تنورة التنس بطياتها المُحددة وطولها القصير جمعت ما بين الموضة والرياضة
عند الحديث عن الموضة والأزياء والرياضة نجد العديد من الروابط التي تتخذ أشكالا عدة. من الرياضيين المؤثرين الذين تقاطع تأثيرهم لعالم الموضة والأزياء وأصبح أسلوبهم الشخصي والرياضي مُحرك إلهام يتم توظيفه لتصميم مجموعات اشتراكية أو تنسيق إطلالات عدة الى العلامات التجارية الرياضية الضخمة التي بحد ذاتها قادرة على صُنع موضة رائجة تجمع مابين المجالين.
هنالك قطعة ملبسية بتاريخ رياضي عريق تسللت الى منصات عروض الأزياء واكتسحت مشهد الموضة برواجها وتصميمها البسيط الكلاسيكي؛ تنورة التنس.
مع ولوج موسم الصيف وعودته تأتي هذه القطعة الثابتة في الموسم التي عادة ما تواكب الرياضات التي تقام وتمارس في الهواء الطلق. تزامناً مع بطولة ويمبلدون وبطولة الولايات المتحدة المفتوحة، البطولات الأكثر تأثيراً التي تقام في أشهر الصيف، ولا مفر من ملاحظة أن أسلوب التنس المنظم والديناميكي قد أثر على الموضة الصيفيه. تنورة قصيرة بطيات وزوج من الحذاء الرياضي وقبعة، هي الملحقات المثالية لمباراة جديدة واحترافية.
تزامناً مع بطولة ويمبلدون التي انتهت حديثاً في شهر يوليو من هذا العام، نستكشف معاً القطعة الملبسية المحورية التي لاقت شهرة خيالية على أرض الملعب الرياضي لكرة المضرب.
ولكن حتى خارج الملعب، تتسلل تنورة التنس القصيرة إلى خزائن الملابس وتصبح واحدة من اتجاهات اللحظة، لدرجة أنه بفضل اتجاه المال القديم”old money” الذي اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وانستقرام فإنها ألهمت العديد من مجموعات الموضة من أشهر دور الأزياء والعلامات التجارية ومن ثم انتشرت في محلات ومجموعات أزياء الموضة السريعة.
بتصميمها الذي يمتاز بالطيات، التي تم التركيز عليها لضمان حركة أكثر سلاسة بفضل مساحة أكبر في منطقة الوركين، تحتضن الجسم أثناء اللعبة وتضمن الراحة للساقين حتى عند الجلوس، لكن هذا التصميم ذو التركيز الديناميكي لم يكن التصميم أو الزي الأولي لهذه الرياضة، عند النظر الى التاريخ بدأ كل شيء في إنجلترا الفيكتورية، حوالي ستينيات القرن التاسع عشر، عندما أصبحت التنس رياضة ممتعة للطبقة الأرستقراطية.
عَكَس الزي الرياضي في تلك الفترة موضة ذلك الوقت: حيث يجب أن تكون التنانير الطويلة الثقيلة التي ارتدت جنبا إلى جنب مع الأكمام الطويلة والبلوزات ذات الياقات العالية البيضاء، وهو اللون الذي يكرم ثراء اللاعبين الارستقراطيين ووضعهم الاجتماعي.
حدث التحول المحوري في عشرينيات القرن العشرين عندما ارتدت أليس ماربل لأول مرة السراويل القصيرة في ملعب التنس وسوزان لينغلين سارت في الملعب بتنورة بطول الركبة القصير مع وشاح حريري مطابق لرأسها، صممه المصمم الفرنسي جان باتو.
في عام 1933، جاء لاكوست وتمساحه الشهير إلى الحياة وبدأ تَسيده في صناعة ملابس التنس بأقمشة قطنية عالية الجودة وقميص "بولو".
اتخذت الموضة والراحة مكاناً لهما في الملعب وبدأوا في لعب لعبة ستتطور عاما بعد عام باتباع مبادئ الأداء وحرية الحركة.
استمرت التنانير في تقصير الطول وفي عام 1949 حدثت الإطلالة الأكثر جرأة في التنس: ارتدت غوسي موران شورت من الدانتيل تحت تنورتها الصغيرة للتنس، فسارع جميع مصوري ويمبلدون إلى الأرض لالتقاط هذه اللحظة.
عند الحديث عن لعبة التنس وكونها رابط حيوي مابين الموضة والرياضة نجد الأختان وليامز "سيرينا" و"ڤينوس" في منتصف نقطة التأثير حيث بحس كل واحدة منهم للأزياء المتفرد، أثرت على زي التنس الى الأبد.
سيرينا ويليامز، على مدار حياتها المهنية، غالبا ما عكست ملابس التنس الرياضية أسلوبها الشخصي، بما في ذلك العديد من الألوان والأنماط الزاهية والصور الظلية غير المتوقعة. فهذه البطلة أتت إلى الملعب وغيرت لعبة الموضة من بدلات القطط والفساتين الملونة إلى المجوهرات المميزة والأحذية الرياضية المنسقة، في جرأتها دفع لحدود ما هو مقبول في عالم التنس وغالباً ما أثارت الجدل في اختياراتها.
من ميو ميو ومجموعتها الشهيرة جدا إلى بوتيغا فينيتا، وديور إلى لاكوست، تنورة التنس ذات التصميم الكلاسيكي منذ الستينيات الميلادية وتستمر بشعبيتها حتى الآن.