الصوديوم: متى ينفع ومتى يضر؟
جمانة الصباغ
يتألفُ ملح الطعام من عنصري الصوديوم والكلور، والإسم العلمي له هو كلور الصوديوم. يحتاج الجسم إلى الصوديوم كي يقوم بوظائفه، فالصوديوم ضروريٌّ لوظيفة الأعصاب والعضلات، كما أنه هام للحفاظ على توازن السوائل في الجسم.
تقوم الكلية بضبط كمِية الصوديوم في الجسم؛ فإذا تناول الشخص الكثير من الصوديوم، وكانت الكلية عاجزةً عن التخلص منه، فإنه يتراكم في الجسم، ويسبب ارتفاع ضغط الدم، ويمكن أن يسبَب أمراضاً أخرى.
يتناول معظم الناس الصوديوم بكمّيات تفوق حاجتهم، علماً أنّ من أهم مفاتيح الغذاء الصحي تناول أطعمة فقيرة بالصوديوم. ويوصي الأطباء بألا يتناول الإنسان أكثر من 2.4 غرام من الصوديوم في اليوم الواحد، وهو ما يعادل نحو ملعقة شاي صغيرة من ملح الطعام. ونستطيع معرفة كميات الصوديوم في الأطعمة الجاهزة والمعلَبة بقراءة المحتويات على العلبة.
الصوديوم الغذائي
يوجد الصوديوم في ملح الطعام وفي الكثير من الأطعمة المحضَرة والمعلَبة. ويحتاج جسم الإنسان إلى الصوديوم للقيام بوظائفه. فالعضلات تساعد الجسم على الحركة، والأعصاب تنقل الأحاسيس وأوامر الحركة بين الدماغ ومختلف أعضاء الجسم، وكل هذه الوظائف تحتاج للصوديوم لإتمام عملها.
يُضاف الصوديوم إلى الطعام أولاً لإضافة الطعم، وكذلك لحفظ الطعام وحمايته من الجراثيم. كما يمكن استخدام الصوديوم من أجل مجانسة مكونات الطعام وتحسين اللون وجعل الطعام أكثر قساوةً. وبالتالي فإن الصوديوم عنصرٌ غذائيٌ مهم لكن بكمية بسيطة.
مصادر الصوديوم
تحوي معظم الأطعمة الصوديوم بشكل طبيعي، والمصدر الأكثر انتشاراً للصوديوم هو ملح الطعام. الاسمُ العلمي لملح الطعام هو كلور الصوديوم، وذلك لأن ملح الطعام يتألَّف من الصوديوم والكلور.
من المصادر الطبيعية الأخرى للصوديوم الشمندر والكرفس والحليب. ويمكن أن يحوي الماء بعض الصوديوم أيضاً، ولكن كمية الصوديوم في الماء تعتمد على مصدره. ويمكن أن يُضاف الصوديوم إلى الأطعمة بأشكال مختلفة. فالتوابل، مثل صلصة الصويا، تحوي الصوديوم.
يُضاف الصوديوم إلى اللحوم المعالجة والأطعمة المُعلَّبة كمادة حافظة. ولكن هناك أطعمة معلَّبة لا تحوي الصوديوم، أو تحوي القليل منه. إنّ معظم الأطعمة السريعة غنية بالصوديوم، وعلى المرء التنبه إلى كمية الصوديوم التي يتناولها حين يأكل وجبات سريعة. هناك أيضاً بعضُ الأدوية التي تحوي الصوديوم، ويمكن معرفة مقدار الصوديوم الموجود في الأدوية التي تُباع من دون وصفة طبية من خلال قراءة النشرة الموجودة عليها. كما يمكن سؤال الطبيب أو الصيدلاني عن كمية الصوديوم في الدواء.
الكميات الموصى بها
تُقاس كمية الصوديوم اللازمة للشخص بالميليغرامات أو الغرامات، وتعتمد الكمية اللازمة على عمر الشخص وصحَّته. يجب ألا يتناول الشخص البالغ السليم أكثر من 2300 ملغ من الصوديوم كل يوم، علماً بأن ملعقة شاي صغيرة من ملح الطعام تحوي 2300 ملغ من الصوديوم.
كما يجب أن لا يتناول الشخص أكثرَ من 1500 ملغ من الصوديوم كل يوم إذا كان بعمر واحد وخمسين عاماً أو أكثر، لأن زيادة استهلاك الملح في هذا السن قد تكون سبباً في ارتفاع ضغط الدم. ويجب ألا يتناولَ الفرد أكثر من 1500 ملغ من الصوديوم إذا كان يعاني أيضاً من:
•ارتفاع في ضغط الدم.
•السكري.
•مرض مزمن في الكلية.
لا يوجد توصياتٌ مُحددة للأطفال واليافعين، لكن من الأفضل أيضاً أن يتبعوا الاعتدال في تناول الصوديوم من أجل تأسيس عادات غذائية جيِّدة.
هناك مواد أخرى تُستعمل لتمليح الطعام ولا تحتوي على الصوديوم، وتسمى هذه المواد ببدائل الملح يمكن أن يحّد استخدام هذه البدائل من كمية الصوديوم في الطعام.
الكميةُ المفرطة من الصوديوم
لا تظهر النتائج المؤذية لتناول كميات زائدة من الصوديوم على نحو سريع، لكن أثر زيادة الصوديوم على الصحة يظهر مع الوقت. إذ يمكن أن يزدادَ ضغط الدم نتيجة الإفراط في تناول الصوديوم، كما يزداد أيضاً خطرُ الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات. وقد يؤدي الإفراط في تناول الصوديوم إلى احتباس السوائل في الجسم وهذا ما يُلاحظ كثيراً عند مرضى قصور القلب الإحتقاني أو تشَمُّع الكبد أو اعتلال الكلية. ولذلك يجب على المصابين بهذه الأمراض استشارة الطبيب بشأن الحمية منخفضة الصوديوم.