إليك تأثيرات جفاف الجسم على صحتك ونصائحنا للوقاية منه ومنع زيادة وزنك
جفاف الجسم وبطء عملية الأيض؛ بينهما علاقة خفية لا تظهر بشكل ملحوظ إلا خلال شهر رمضان؛ والأهم أن تأثيراتها متنوعة ولها أعراض مختلفة على أعضاء الجسم ووظائفه الحيوية.
ربما بطء عملية الأيض، سيجعلنا ننقاد للوهلة الأولى وراء زيادة الوزن، ولكن الموضوع لن يتوقف عند هذا الحد فحسب. إذ يبدأ الجفاف الشديد بأعراض مثل جفاف الفم الشديد ، وجفاف الجلد والتجاعيد، والشعور بالخمول، ونقص التركيز ، والتعب العام، والنوم المفرط، وصعوبة التبول، والإمساك، وعدم انتظام ضربات القلب.
وبالتالي جفاف الجسم مرتبط بشبكة عنكبوتية من المضاعفات والمخاطر التي قد تلحق بكِ خصوصًا خلال شهر رمضان.
لذا دعينا نُطلعك عبر موقع " هي " بالتفصيل على تأثيرات الجفاف على الجسم، وأهم نصائحنا لوقاية منه والحفاظ على جسمك من زيادة الوزن على وجه التحديد، وذلك من خلال أخصائية التغذية العلاجية الدكتورة مريم جمال لوقا من القاهرة.
تأثيرات رئيسية للجفاف على الجسم
أوضحت دكتورة مريم، أن هناك أربعة تأثيرات رئيسية للجفاف على الجسم، وهي:
-
ضعف جهاز المناعة
يُمكن للإنسان أن يعيش حوالي أسبوع بدون ماء لأن جسمه يتكون من 75٪ ماء؛ ولكن يصبح التخلص من السموم والنفايات مهمة صعبة عند الجفاف، كذلك عدم القدرة على إزالة هذا الحطام، سيجعله أكثرعرضة للإصابة بالأمراض المناعية وقلة مستويات الطاقة من دون سابق إنذار.
-
تأثير سلبي على صحة القلب
عندما تصاب أجسامنا بالجفاف، يُصبح دمنا أكثر سمكًا ويحّد من تدفق الدم؛ ما قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم. هذه هي طريقة الجسم لمنع أي فقدان إضافي للمياه من الخلايا. ووفقًا لجمعية القلب الأمريكية ، فإن ارتفاع ضغط الدم وكوليسترول الدم يزيدان من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية.
الجدير بالذكر، أن جميع السوائل في أجسامنا تتأثر بكمية الماء التي نشربها؛ وبالتالي عندما تُصاب بالجفاف يقل محتوى الماء في الدم، ما قد يؤدي ذلك إلى زيادة سماكة الدم. هذا يجعل الأمر صعبًا للغاية على نظام القلب والأوعية الدموية، حيث يصعب ضخ الدم السميك إلى باقي الجسم.
وبالتال قد يؤدي الضغط الإضافي على نظام القلب والأوعية الدموية، إلى زيادة معدل ضربات القلب وزيادة ضغط الدم. علمًا أن ارتفاع ضغط الدم المستمر ارتبط بخطر الإصابة بأمراض القلب المختلفة مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية وما إلى ذلك.
-
زيادة خطر الإصابة بالسمنة المُفرطة
السمنة المُفرطة حالة مرضية معقدة لها عدة أسباب وعوامل تُشارك في إحداثها، من ضمنها جفاف الجسم، كونه يبطئ عملية الأيض، وبالتالي تتراكم الدهون الضارة في الجسم؛ لكن الآليى الرئيسية في حدوث السمنة هي تخزين الدهون بسبب زيادة كمية السعرات الحرارية المُتناولة وخصوصًا خلال شهر رمضان عن الكمية المُستهلكة، ما يدفع الجسم إلى تخزين الفائض من السعرات في أماكن تخزين الشحوم تحت الجلد.
من ناحية أخرى، الكلى هي العضو المسؤول عن طرد الفضلات من الجسم، في شكل بول كما نعلم، وتتأثيؤ بشكل كبير بكمية الماء التي نشربها؛ وبالتالي عندما نفقد الماء من أجسامنا، من دون تعويضه عن طريق شرب ما يكفي، ستتلقى الخلايا في الكلى الإشارة للاحتفاظ بالماء في الجسم. ما يؤدي ذلك إلى انخفاض تبول الجسم، وعدم التخلص من السموم وبالتالي زيادة الوزن بطريقة غير مُباشرة.
-
الشيخوخة المُبكرة نتيجة الجفاف
يؤثر الجفاف على باقي الجسم؛ إذ تتقلص الخلايا وتصبح غير قادرة على أداء وظائفها بشكل صحيح وفعّال عندما يكون هناك نقص في الماء، كذلك يُمكن أن يؤثر الجفاف أيضًا على قدرة الجسم على التحكم في درجة الحرارة ويسبب ارتفاع الحرارة ، وهي حالة تكون فيها درجة حرارة الجسم أعلى من المعتاد.
الجدير بالذكر، أن بشرتنا تتميز بملمسها اللين والمرن، وذلك بسبب وجود كمية كافية من المياه فيها، والتي يتم الحفاظ عليها من خلال تواجد عدد من الزيوت على سطح الطبقة الخارجية من البشرة، والتي تساهم في التقليل من تبخر المياه، والحفاظ على الرطوبة في الطبقات السفلية من البشرة، وفي حال فقدت هذه الزيوت يحدث ما يسمى بالبشرة الجافة.
غالبًا لا يتسبب جفاف الجلد بأي أذى، لكن إن لم تتم العناية به كما يجب فإنه يُمكن أن يتسبب بالمضاعفات التالية:
- الأكزيما.
- الطفح الجلدي.
- العدوى البكتيرية أو الفطرية، لأنه سيكون من السهل دخول البكتيريا من شقوق الجلد الجفاف.
- التهاب النسيج الخلوي.
- تغير لون الجلد.
عمومًا عندما يصاب الجسم بالجفاف، تعطى الأولوية للأعضاء الحيوية مثل الكبد والدماغ والرئتين. أما عن النسيج الضام مثل الكولاجين الأساسي للجلد، فهو أحد الأشياء الأولى التي تتوقف عن تلقي الماء عندما يكون الجسم منخفضًا في الماء، وعندما لا يكون الكولاجين رطبًا بشكل كافٍ، تبدأ خيوطه في التشقق والالتصاق ببعضها البعض، ما يؤدي ذلك إلى تكوين التجاعيد على الجلد.
جفاف الجسم وعلاقته بالصحة العقلية
من ناحية أخرى، أوضحت دكتورة مريم، أن هناك القليل من البيانات المتاحة عندما يتعلق الأمر بالجفاف والدماغ البشري، يبدو أنه عندما نُصاب بالجفاف، ينخفض سائل الدماغ؛ هذا يقلل من وظائف المخ، ويؤثر بشكل مؤقت على وظيفة الخلية.
لذلك، يُمكن أن يؤثر الجفاف على مزاجك بشكل كبير، ويقلل من الانتباه، والذاكرة، والتنسيق الحركي بين وظائف الدماغ الأخرى، ويشمل ذلك التالي:
-
المزاج المُتقلب
في دراسة لباحثين من مختبر الأداء البشري بجامعة كونيتيكت، تم اختبار الحالة المزاجية والتركيزعلى نساء شربن كميات صحية من الماء في يوم من الأيام، ثم لم يقمن بذلك خلال اليومين التاليين.
عند إصابتهن بالجفاف البسيط جراء ذلك، أبلغت النساء عن الشعور بالإرهاق وسوء المزاج والصداع وصعوبة التركيز.
وفي اختبار منفصل، كان الرجال المصابون بجفاف بسيط يعانون أيضاً من التعب ومشاكل في المهام العقلية. ولكن عندما يتعلق الأمر بتغيرات الحالة المزاجية، كان توتر النساء أكثر بكثير من الرجال وفقًا للدراسة.
الجدير بالذكر، أن الماء ُيشكل 60 % من وزن الدماغ؛ وبالتالي تُعتبر أحد أهم الأعضاء التي تحتاج إلى الترطيب، لأنه مركز التفكير والقدرات الذهنية الأخرى، ولأنه يرسل إشارات إلى باقي أجزاء الجسم من أجل القيام بالحركات والعمليات الأساسية.
-
زيادة الشعور بالألم
أظهرت دراسات أخرى، أن الجفاف يُمكن أن يجعل شعورنا بمستويات الألم أسوأ. ليس من الواضح سبب ذلك، ولكن عندما يُصاب الدماغ بالجفاف، سيشعر الجسم بمستويات متزايدة من الألم في أشكال الصداع، وآلام العضلات، وآلام المفاصل، وآلام الظهر، وغيرها.
لذا إذا كنتِ تتعاملين مع الألم على أساس يومي ولا يرتبط بأي مشكلة صحية مباشرة لديكِ خصوصًا خلال شهر رمضان، فقد تحتاجين إلى زيادة مستويات الترطيب ليشهد جسمك انخفاضًا ملحوظًا في الألم.
نصائح ذهبية لتجنب جفاف الجسم خلال شهر رمضان
بحسب دكتورة مريم، يُمكن أن تُساعد النصائح التاليةعلى تجنب إصابتك بالجفاف خلال شهر رمضان، وذلك على النحو التالي:
- اشربي ما بين 8 إلى 12 كوبًا من الماء بين الإفطار والسحور، كذلك يُفضل شرب الماء الفاتر بدلًا من الماء البارد، ليمتصه الجسم بشكل أسرع.
- اعتمدي يوميًا على تناول الحساء خلال شهر رمضان؛ حيث أنه مصدر جيد للسوائل.
- أكثري من تناول الفواكه والخضروات مثل البطيخ، والطماطم، والخيار، والعنب؛ كونها معروفة بمحتواها العالي من الماء لتقليل العطش.
- تجنبي الإفراط في استخدام البهارات والملح، لأن ذلك يزيد من حاجة الجسم للماء؛علاوة على ذلك، يوصى بتقليل استخدام الملح في السلطات وعند الطهي للحد من الشعور بالعطش خلال ساعات صيام اليوم التالي.
- قللّي من تناول الحلويات؛ فقد أظهرت الأبحاث أن تناول الحلويات يزيد العطش لاحتوائها على كميات كبيرة من السكر، لذا تناولي الفاكهة بدلاً منها لإمداد جسمك بالسوائل الصحية.
- امتنعي قدر المُستطاع عن تناول المشروبات الغنية بالكافيين والنيكوتين، والتي تشمل المشروبات الغازية والشاي والقهوة، لأنها يزيد من فقدان السوائل والعطش.
- تجنبي التعرض لأشعة الشمس أو النشاط البدني أثناء ساعات الصيام؛ علمًا أن أفضل وقت لممارسة الرياضة خلال فترة الصيام هو بعد الإفطار بساعتين، حيث يتم تزويد جسمك بالطعام والشراب لتوفير الطاقة، وسيكون لديكِ وقت كافٍ لتعويض السوائل المفقودة أثناء التمرين.
- خذي حمامًا باردًا في الصباح لمنع شعورك بالعطش خلال ساعات الصيام، وليكون الجلد أكثر إنتعاشًا.
- تجنبي الأطعمة الحارة والمالحة خصوصًا في السحور، لأنها من الأسباب الرئيسية للجفاف، وفي نفس الوقت تُسبب احتباس الماء.
- احرصي على أخذ قسط كافِ من النوم، لأن الحرمان منه هو أيضًا سبب رئيسي لجفاف الجسم خلال شهر رمضان بشكل مُباشر.