الفائزة بجائزة L’Oréal-UNESCO البروفيسور "سوزانا نونيس" لـ"هي": المملكة العربية السعودية تعمل بخطوات جدية للانتقال إلى عالم أكثر استدامة
بتصفيقات حارة لمدة ساعتين، حكايات تشهد لها التاريخ، سيدات أدمغة في مجالاتهن من أرجاء العالم كافة، قصص مؤثرة دمعت لها العيون، هكذا كانت أجواء حفل تكريم المرأة في العلم مع "لوريال – أونيسكو" L’Oréal-UNESCO.
خمسة وعشرون عاما من تمكين المرأة في العلوم، خمسة وعشرون عاما من الكفاح من أجل المساواة بين الجنسين. هذا العام ومن باريس، احتفلت "لوريال – أونيسكو" L’Oréal-UNESCO بعطاءات مبدعات وعالمات وبإنجازات دخلت التاريخ مع سيدات فريدات.
هذا العام، الفائزة الممثلة للشرق الأوسط هي متخصصة في العلوم والهندسة الكيميائية والبيئية، وتستخدم العلم لجذب المزيد من النساء السعوديات للدراسة والعمل في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. على الرغم من أنها ليست سعودية، قطنت وعملت في المملكة العربية السعودية لأكثر من 13 عاما، ومثلت المنطقة في الحفل لعطاءاتها.
بروفيسور العلوم والهندسة الكيميائية والبيئية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا (كاوست)، الأستاذة "سوزانا نونيس" Suzana Nunes شاركت "هي" خبرتها في السعودية وفخرها بالفوز.
صفي لنا الشعور بالفوز بجائزة تكرّم إنجازاتك؟
أنا فخورة جدا، طبعا لأنني المرأة في المملكة العربية السعودية وفي الدول العربية وإفريقيا، المميز هو أن التغييرات التي تشهدها المملكة اليوم والدعم الكبير للعلوم ومواهب المرأة وعطاءاتي التي قدمتها في هذا البلد خصيصا تُكرم على صعيد عالمي.
كيف تظنين أن هذا البرنامج مع "لوريال – أونيسكو" L’Oréal-UNESCO يمكن أن يدعم المرأة في العلوم؟
هذا البرنامج متواصل منذ 25 عاما يعمل بتجدد، ويرصد المواهب العالمية، وهو ما يضيء على قضية دعم المرأة، ويوصل صوتها إلى العالم بأسره، ويشجع المواهب، ويدفعها إلى النجاح. ومع السنين نرى أن نسبة السيدات تزداد في قطاع العلوم.
كيف تصفين وضع المرأة اليوم في هذا القطاع الذكوري في منطقتنا؟
أعتقد أن نسبة انضمام المرأة إلى قطاع العلوم في العالم بأسره ضئيلة مقابل الرجال. في منطقتنا هناك تقدّم ملحوظ. المهم أن تحظى هذه السيدات بفرصهن لكي يتشجعن أكثر. هذه الفرص تزداد بالتأكيد، وأنا أعيش هذا التغيير الذي يعتبر اليوم من الخطوات الأساسية للتقدم. نسبة مساهمة المرأة اليوم هي39 في المئة فقط في قطاعي العلوم والهندسة. ونأمل في أن تزداد مع الوقت.
أخبرينا عن شغفك للعلوم. وكيف تجرأتِ على الدخول إلى هذا العالم الذكوري؟
عندما كنت في السابعة من عمري أحضرت عدّة صغيرة للكيمياء. وأبهرتني بالفعل، وأيقظت في داخلي الاهتمام بهذا العالم. وكانت لفتتي الأولى للعلوم. فيما بعد بدأت ظاهرة الوصول إلى القمر وعالم الفضاء، وهو ما دفعني أكثر إلى حب الاستكشاف. أما في الثانوية فاخترت أن أركّز على الكيمياء والفيزياء، وهو ما أوصلني إلى دراساتي العليا وإلى الدكتوراه في هذا المجال.
أنت مشاركة عبر إنجازاتك في إطار الاستدامة. برأيك كيف يمكننا اليوم كأفراد في المساهمة بالحد من التغيّر المناخي؟
أعتقد أن هذه المسألة يجب أن تكون أكثر جدية، وتحظى بدعم عالمي، ويجب الاستثمار في هذه القضية. على كل العلوم أن تسهم في هذا المجال. في حالتي عملت على تطوير مواد تسعى إلى تقليص استهلاك ثاني أوكسيد الكربون في المصانع. هذه الطريقة التي استطعت من خلالها المساهمة.
من منظور عالمي أرى أن الدول الأوروبية تسعى جاهدة للتقدم عبر فرض أنظمة ومعايير محددة. وفي المملكة العربية السعودية اليوم هناك خطوات جدية للانتقال إلى عالم أكثر استدامة منذ سنوات كثيرة.