

نتعرف في موضوعنا اليوم، على أسباب وعوامل الخطر التي تقف وراء زيادة الإصابة بسرطان المعدة، إضافة إلى أنواعه وطرق العلاج المتعددة حاليًا وكيفية الوقاية منه ضمن معلومات حصلنا عليها من "مايو كلينك".

أسباب وعوامل خطر الإصابة بسرطان المعدة

اتباع نظام صحي يحوي الكثير من الفواكه والخضروات للوقاية من سرطان المعدة
اتباع نظام صحي يحوي الكثير من الفواكه والخضروات للوقاية من سرطان المعدة

ليس هناك سببٌ واضح للإصابة بسرطان المعدة، لكن يرجح الخبراء أن معظم سرطانات المعدة تبدأ عندما يجرح شيء ما البطانة الداخلية للمعدة. ومن الأمثلة على ذلك، إصابة المعدة بعدوى، الارتجاع الحمضي لفترة طويلة، وتناول الكثير من الأطعمة المالحة. ولكن ليس كل من لديه عوامل الخطر هذه يُصاب بسرطان المعدة.

عندما يجرح شيء ما خلايا البطانة الداخلية للمعدة، تحدث تغيرات في الحمض النووي للخلايا؛ وهو الحمض الذي يحوي تعليمات توجه الخلية إلى مهامها. وهذه التغيرات قد تتسبب في تكاثر الخلايا بسرعة، وتظل تلك الخلايا حية بينما تموت الخلايا السليمة في إطار دورة حياتها الطبيعية. ما يعني بقاء الكثير من الخلايا الزائدة عن حاجة المعدة، لتُشكَل تلك الخلايا كتلة يُطلق عليها إسم "الورم" يحوي خلايا سرطانية.

يمكن أن تغزو الخلايا السرطانية في المعدة أنسجة الجسم السليمة وتدمرها، وقد تبدأ في النمو في عُمق جدار المعدة. ومع الوقت، يُمكن أن تَنفصل الخلايا السرطانية وتصل لأجزاء أخرى من الجسم. وفي هذه الحالة، تُسمى تلك الخلايا "النقائل".

تلعب بعض عوامل الخطر، دورًا في زيادة خطر إصابتك بسرطان المعدة، يوردها موقع "مايو كلينك" بالآتي:

  • ارتجاع حمض المعدة للأعلى إلى المريء، المعروف بداء الارتجاع المَعدي المريئي.
  • اتباع نظام غذائي يحوي الكثير من الأطعمة المُملَحة والمُدخَنة.
  • اتباع نظام غذائي فقير بالخضروات والفواكه.
  • إصابة المعدة بعدوى البكتيريا المَلوية البَوابية.
  • التهاب بطانة المعدة وتهيُجها، والذي يُشار إليه عادةً بالتهاب المعدة.
  • التدخين.
  • تشكَل خلايا غير سرطانية، تُعرف بالسلائل، داخل المعدة.
  • وجود تاريخ مَرَضي للعائلة مع الإصابة بسرطان المَعدة.

ومن أمثلة متلازمات الأورام السرطانية الوراثية التي تزيد من احتمال الإصابة بسرطان المعدة وغيره من أنواع السرطان:

الاطعمة المملحة والمدخنة احد اسباب الاصابة بسرطان المعدة
الاطعمة المملحة والمدخنة احد اسباب الاصابة بسرطان المعدة
  • سرطان المعدة المنتشر الوراثي.
  • متلازمة لينش.
  • متلازمة داء السلائل الشبابي.
  • متلازمة بوتز جيغرز.
  • داء السلائل الورمي الغدي.

أعراض وأنواع سرطان المعدة

في حال الشعور بأي من هذه الأعراض أو العلامات، ينصح خبراء "مايو كلينك" بوجوب مراجعة الطبيب المختص؛ كونها قد تؤشر للإصابة بسرطان المعدة، خاصةً في حال تكرار حدوثها وارتفاع حدتها مع الوقت:

  • صعوبة البلع.
  • ألم البطن والشعور بالانتفاخ بعد تناول الطعام.
  • الشعور بالشبع حتى بعد تناول كميات قليلة من الطعام.
  • عدم الشعور بالجوع في الوقت المتوقع أن تجوعي فيه.
  • حرقة المعدة وعسر الهضم.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • فقدان الوزن دون سبب مُبرَر.
  • الشعور بالتعب الشديد.
  • تحول البراز للون الأسود.

مع الإشارة إلى أن سرطان المعدة قد لا يتسبب بأية أعراض في مراحله المبكرة؛ لكن عند ظهور الأعراض، فإنها يمكن أن تشمل عسر الهضم والألم في الجزء العلوي من البطن. وقد لا تَظهر الأعراض إلا بعد وصول السرطان إلى مرحلة متقدمة. كما قد تُسبب المراحل المتأخرة من سرطان المعدة ظهور أعراض مثل الشعور بالتعب الشديد، ونقصان الوزن غير المُتعمد، وتقيؤ الدم، والبراز الأسود.

يُطلق على سرطان المعدة الذي يصل أجزاءً أخرى من الجسم، سرطان المعدة النقيلي؛ ويُسبب أعراضًا تختص بالمكان الذي يصل إليه. ففي حال وصل السرطان إلى العُقد اللمفية، فقد يُسبب تكوُّن تكتلات يمكنك الشعور بها تحت الجلد. أما السرطان السرطان الذي يصل إلى الكبد، فقد يتسبب باصفرار الجلد وبياض العينين. وفي حال انتشر السرطان داخل البطن، فقد يُسبب امتلاء البطن بالسوائل، لتبدو البطن وكأنها متورمة.

أنواع سرطان المعدة

يعتمد نوع سرطان المعدة على نوع الخلية التي بدأ فيها السرطان، وتشمل أنواعه التالي:

لا تظهر اعراض سرطان المعدة مثل ألم البطن إلا في مرحلة متأخرة
لا تظهر اعراض سرطان المعدة مثل ألم البطن إلا في مرحلة متأخرة
  • السرطان الغُدي: يبدأ في الخلايا التي تُنتج المخاط، وهو أكثر أنواع سرطان المعدة شيوعًا. بل تكاد كل أنواع السرطان التي تبدأ في المعدة أن تكون سرطانات معدة غُدية.
  • الأورام السدوية المَعِدية المعوية: وتبدأ في الخلايا العصبية الموجودة في جدار المعدة وأعضاء الجهاز الهضمي الأخرى. والأورام السدوية المَعِدية المعوية هي نوع من ساركوما الأنسجة الرخوة.
  • الأورام السرطاوية: من أنواع السرطان التي تظهر في الخلايا العصبية الصماوية، الموجودة في عدة مواضع بالجسم. وهي تؤدي بعض وظائف الخلايا العصبية، وبعض وظائف الخلايا التي تُنتج الهرمونات. والأورام السرطاوية هي من أنواع الأورام العصبية الصماوية.
  • اللمفومة: سرطان يبدأ في خلايا الجهاز المناعي، الذي يعمد لمحاربة الجراثيم. وقد تبدأ اللمفومة أحيانًا في المعدة إذا أرسل الجسم خلايا مناعية إلى المعدة. وقد يحدث هذا الأمر إذا كان الجسم يحاول محاربة العدوى. ومعظم حالات اللمفومة التي تبدأ في المعدة هي إحدى أشكال اللمفومة اللاهودجكينية.

علاج سرطان المعدة

من العوامل التي يفكر فيها الأطباء عند وضع خطة علاجية، الموضع الذي يبدأ منه السرطان في المعدة؛ وتشمل العوامل الأخرى، مرحلة السرطان ونوع الخلايا المصابة به. وغالبًا ما يشمل العلاج جراحةً لاستئصال سرطان المعدة، كما قد تُستخدم أدوية أخرى قبل إجراء الجراحة.

ويقول الدكتور محمد سنبل، اختصاصي الأورام في مايو كلينك: "في العموم، عندما نذكر السرطان المَعِدي، فإننا عادةً ما نعني السرطان الذي ينشأ من المعدة". وتختلف المؤشرات المبكرة لمرض سرطان المعدة، ويمكن أن تتضمن ألم البطن، أو خروج الدم مع البراز، أو مجرد الشعور بالتعب.

ويضيف الدكتور سنبل: "إذا كان لديك سرطان في المعدة، فقد يرْشح الدم ببطء شديد، والذي يمكن أن يُسبب فقر الدم أو انخفاض الهيموغلوبين، مما قد يؤدي إلى الإرهاق". "إذا كنتَ رجلًا، فأنت أكثر عرضة للإصابة بسرطان المعدة من المرأة. وتتضمن عوامل الخطر الأخرى، السُمنة والتدخين وشرب المشروبات الكحولية."

وبحسب الدكتور سنبل: "هناك عوامل خطر أخرى، مثل بعض المتلازمات الوراثية أو الأشياء التي نرثها من آبائنا والتي تجعلنا أكثر عرضة للإصابة بالسرطان المَعِدي أو سرطان المعدة."

تعتمد خيارات العلاج على موقع السرطان في المعدة وحجمه ومرحلته، وقد تشمل الجراحة والمعالجة الكيميائية والعلاج بالإشعاع والعلاج المناعي. ويقول الدكتور سنبل: "إنني أُخبرُ المرضى الذين قد تم تشخيصهم مؤخرًا بالسرطان المَعِدي، أن هناك أملًا بالتأكيد بسبب تحسننا الملحوظ في العقد الماضي، وتحديدًا في العام أو العامين الماضيين، فلدينا الآن خيارات علاج أكثر مما كان لدينا من قبل."

كيفية الوقاية من سرطان المعدة

لتقليل خطر الإصابة بسرطان المعدة، ينصحك خبراء "مايو كلينك" باتباع ما يلي:

سرطان المعدة يشهد زيادة في خيارات العلاج للمرضى
سرطان المعدة يشهد زيادة في خيارات العلاج للمرضى
  • الحرص على أن يتضمن نظامك الغذائي الفواكه والخضراوات كل يوم، اختاري مجموعة مختلفة من الفواكه والخضراوات الملونة.
  • التقليل من كمية الأطعمة المملحة والمدخنة التي تتناولينها، حافظي على معدتك بالحد من تناول هذه الأطعمة.
  • إذا كنت تُدخِّنين، فأقلِعي عن التدخين فورًا. وإن لم تكن مدخنة، من الأفضل أن لا تخطي هذه الخطوة؛ فالتدخين يزيد من خطر إصابتك بسرطان المعدة والعديد من أنواع السرطان الأخرى. وفي حال كان الإقلاع عن التدخين أمرًا بالغ الصعوبة، اطلبي المساعدة من الطبيب.
  • أبلغي الطبيب إذا كان أحد أفراد أسرتك مصابًا بسرطان المعدة. قد يخضع الأشخاص الذين لديهم تاريخ مَرضي عائلي تكثر فيه حالات بالإصابة بسرطان المعدة للتنظير للكشف عن هذا النوع من السرطان، ويمكن أن تُشخِّص اختبارات التنظير سرطان المعدة قبل ظهور الأعراض.