في ذكرى تتويج تشارلز الأول.. من حمل هذا الاسم في تاريخ بريطانيا على مر العصور؟
يوافق هذه الأيام ذكرى تتويج الملك تشارلز الأول Charles I، ملك إنجلترا، واسكتلندا، وإيرلندا 1625-1649، ولد جلالته في 19 نوفمبر 1600، وتوفي في 30 يناير 1649، هو الابن الثاني للملك جيمس الأول ستيوارت وآن من الدانمارك.
ففي تاريخ بريطانيا جاء ملكين فقط تحت اسم تشارلز هما الأول والثاني، وكان من المستبعد أن يكون أمير ويلز السابق تشارلز الثالث، ولكنه لم يفضل التخلي عن اسمه واحتفظ به.
تشارلز الأول والثاني
كان تشارلز الأول مولودًا ضعيفًا ومريضًا، لذا أصبح تحت رعاية السيدة كاري زوجة السيد روبرت كاري أحد رجال الحاشية الملكية، ساهمت كاري في تحسين صحة الملك تشارلز، إذ جعلته يرتدي حذاءً مصنوعًا من الجلد الإسباني والنحاس لتقوية كاحليه. وكان تطور النطق عنده بطيئًا أيضًا، إذ بقي يُتأتئ ويتلعثم في حديثه طوال حياته.
عُين تشارلز دوق يورك، كما هو معتاد في حالة الابن الثاني لملك بريطانيا في يناير عام 1605، وفي أوائل نوفمبر عام 1612، أصبح تشارلز ذو الـ 12 عامًا الوريث الواضح للعرش، بعد وفاة شقيقه الأكبر هنري عن عمر يناهز 18 عامًا مشتبهين بإصابته بالتيفوئيد.
وحصل تشارلز الأول تلقائيًا بعدها على عدة ألقاب منها دوق كورنوال ودوق رويثسي، وبعد أربع سنوات أي في عام 1616، لٌقب بأمير ويلز وأيرل شيستر، ثم بعد ذلك ملكا لبريطانيا.
كانت البلاد غير مستقرة في عهد الملك تشارلز الأول، ونشبت الحرب الأهلية، وتم الحكم على الملك بالإعدام، وعلى الرغم من تنصيب نجله تشارلز الثاني، إلا أن إنجلترا دخلت في فترة تسمى بـ "انتقال السلطة الإنجليزية"، وأعلنت البلاد جمهورية لبضع سنوات بقيادة أوليفر كرومول.
وبعد فترة نشبت حرب بين الملك تشارلز الثاني من جانب وأوليفر كرومول من جانب آخر، وهٌزم فبقى في المنفى 9 سنوات حتى وفاة أوليفر، ثم تربع مرة أخرى على عرش بريطانيا، ولكن لم يكن له وريث فخلفه شقيقه جيمس الثاني.
كان تشارلز الثاني يُعرف بلقب الملك السعيد وذلك في إشارة للحيوية والمرح السائدين في بلاطه، والحاجة العامة للعودة للحياة الطبيعية بعد أكثر من عشر سنوات من حكم أوليفر كرومويل.
وعلى الرغم من ذلك واجه تشارلز الثاني عدة أزمات منها، انتشار طاعون لندن العظيم في عام 1665، إذ بلغت عدد الوفيات أكثر من 7 ألاف في الأسبوع الأول من انتشار المرض، وباءت كل محاولات مسؤولي الصحة العامة في لندن بالفشل، وانتشر المرض بسرعة فائقة.
وبعد إنتهاء وباء الطاعون، حدث فيما بعد في لندن ما يُعرف باسم حريق لندن الكبير في عام 1666، وأحرق قرابة 13.200 منزلًا و87 كنيسة، بما في ذلك كاتدرائية القديس بولس.
واللافت للنظر عدم مجيء ملوك باسم تشارلز منذ ستينات القرن السابع عشر، رغم سلسلة من الملوك الذين كانت أسماؤهم جورج وإدوارد.
الملك تشارلز الثالث
يختار كل وريث لعرش بريطانيا، لقب له عندما يتوج ملكا، وهو تقليد ملكي متبع سواء، ولكن ولي العهد والملك الجديد لبريطانيا، اتبع خطى والدته ولم يختار اسما مستعار ولكن أضاف "الثالث" إلى اسمه.
لم يكن تشارلز الثالث أسعد حالا من تشارلز الأول والثاني، إذ أصبح ولي العهد الأطول بقاء في هذا المنصب، إذ توجت والدته الراحلة إليزابيث الثانية، كملكة للمملكة المتحدة في عام 1953، وهو لم يكمل عامه الخامس، وبذلك أصبح وريثًا للعرش، وفي عام 1969، تم تتويجه رسميا وأصبح أمير ويلز، وظل وليا للعهد لما يقرب من 70 عاما.
ومنذ وفاة الملكة إليزابيث الثانية عن عمر يناهز 96 عامًا في سبتمبر الماضي، وأنظار العالم تتجه نحو بريطانيا، إذ من المقرر أن يتوج الملك تشارلز الثالث، البالغ من العمر 74 عامًا، ليعلن نهاية حكم والدته الذي دام 70 عامًا، وبداية عهده.
وبالتزامن مع المراسم، التي تم بثها على التلفزيون لأول مرة، ارتفعت الأعلام البريطانية مجددا احتفالا بالملك الجديد، بعد تنكيسها حدادا على الملكة الراحلة.
وأعلنت هيئة الجلوس على العرش الملك الجديد رسميا، وأدى اليمين خلال حفل تاريخي لم يحدث منذ أكثر من سبعة عقود.
وعلى الرغم أن الملك تشارلز الثالث أصبح ملك بريطانيا فور وفاة والدته الملكة إليزابيث، إذ تم تعيينه رسميًا في مجلس الانضمام، وهو احتفال يقام عادة في غضون 24 ساعة من وفاة الملك السابق للبلاد، فإنه يجب أن يتوج رسميا في حفل تنصيب ملكي كبير.
من المتوقع أن يتم تتويج الملك تشارلز الثالث، في 6 مايو 2023، بدير وستمنستر أبي Westminster Abbey، حيث جرت حفلات التتويج الملكي هناك على مدى 900 عام الماضية، وهو المكان نفسه الذي أقيمت فيه جنازة جلالة الملكة إليزابيث.
سيكون الملك تشارلزالثالث هو الملك الـ 40 الذي يتوج في وستمنستر أبي ، بينما كان الملك ويليام الفاتح هو الأول. كما شهد الدير 17 حفل زفاف ملكي، بما في ذلك عُرس الملكة إليزابيث الثانية، وملك بريطانيا الحالي والأميرة ديانا، الأمير ويليام ولي العهد وكيت ميدلتون أميرة ويلز.
من المقرر أن يرتدي الملك تشارلز الثالث للمرة الأولى، ثوب Colobium Sindonis باللون الأبيض بلا أكمام، وفوقه الرداء الملكي Supertunica من القماش المنقوش بالذهب.
يتم إعطاء الملك تشارلز الثالث صولجان والعصا، وهي الرموز التقليدية للسلطة الملكية والعدالة. تم صنع صولجان الملك لأول مرة في عام 1685، ثم أضيف له بعض التعديلات. بالإضافة لماسة كولينان الأولى عيار 530 قيراطاً، والمعروفة أيضاً باسم النجمة الأولى في أفريقيا، والتي تتلألأ في الجزء العلوي منها.
ومن ضمن رموز التتويج، سيحصل الملك تشارلز أيضًا على خاتم التتويج، والذي يضعه في الإصبع الرابع من يده اليمنى، ويرجع تاريخ الخاتم إلى القرن الثالث عشر، ويرمز إلى "الكرامة الملكية".