من هو أول زوج لأميرة يرفض الحصول على لقب ملكي وفضل أن يظل من عامة الشعب؟
عادة ما تحصل زوجات الملوك والأمراء على ألقاب ملكية تصاحبهم منذ لحظة الزواج، وحتى نهاية حياتهم، ولكن ماذا عن أزواج الملكات والأميرات؟ وفقا للقواعد والتقاليد الملكية المتعارف عليها فإن زوج الملكة الحاكمة يحصل على لقب الأمير الزوج Prince consort، وإن كان غالبا ما يعرف بلقب الأمير فقط، مثل الأمير فيليب Prince Philip زوج الملكة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II ملكة بريطانيا الراحلة، الأمير هنريك Henrik, Prince Consort of Denmark، زوج الملكة مارغريت الثانية ملكة الدنمارك Margrethe II of Denmark، الأمير كلاوس Prince Claus of the Netherlands، زوج ملكة هولندا السابقة بياتريكس Beatrix of the Netherlands.
لقب الأمير يمنح أيضا لأزواج الأميرات اللاتي يشغلن منصب ولي العهد، أو الملكات المستقبليات لبلادهن، وغالبا ما يكون مصحوب أيضا بلقب نبيل إضافي، (غالبا ما يكون لقب دوق)، مثال على ذلك دانيال ويستلينج Daniel Westling، زوج الأميرة فيكتوريا ولية عهد السويد Victoria, Crown Princess of Sweden، والذي أصبح يعرف بعد زواجهما، بالأمير دانيال دوق فاستيرجوتلاند Prince Daniel, Duke of Västergötland.
أما أزواج الأميرات، فغالبا ما يعرض الملك عليهم الحصول على لقب نبيل إذا ما كانوا من عامة الشعب، وقد يقبل أزواج الأميرات الحصول على هذه المنحة الملكية، أو يرفضونها، على غرار مارك فيليبس Mark Phillips الزوج السابق للأميرة آن Princess Anne والذي رفض عرض الملكة إليزابيث الثانية بمنحه لقب إيرل بعد زواجه من الأميرة آن في عام 1973، وبالمثل فلقد رفض رجل الأعمال البريطاني الأمريكي كريستوفر أونيل Christopher O'Neill، الحصول على لقب ملكي أو نبيل بعد زواجه من الأميرة مادلين Princess Madeleine في عام 2013 (وقيل أن أحد أسباب رفضه لذلك أنه كان عليه يتخلى عن جنسيته البريطانية والأمريكية، واسم عائلته، ويستبدله باسم عائلة زوجته، برنادوت Bernadotte، في مقابل الحصول على لقب ملكي).
أول أزواج الأميرات الذين رفضوا الحصول على ألقاب نبيلة
في حين أنه أصبح من الشائع هذه الأيام أن يقوم أزواج الأميرات برفض الحصول على ألقاب ملكية أو نبيلة إلا أن ذلك لم يكن شائع في العقود الماضية، ويقال إن من أوائل من قاموا بذلك، رجل الأعمال البريطاني أنجوس أوجيلفي Angus Ogilvy والذي رفض عرض الملكة إليزابيث الثانية بمنحه لقب إيرل، بعد زواجه من ابنة عمها، الأميرة ألكسندرا من كنت Princess Alexandra of Kent.
قصة حب وزواج الأميرة ألكسندرا وأنجوس أوجيلفي
قابلت الأميرة ألكسندرا زوجها أنجوس أوجيلفي في حفل فندق Luton Hoo، في عام 1955، وبعدها بسبع سنوات، أعلن قصر باكنغهام رسميا عن خطبتهما، وعلى الرغم من كونه الابن الثاني لإيرل وكونتيسة إيرلي Earl and Countess of Airlie، إلا أن أنجوس أوجيلفي، اعتبر وقتها أنه من عامة الشعب، وليس نبيلا بما يكفي للزواج من أميرة بريطانية، وكان ذلك أحد الأسباب التي جعلت الملكة إليزابيث الثانية تعرض عليه الحصول على لقب إيرل بعد زواجه من ابنة عمها، ولكن أنجوس أوجيلفي رفض العرض لأنه كان فخورا بحقيقة أنه أقرب إلى عامة الشعب منه إلى طبقة النبلاء، وأعلن صراحة رغبته في أن يستمر كذلك، وبالفعل تزوج من الأميرة ألكسندرا في إبريل 1963، في احتفال زفاف ملكي كان حديث بريطانيا وقتها.
أنجوس أوجيلفي يرفض الإقامة في منزل ملكي
أنجوس أوجيلفي رفض أيضا الإقامة في منزل ملكي بصحبة زوجته الأميرة ألكسندرا، دون مقابل، وإنما اختار الحصول على قرض عقاري لشراء منزل تاتشيد الملكي Thatched House Lodge والذي يقع في ريتشموند بارك Richmond Park، بسعر 150 ألف جنيه إسترليني وهو مبلغ مالي ضخم في الستينيات.
لهذا السبب شعر أنجوس أوجيلفي بالندم على رفضه عرض الملكة منحه لقب إيرل
وفقا للتقارير المنشورة فإن أنجوس أوجيلفي شعر بالندم بعد زواجه من الأمير ألكسندرا بسنوات، على رفضه عرض الملكة منحه لقب إيرل، ليس لأنه غير وجهة نظره حيال فخره بانتمائه لطبقة عامة الشعب، ولشعوره بأنه أضاع فرصة الحصول على لقب نبيل، ولكن لأنه شعر أنه بقيامه ذلك قد "سن سنة سيئة"، كما شعر أيضا أنه بتصرفه ذلك قد جعل أزواج الأميرات الأخريات لا يشعرون بالارتياح، أو يشعرون بالحرج من فكرة قبول لقب نبيل عند الزواج من الأميرة، خاصة وأن مارك فيليبس، رفض بعدها بعشر سنوات، عرض الملكة إليزابيث الثانية بالحصول على لقب إيرل بعد زواجه من الأميرة آن.
إليزابيث الثانية تمنح أنجوس أوجيلفي الوسام الملكي الفيكتوري
في حين أن أنجوس أوجيلفي لم يحصل على لقب إيرل، إلا أن الملكة الراحلة إليزابيث الثانية منحت أنجوس أوجيلفي وسام الفروسية في عام 1988، بعد 25 عام من زواجه من الأميرة ألكسندرا، تقديرا لدعمه للأمير ألكسندرا في أداء مهام عملها الرسمي، وأصبح أنجوس أوجيلفي يعرف منذ ذلك الحين بلقب سير أنجوس أوجيلفي.
ظل سير أنجوس أوجيلفي مقيما في منزل تاتشيد الملكي بصحبة زوجته الأميرة ألكسندرا، حتى وفاته بسرطان الحلق في عام 2004 عن عمر يناهز 76 عام، وصف سير أنجوس أوجيلفي بأنه دعم زوجته الأميرة الكسندرا بإخلاص في مهامها الرسمية لأكثر من 40 عام، ووصفته صحيفة الغارديان بأنه يتمتع "بسحر شخصي عظيم، ولطف لا ينضب، وفضول، وسمعة طيبة في التعامل". الملكة إليزابيث الثانية وزوجها الأمير فيليب دوق إدنبرة كانا من بين المعزين في جنازة سير أنجوس أوجيلفي في عام 2004.