ما هي قصة كليوباترا مع الملاكيت؟
يرتبط اسم كليوباترا، ملكة النيل، بعدد كبير من الأساطير. وتشتهر كليوباترا، الملكة المقدونية الأصل، بفطنتها وذكاؤها اللذيْن فاقا جمالها وبشخصيّتها وحضورها الساحريْن. وعندما يُذكر اسم كليوباترا تتبادر إلى أذهاننا صورة امرأة ساحرة بعينيْن مكحلتيْن بإتقان. وبحسب ما أثبتت أبحاث المؤرخين، فإنّ مستحضر كحل عينيْ كليوباترا تألّف من أربع مواد مختلفة. وليست هذه المواد تجميلية فحسب، بل أدخلت كليوباترا إلى كحلها مواد معيّنة لحماية عينيّها من العدوى. ومن بين المواد التي نعرفها اليوم واستخدمتها كليوباترا الملاكيت، هذا الحجر ذو اللون الأخضر المميّز.
ما هو الملاكيت؟
الملاكيت هو هيدروكسيد كربونات النحاس، وهو أحد أشكال صدأ النحاس. ويتشكّل الملاكيت فوق رواسب النحاس، وعادةً ما يُستخدم للتنقيب عن هذا المعدن. وفي عالم الأحجار الكريمة، يُعتبر الملاكيت حجراً ليّناً بعض الشيء، إذ تتراوح صلادته بين 3.5 و4 على مقياس موس.
كيف استُخدم الملاكيت على مر العصور؟
استخدمت الحضارات القديمة حجر الملاكيت منذ آلاف السنين، ويرتبط هذا الحجر بالربيع والتجدّد والخصوبة. فقبل 4 آلاف عام استخدم المصريون القدماء الملاكيت كتمائم للوقبة من الحسد وللحماية، كما كان يُعتقد أنّه يساعد المرأة خلال الولادة. كذلك، استخدمت الحضارات القديمة الملاكيت لنحت الأغراض التزيينيّة، ومثل اللازورد، كان الملاكيت يُطحن للصباغ.
وهذا ما كانت كليوباترا تفعله تماماً، إذ كانت تطحنه لتظليل وتكحيل عينيْها. ونظراً إلى أنّه يحتوي على النحاس فإن الملاكيت يتمتّع بخصائص تجعله مضاداً للميكروبات والفطريات.
وهذا ما ساعد كليوباترا على الوقاية من التهابات العين خلال أيّام الفيضانات والكوارث. كذلك، يُقال إنّ أبقراط اعتاد صُنع عجينة تحتوي على الملاكيت واستخدامها لعلاج جروح الجنود خلال الحروب. أمّا اليوم، فما زال الملاكيت يُستخدم لأغراض الزينة إلى جانب اعتماده لترصيع قطع المجوهرات والساعات.
هل الملاكيت حجر سام؟
يعمد النحاتون والصاغة عند قص أحجار الملاكيت إلى ارتداء الأقنعة، لأنّ جزيئات الحجر التي تنتقل جواً تؤذي الرئتيْن. كذلك، تحذّر الجمعية الدولية للأحجار الكريمة من مخاطر ابتلاع أحجار الملاكيت بسبب سميّته المرتفعة لاحتوائها على النحاس الذي يمكن أن يذوب في أحماض المعدة.
من أين يُستخرج الملاكيت؟
يتوفّر الملاكيت في عدد كبير من البلدان حول العالم، ومنها الكونغو والغابون وزامبيا وناميبيا والمكسيك وأستراليا، إلاّ أنّ روسيا هي الأغنى بهذا الحجر. فقد استُخرجت رواسب الملاكيت الرائعة في جبال الأورال في روسيا لأكثر من 100 عام.
ماذا عن فوائد الملاكيت؟
يتمتّع الملاكيت بعدد كبير من الفوائد ومنها توفير الحماية وتخفيف الطاقة السلبية وتقوية جهاز المناعة والجهاز التنفسي والكبد.