هبة طوجي لـ"هي": ألبوم "بعد سنين" يعكس شخصيتي الفنية والتوافق الفني والفكري يربطني بأسامة الرحباني
تألق ونجاح كبير تعيشه النجمة اللبنانية هبة طوجي، بعد طرح ألبومها الجديد "بعد سنين"، والذي ضم 13 أغنية متنوعة انتقلت من خلالهم من حالة الى أخرى، لتطرب الجمهور بألوان وثقافات ورؤى مُختلفة حملها هذا الألبوم، الذي جمع بين موسيقى الشرق والغرب.
وفي حوار خاص لـ"هي" تحدثت هبة طوجي عن تفاصيل وكواليس ألبومها الجديد، والذي استغرق تحضيره 3 سنوات، وتكشف عن أسباب تصدر أغنية "بعد سنين" والتي تؤديها باللهجة المصرية غلاف الألبوم، وأيضًا أسباب تمسكها بطرح ألبوم كاملاً في زمن "السينغل"، ولم يخلو الحديث عن الموسيقار أسامة الرحباني، أول من آمن بموهبتها.
القاهرة - نورهان طلعت
طرحتِ مؤخرًا ألبومك الجديد "بعد سنين" ..فحدثينا عن ردود الفعل التي جاءتك من الجمهور حتى الآن؟
تلقيت ردود أفعال أكثر من رائعة، سواء تلك التي كانت عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو عند مُقابلة الجمهور، وأيضًا من خلال الحفلات التي قُمت بإحيائها مؤخرًا، وقدمت بها أغاني الألبوم الجديد؛ فكل هذه الأمور جعلتني أشعر بمدى تقدير الجمهور للألبوم ومحبتهم له، وحفظهم وتردديهم لها، وبالنهاية الفنان يبذل كل قصارى جهده حتى ينتج عملا مُقتنعا به، وتصبح نتيجته النهائية عملاً مُحترفا وراقيا وعالميا، والأهم من ذلك أن يحبه ويقدره الجمهور؛ فبالنهاية نجاح الفنان واستمراريته هي حب الجمهور له، لذلك أسعدني وتأثرت عندما وجدت ردود الفعل الكبيرة والرائعة منهم على كل أغاني الألبوم.
على مدار13 أغنية ضمها الألبوم قُمت بالمزج بين أنماط موسيقية مُختلفة شرقية وغربية ..فهل قصدت التنوع والتنقل بين هذا العدد من الأغانِ ولماذا؟
بالتأكيد كانت لدي الرغبة في إصدار أغاني تحمل تنوعا بين الأنماط الموسيقية المُختلفة التي أحب أن أقدمها، وإذا جمعنا كافة الأغاني بأكملها، فستعبر عني من ناحية شخصيتي الفنية، وشعرت إنه يجب أن يكون هناك توازن في اختيار الأغاني لأحافظ على التجدد وأيضًا على هويتي الفنية التي تعبر عني، وكان هذا من أساس العمل على الألبوم، فهذا التنوع هو ما يشبهني ويميزني ويعبر عني، ومُنذ بدايتي وحتى الآن أحاول المُحافظة على هذه الهوية، لذلك كان هذا أساس العمل على الألبوم، وهو ما شعر به المُستمع للألبوم.
كما تحدثنا ضم الألبوم عدد كبير من الأغانِ..فحدثينا عن كواليس تحضيره والفترة الزمنية التي استغرقها حتى يخرج للجمهور؟
ألبوم "بعد سنين" تم العمل عليه على مدار ثلاث سنوات، فبدأنا العمل بداية من عام 2020، وصدر حاليًا، فأخذنا وقت في العمل عليه لأنه تطلب العمل بين ثلاث دول، لبنان وفرنسا وأمريكا، لأن به حالات موسيقية واختلاف وتنوع وأنماط مُختلفة بين الأغانِ. والألبوم هو إشراف موسيقي لأسامة الرحباني، ومن إنتاج Universal Arabic Music العالمية، والتي آمنت بهذا المشروع وأحتضنته، وعملنا عليه سويًا حتى يصل بأجمل صورة للجمهور.
ضم الألبوم عددا من الشعراء والملحنين بينهم الموسيقي الكبير أسامة الرحباني وتعاونت مع شعراء وملحنين لأول مرة ..فحدثينا عن هذا الأمر؟
بالفعل هناك عدد كبير من الأغانِ من تأليف وتوزيع أسامة الرحباني، وأيضًا هناك أغانٍ من كتابة غادي الرحباني مثل "صار أحلى كون"، و"بحبك لآخر يوم"، وغيرها، وأيضًا هناك قصيدة للكبير منصور الرحباني وهي "راجع من رماده"، ومُنذ بدايتي وحتى الآن هناك تعاون دائم معهم، وبالفعل هناك تعاون لأول مرة مع عدد من الشعراء والملحنين والموزعين، وليس من الوطن العربي فقط، فكان هناك تعاون مع الغرب أيضًا، وهذا ما أضاف روح عالمية للألبوم، مثل أغنية "لو نبقى سوى" وهي مع النجم العالمي لويس فونسي، وهذا التنوع كان أبرز ما يميزني في ألبوماتي السابقة لكننا سلطنا الضوء بشكل أكبر في هذا الألبوم على هذا المزيج.
اخترتِ أن تكون هناك أغنية باللهجة المصرية في هذا الألبوم وهي "بعد سنين"..فهل كان لديك قرار أن تكون اللهجة المصرية حاضرة بالألبوم أم أعجبتك عند الاستماع لها؟
كانت بالتأكيد لدي رغبة أن تتواجد أغنية باللهجة المصرية في هذا الألبوم، لأنني أشعر أن اللهجة المصرية قريبة على الأذن وعند الاستماع لها، وأيضًا قريبة على القلب، وهي من اللهجات التي أحب أن تتواجد مع جمهوري في الحفلات، وهذه الأغنية ثانِ أغنية أقدمها باللهجة المصرية، فكانت الأغنية الأولى هي "سلم على مصر"، لكن هذه المرة "بعد سنين" هي أغنية عاطفية، وأشكر عليها الشاعر نور الدين محمد، واللحن لنيس، والتوزيع لأسامة الرحباني وجورج قسيس، وتم تصويرها فيديو كليب الاغنية مع المُخرجة ليلى كنعان، وأضاف الكليب أنوثة للأغنية، واستطاع تجسيدها بشكل رائع.
اخترتِ أغنية "بعد سنين" لتحمل اسم الألبوم وتكون الأغنية الرئيسية ..فلماذا وقع الاختيار على هذه الأغنية تحديدًا؟
هناك أكثر من سبب وراء اختيار "بعد سنين" لتحمل اسم الألبوم، فالسبب الأول هو عدم طرحي لألبوم غنائي مُنذ عام 2017 وحتى 2023، فقُمت بطرح أغانِ سينغل و فيديو كليب أو العمل بمسرح غنائي، وقدمت حفلات بلبنان والعالم العربي والعالم، لذلك أحببنا أن يحمل اسم "بعد سنين" أي عودة بعد سنوات لطرح الألبوم، فيصبح اسم على مُسمى. والسبب الثانِ هو إنه لن يخرج بهذه الطريقة إذا لم يتواجد مشوار فني طويل من ألبومات وحفلات ومشاريع فنية طويلة، فهذا الألبوم هو نتاج سنوات من الخبرة والمشاريع الفنية.
أما السبب الثالث هو أن أغنية "بعد سنين" كما تحدثت هي باللهجة المصرية، وهذه الأغنية قريبة من قلبي وعزيزة علي، وفور سماعي لها أحببتها، فموضوعها رائع ولحنها قريب من القلب، والأغنية يتم حفظها بشكل سريع، وفي الوقت نفسه بها رقي، وتشبهني وتشبه رؤيتنا للألبوم، فمعناها رمزي بالنسبة لي، لكل هذه الأسباب، كانت هي الاختيار الأنسب.
في الوقت الذي اتجه فيه النجوم للأغانِ السينغل اتجهتِ للألبوم بعدد كبير من الأغانِ..فلماذا هذا التمسك بفكرة تقديم ألبوم؟
الألبوم بالنسبة لي هو تحفة فنية، وأشعر دائمًا أن الألبوم هو مشروع مُتكامل، ويشكل لدى الفنان الاستمرارية، ومن الجيد أن يصبح للفنان أرشيف فني من الألبومات وليس من السينغل فقط؛ فالألبوم به قيمة فنية كبيرة في حياة الفنان، ولا أحب أن نفقد هذه القيمة، وبالعكس أحب أن نحافظ عليها، وأن أظل على المدى الطويل لدي ألبومات جيدة، وأن نأخذ وقتنا في العمل عليها، والفنان الذي يهتم بالألبوم تكون لديهم رؤية كاملة لمشوار فني طويل، وهذا لا يمنع من الوقت للآخر أن نلجأ للسينغل لكن هذا لا يلغي الألبوم أبدًا.
يكلل هذا الألبوم تعاونك مع أسامة الرحباني..فحدثينا عن نجاحكما الدائم سويًا؟
أسامة الرحباني هو أول من آمن بموهبتي، وأول من دعمني، وبدأنا المشوار سويًا في عام 2007 وما زلنا مُستمرين، فقد عملنا سويًا بألبومات وحفلات ومسرح غنائي، ولدينا رؤية فنية موحدة، وكثيرًا نتشارك بالأحلام والطموح ولدينا توافق كبير في الفكر.
لكن هل أحيانًا تختلفان في الرؤية الفنية حول عمل فني أم هذا لا يحدث نظرًا لتعاونكما المُستمر دائمًا مُنذ سنوات طويلة؟
نختلف بالتأكيد في الآراء، وهذا الاختلاف في الرأي يغني ويضيف للعمل، وكل شخص منا يعطي أكثر ما لديه من أجل العمل، ويسعى أن تكون نتيجته إيجابية، وهذا التعاون الثنائي بيننا مُستمر لأنه ناجح، وبيننا اتفاق كبير وهذا الدويتو أحبه الجمهور، وسعدنا كثيرًا مؤخرًا بردود فعل الجمهور على الألبوم، واستمراريتنا هي أكبر برهان للنجاح لأكثر من 16 عام هي عُمر مشواري الفني.
ما هي خطواتك خلال الفترة المُقبلة بعد سلسلة من الحفلات الناجحة خلال الفترة الماضية؟
لدي حفل بمصر، وتحديدًا بدار الأوبرا المصرية في 16 يونيو الحالي، تحت قيادة المايسترو أحمد عويضة، وبمصاحبة سيني سيمفوني أوركسترا، والإشراف لأسامة الرحباني، والذي أيضًا سيتواجد عزفًا على البيانو بالحفل، وأشعر بسعادة وحماس كبير، نظرًا لغنائي للمرة الأولى على خشبة مسرح دار الأوبرا، ولأنني سأعود لمصر بعد غياب ثلاث سنوات، وأيضًا لدي حفل بالبتراء في الأردن في 21 يوليو المُقبل.
الصور من حساب هبة طوجي بانستجرام.