خاص "هي": شغف وتميّز وإبداع.. دانا حوراني
دانا حوراني نجمة متعددة المواهب صادقة وذات هوية خاصّة ومبتكرة
أود أن يراني الناس كما أنا على طبيعتي من دون أي رتوش
لا يوجد في هذه الحياة ما هو أفضل من الشعور بأن الآخرين قادرون على فهمك
ممارسة الرياضية جزء كبير ومهم من نمط حياتي
رسالتي للجيل الجديد أن يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بحكمة لمساعدته في تحقيق ما يطمح إليه، من دون أن تستهلكه بشكل سلبي فهي مجرد أداة وليست واقعا حقيقيا نعيش فيه
أنا محظوظة بالرجل الموجود في قلبي وعقلي، وهو يساعدني في حفاظي على تواضعي وعدم إغفال هويتي وحقيقتي
جمال المرأة في طبيعتها المتباينة وقدرتها على أن تحب بعمق وأن تحافظ في الوقت نفسه على احترامها لذاتها
نجمة مجلة "هي" لعدد يوليو - أغسطس فنانـة الـ"بـوب" اللبنانية النجمة المتعددة المواهب دانا حوراني التي أسرتنا بشفافيتها ومحبتها وتواضعها وعفويتها في جلسة التصوير. وقالت لنا وهي تبتسم:" "أود أن يروننـي كما أنا على طبيعتي من دون أي رتوش، فنانة صادقة وذات هوية خاصة ومبتكرة، ويمكنهم التواصل معي ومن خلال موسيقاي".
انطلقت رحلة دانا مع الموسيقى في عام 2021 بإصدار ألبومها الأول. لكنها بدأت كمبتكرة أزياء، وبنت قاعدة من المتابعين في هذا المجال. وفي أحد الأيام قررت أن تنشر مقطع فيديو قصيرا لها وهي تغني على إنستغرام. وكانت ردود الفعل تجاهه إيجابية ومشجعة، وعندها أعطاها مديرها الدافع لتنطلق في الغناء كمهنة احترافية، فبدأت بالتواصل مع الأشخاص المناسبين في هذا المجال.
هل تتذكرين أول ظهور لك؟ ومتى؟
أتذكر جيدا إصدار أول أغنية لي في عام 2019، وكم شعرت حينها بالتوتر لأنها كانت المرة الأولى التي يسمعني فيها جمهوري وأنا أغني أغنية خاصّة بي باللغة العربية. وبدا الأمر وكأنه مخاطرة كبيرة، لأنه في ذلك الوقت لم يكن هناك الكثير من الفنانين العرب الجدد الصاعدين الذين يغنون بطريقة غير تقليدية. ولحسن الحظ، بدأ هذا المجال بالانتعاش، وبتنا نرى التغير الحاصل على الساحة الموسيقية العربية.
وماذا عن أول حفلة؟ وكيف كانت؟
لن أنسى أبدا أول حفل لي في بيروت بعد إطلاق ألبومي. كانت المرة الأولى التي أشعر فيها بثقة كبيرة حيال قراراتي وخياراتي بسبب الطاقة الإيجابية التي منحني إياها الجمهور. وفوجئت كثيرا بالجمهور وهم يغنون معي، وبأنهم يحفظون كلمات أغنياتي. إنّها بلا شك واحدة من أفضل التجارب التي مررت بها في حياتي!
من كان داعمك الأول؟
أنا ممتنة جدا لكريستيان دكاش والمدير الموسيقي لألبومي الأول أنتوني خوري وسليمان دميان.
ما شعورك لكونك من أوائل من غنى هذا النوع من الأغاني؟
سعيدة جدا، وأشعر بالفخر لكوني جزءا من حركة تغير المشهد الموسيقي العربي الذي عهدناه. وأظنّ أنه كانت هناك حاجة إلى التغيير والتطور، ولا سيما أن لدينا جيلا شابا يتوق إلى أسلوب موسيقي جديد. ولكن لا بد أن أسلط الضوء هنا على أهمية احترام تقاليدنا الموسيقية، وضرورة الحفاظ على جوهرها على الرغم من التغيير.
ما أجمل وأفضل أغنية تعتقدين أنك قدمتها حتى الآن؟ وما الأغنية الحلم بالنسبة لك؟
"إنتِ أنا" أفضل أغنياتي، فهي موجّهة لجميع النساء، كما تعكس تأثير النساء وحضورهنّ في حياتي. وحملت الأغنية معنى مزدوجا في تصويرها لمدينة بيروت على أنها محاربة تجسّد قوتنا ومرونتنا.
ومن المهم بالنسبة لي أن تتضمن أغنياتي كلّها رسائل تساعد على تمكين الآخرين، فأغنية "إن شاء الله خير" مثلا، تطرح فكرة أن التمكين يمكن أحيانا أن يأتي من الاستسلام للذات، والاستغناء عن بعض الأمور انطلاقا من الثقة في حدسنا الخاصّ.
ماذا تقولين للواتي يرغبن في دخول عالم الغناء؟
أقول لهن: لا تترددن في البدء فورا، إذ إنّه الوقت الأنسب بسبب التركيز الكبير على الساحة الموسيقية في منطقتنا اليوم. كما أود أن أنصحهنّ بالبدء بطرح موسيقاهنّ من دون الإفراط في التفكير والتحليل، وعدم القلق بشأن النتيجة. والأهم في ذلك، أن ينتظمن في تقديم الأعمال، ويصممن على اختياراتهن.
من أين تستوحين أغنياتك؟ وما الذي يميزها؟
بالنسبة لي، تتعدّد مصادر الإلهام؛ ففي كثير من الأحيان، أستقي إلهامي من المحادثات التي أجريها مع الناس ومن اكتشاف وجهات نظرهم المختلفة. كما أستلهم أعمالي من خلال الاستماع لموسيقى فنانين آخرين أو من خلال السفر وسبر أغوار التاريخ. ولكن، أكثر ما يلهمني فعلا هو أحاسيسي وحالتي العاطفية التي أوظّفها في نهاية المطاف في أعمالي الصوتية والمرئية. وأعتقد أن ما يجعل موسيقاي مميزة هو أنها تحاكي واقع الناس. فمن المهم بالنسبة لي أن أعكس ما أشعر به، ولكن الأهم أن يكون ما أعكسه عاطفيا، ويحاكي أحاسيس الآخرين. إذ لا يوجد في هذه الحياة ما هو أفضل من الشعور بأن الآخرين قادرون على فهمك؛ وهذا ما أتمنى فعلا أن يصل للناس عند استماعهم لأغنياتي.
ما طموحك؟ وهل تسعين إلى الوصول للعالمية؟
هدفي الاستمرار في ابتكار الموسيقى وأن أكون في تناغم دائم مع ما أحب؛ وإذا مكنّني ذلك من الوصول للعالمية، فسيكون أمرا رائعا. فعالمنا اليوم متصل بشكل لا يوصف مع بعضه البعض، ونسبة وصول المواهب للعالمية بات أسهل بكثير من قبل.
ما الكلمات والألحان التي تلهمك وتستمدّين منها القوة؟
تلهمني كلمات وألحان أغنيتي "إنتِ أنا"، وتمدّني بالقوة، وخاصّة أن كلماتها تدور بالمعنى الحرفي حول التمكين والقوّة.
ما أكثر تجربة أداء أثرت فيك؟ ولماذا؟
أول حفل لي في بيروت هو أكثر أداء أثّر فيّ، لأنني لم أتوقع أن أجد مثل هذا الجمهور الكبير والمحب الذي تجمّع لمشاهدتي ودعمي. كما أبهرتني الطريقة التي غنى بها الناس أغنياتي، وهو ما أكد لي أن دخولي في هذا المجال كان مقدّرا لي. ولقد أعطاني هذا الحفل الدافع للاستمرار في هذه الرحلة على الرغم من أي عوائق أو صعوبات.
ما الرسالة التي تودين توجيهها للجيل الجديد في العالم العربي وللفتيات، خصوصا من خلال الغناء والموسيقى؟
إذا أردت توجيه رسالة للجيل الجديد، فهي أن يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بحكمة، لمساعدته في تحقيق ما يطمح إليه، من دون أن تستهلكه بشكل سلبي. ففي النهاية، هذه المواقع هي مجرّد أداة، وليست واقعا حقيقيا نعيش فيه. وينطبق الأمر نفسه على الموسيقيين، إذ لا يجب أن يعتمدوا على وسائل التواصل الاجتماعي في تحديد نسبة نجاح موسيقاهم. فالمعيار الفعلي للنجاح هو عدد مرات التحميل، وليس كمية الإعجاب التي تحصدها صورة ما.
أين ترين جمال المرأة؟
أعتقد أن الجمال الحقيقي للمرأة يكمن في طبيعتها المتباينة: اللطف والقوة، الشغف الذي تظهره وتحلم به وثباتها في معتقداتها، ولاسيما قدرتها على أن تحب بعمق وأن تحافظ في الوقت نفسه على احترامها لذاتها.
أين الرجل في حياتك؟
الرجل في حياتي ليس موجودا في قلبي فقط، بل في عقلي أيضا. إنه يساعدني في حفاظي على تواضعي وعدم إغفال هويتي وحقيقتي. وأنا أشعر بأنني محظوظة جدا بوجود شخص كهذا في حياتي، قادر على أن يتحمل مسؤوليات عدّة، وأن يكون الحجر الأساسي الذي يساندني طوال رحلتي.
ما الذي يسعدك؟ وما أحلامك؟
أكثر ما يشعرني بالسعادة هو التواجد في المنزل مع العائلة، والسعي وراء أحلامي، وقضاء الوقت مع أصدقائي المقربين. كما أحلم بأن أحظى بسلام داخلي أثناء سعيي لتحقيق كل ما أخطط له.
ماذا تعني لك الرياضة وما اهميتها في حياتك؟ وأي نوع تمارسين وعلى أي نوع من الرياضة تتفرجين وتتابعين؟ وهل لك اي نجوم مفضلين؟
ممارسة الرياضية جزء كبير ومهم من نمط حياتي، فمن المهم بالنسبة لي أن أشعر دائمًا باللياقة والقوة الجسدية وأن أكون قادرة على التكيف مع أي مهمة تواجهني في عملي. أمارس الكثير من التمارين التي تعطيني الطاقة الايجابية وتزيد من لياقتي وتمنحني السعادة، والقوة البدنية التي تساعدني على قضاء 20 ساعة في التصوير. لا أتابع الرياضة على التلفزيون، ولكن عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأجد الأختين مارديني مصدر إلهام كبير.
أخيرا.. ما المصــــاعب التـــــي واجـهتــــــــها في مشـــــوارك عمليا واجتـــــماعيا؟ وما مدى الـــــــدعم الأسري لمســـــــيرتك؟ وأين ترين المحطـــات الرئيــــــســـــة في حيـــــاتك على المستـــــوى الشخصي، والعلمي، والعملي؟
أحد التحديات التي واجهتني أنا وفريقي، هي محاولة اكتشاف كيفية سير الأمور بمفردنا. وكوني فنانة مستقلة يعني أنه يتعين علينا تحمل المسؤولية الكاملة لجميع الجوانب المتعلّقة بإصدار أي عمل، من العلاقات العامة والتسويق إلى استراتيجية التطوير والتواصل. فعادة، يعمل مع الفنانين الذين يوقعون عقودا مع شركات إنتاج خبراء مختصون في كل مجال من هذه المجالات. ولكن لكوني فنانة مستقلة، كنت أحاول، رويدا رويدا، اكتشاف تفاصيل الأمور مع فريقي، والتعلّم من أخطائنا مع التجربة. أمّا التحدي الآخر، فهو أنه في الوقت الحاضر، يمكن أن تعتمد مهنتك الموسيقية، في بعض الأحيان، على موهبتك كصانع محتوى. وفيما يخصّ المحطّات الرئيسة في حياتي، أرى أن أهم ما حققته في مسيرتي هو أنني ما زلت هنا على الرغم من كل التحديات؛ وهذه هي مجرّد بداية، خاصّة أنني اكتسبت جمهورا من حبي للموسيقى فقط.