هذا ما يميز حفلات الزفاف الأميركية.. بعضها طقوس غريبة تعرفوا عليها
في حفلات الزفاف الأميركية، كثير من الطقوس لا تتشابه مع عاداتنا التي ألفناها في الأعراس إذ أن لهذا البلد عاداته وتقاليده الخاصة بالأفراح والمتناقلة مع الأجيال ورثوها من ثقافات متعددة مرت على هذه الأرض، حتى باتت هذه التقاليد من أساسيات حفل الزفاف الذي لا يمكن أن يتم من دون ممارستها من بينها حفلة توديع العزوبية.
فما رأيكم أن نتعرف على تقاليد وعادات الشعب الأميركي في تنظيم حفلات الزفاف؟
كيف تبدأ العلاقة بين العروسين؟
الطقوس الأميركية للخطوبة بين العروسين لا تتطلب تدخل العائلة والأهل في مثل هذا القرار أو حتى في طلب يد العروس ولا تتطلب موافقة الأهل على العروس، ولا يوجد هناك عادات أن يتزوج الرجل من عروس لا يعرفها من قبل أو تم اختيارها من قبل المحيطين، بل تبدأ العلاقة بين أي ثنائي في أميركا من خلال علاقة معرفة او صداقة تجمع الاثنين ثم تتطور إلى علاقة حب فارتباط، أي أن المعرفة المسبقة بين العروسين أمر ضروري لإتمام الزواج والعروسان وحدهما أصحاب القرار في كل تفاصيل الزواج والزفاف.
لا وجود لحفل خطوبة
مراسم الزواج في المجتمع الأميركي بشكل عام خالية من حفلات الخطوبة التي نشهدها في عالمنا العربي والإسلامي، فهناك بمجرد أن يتقدم الشاب للفتاة وترد عليه بالموافقة يتم الارتباط على الفور. فمثلاً عندما يكون الرجل مستعداً للزواج بالفتاة التي يعرفها غالباً قبل فترة، فإنّ الطريقة النمطية هناك في أميركا هي أن يدعوها للعشاء في الخارج ثم يفاجئها برغبته ويقدّم لها خاتم الخطبة.
خاتم الزواج في الأعراس الأميركية
صحيح أنه لا يتم تنظيم حفلات خطوبة في مراسم الزواج الأميركي ولكن خاتم الخطوبة يُعتبر أساسيا في العلاقة بين الثنائيات منذ لحظة موافقة العروس على طلب العريس بالزواج منها. ففي أميركا لا يُفترض على العريس أن يقدم "الشبكة" لخطيبته إنما خاتما رقيقاً يكون ذو شكل دائري. ويتجه العريس في أغلب الأحيان لاختيار خاتم غالي الثمن يظهر من خلاله مدى حبه للعروس. أما سبب اختياره دائري فهو أن العادات القديمة المتوارثة تفرض هذا الخيار كونه يرمز إلى استمرارية الحياة الزوجية حيث أنه لا يوجد نهاية للشكل الدائري. وكما سبق أن أشرنا فإن تقديم الخاتم للعروس يتم بين الثنائي فقط بعيداً عن الأهل والأصحاب كون اللحظة خاصة بهما.
التحضير لحفلات الزفاف
الاستغناء عن حفلات الخطوبة في أميركا يتم الاستعاضة عنها بحفلات زفاف بازخة يتم التحضير لها على مدى شهور ويُخصص لها عشرات آلاف الدولارات. فالعروس مثلاً تحتاج لأشهر حتى تجد فستان الزفاف الذي تحلم به، وتحتاج قبل فترة طويلة للحجز في الصالات الفخمة والكبيرة وفي الكنائس لترتيب الحفل، والأمر نفسه ينسحب على اختيار النادل وموائد الطعام وموظفي الاستقبال واختيار منسق الأعراس والفرقة الموسيقية التي ستحيي الحفل.
الهدوء في حفلات الزفاف الأميركية
لكن هل تعلمون ما هو أكثر ما يميز حفلات الزفاف في أميركا؟ ربما تتفاجأون بأنه "الهدوء". فهذه العادة تُعتبر من التقاليد الأشهر في الزفاف هناك والتي ما زالت الأجيال تحتفظ بها إذ يسيطر الهدوء على مكان الحفل ويمتنع الضيوف عن الكلام وعن إحداث أي فوضى أثناء الحفل وعقد القران وينظرون فقط إلى العروسين وهم صامتون، وبعد الانتهاء من المراسم الرسمية يقوم العروسان في منتصف الحفل بالمشي بين المدعوين وإلقاء التحية عليهم بينما يقوم الضيوف بنثر الأرز عليهم لتهنئتهم بالمناسبة السعيدة إذ أن هذه العادة تُعد فأل خير عليهما لحياة زوجية سعيدة خالية من الخلافات.
حفلة توديع العزوبية في حفلات الزفاف الأميركية
من المعروف أن "حفلة توديع العزوبية" تلتصق بحفلات الزفاف الغربية خصوصا في الزفاف الأميركي وهو من التقاليد الضرورية لإتمام مراسم الزواج وهي من العادات التي تفصل ما بين العروسين فصل تام ويقضون الليلة بأكملها في الرقص والغناء الشعبي، إذ لا يمكن للعروس حضور حفلة توديع العزوبية الخاصة بعريسها والعكس صحيح، وكلاهما يكتفي بقضاء الليلة مع أصدقائه، استعداداً ليوم الحفل التي يسبقها بيومين أو ثلاثة على الأكثر.
عادات وتقاليد من مراسم الزواج في أمريكا
تلتصق بعض العادات والتقاليد بمراسم الزواج في أميركا وبعضها متوارث من عشرات السنين أبرزها على سبيل المثال مكانة الورود في الحفلات هناك إذ تُعتبر من أهم الطقوس ويتم تزيين القاعة بالكامل بالأزهار وكذلك عادة رمي "بوكيه الورد" التي تختلف هناك عن الطرق الأخرى في العالم إذ يتم رميها من جهة الرجال وليست النساء وهو ما يميز حفلات الزفاف هناك.
وتهتم العروس جداً بالبوكيه الخاصة بها في يوم الزفاف للتعبير عن مدى فرحتها بالمناسبة وحبها ورضاها عن عريسها، ولأن العروسين يخشيان تعرضهما للحسد من قبل الضيوف فإنهما يحرصان على الإمساك بالورود ورميها عليهم، وأخذ البعض منها للمنزل الزوجية اعتقادا منهم بأن الزهور تحميهم من الحسد، أو أي مكروه قد يصيبهما.
كما أنه في أميركا من النادر أن تجد عروساً تتجه لارتداء فستان زفاف بغير اللون الأبيض كون هذا اللون يرمز في الثقافة الأميركية إلى النقاء والصفاء ويعبر عن "الطهارة" وهذا الأمر متوارث منذ القدم ويتمسك بها الشعب الأميركي.
من التقاليد التي ترتبط بحفلات الزفاف الأميركية أيضا وتحمل بعضاً من المرح هو أنه يتوجب على العروس الأمريكية أن تأخذ هدية قيمة من الجدة، ولا سيما قطعة قماش قديمة أو قطعة من الذهب، كما يجب عليها الحصول على هدية من إمرأة متزوجة تنعم بحياة زوجية سعيدة، حيث يؤثر ذلك على حياة العروس بالإيجاب.
ومن العادات أيضا ضرورة إلتزام العروس بإرتداء خاتم أزرق أو ربط شريط أزرق بفستان الزفاف، حتى يحفظها ويصونها من خطورة الحسد، كما إنه دليل على طهارة العروس، ويعد ذلك واحداً من أهم وأشهر عادات وتقاليد الزواج في أمريكا.