تعرفي على تاج ياقوت لوتشتنبرغ المرصع بالياقوت الأزرق والذي ربط بين ملكة معاصرة وإمبراطورية بائدة
لأن حجر الميلاد لشهر سبتمبر هو الياقوت الأزرق، فسيكون من الملائم أن نتحدث عن واحد من أشهر التيجان الملكية المرصعة بالياقوت الأزرق، خاصة وأنه تاج ملكي يتوقع أن نشاهده في احتفال ملكي أوروبي مرتقب، سيقام في وقت لاحق من سبتمبر من هذا العام، التاج الذي نتحدث عنه هو تاج الياقوت الأزرق الملكي السويدي والمعروف أيضا باسم تاج ياقوت لوتشتنبرغ Leuchtenberg sapphires.
تاج ياقوت لوتشتنبرغ هو تاج مفضل لدى الملكة سيلفيا Silvia of Sweden، الملكة القرنية للملك كارل السادس عشر غوستاف King Carl XVI Gustaf، ملك السويد، والذي سيحتفل رسميا باليوبيل الذهبي (والموافق للذكرى السنوية الخمسين) لإعلانه ملكا للسويد في يوم 15 سبتمبر 2023، ولذلك من غير المستبعد أن تظهر الملكة سيلفيا بتاج الياقوت الأزرق الملكي السويدي لأنه واحد من أكثر التيجان الملكية المفضلة لديها، ولكنه ليس تاج ملكي مفضل لملكة السويد فحسب وإنما يحمل أيضا تاريخ مثير للاهتمام، وهو أيضا تاج ملكي من أصول ألمانية، مثله في ذلك مثل الملكة سيلفيا ذات الأصول الألمانية.
بداية قصة تاج ياقوت لوتشتنبرغ.... من فرنسا؟
بدأت قصة تاج ياقوت لوتشتنبرغ بعد أن قدم كهدية زفاف لعروس ملكية، والعروس المعنية كانت أوغستا من بافاريا Auguste of Bavaria (لاحقا أوغستا دوقة ليوتشتنبورغ) وهي الابنة الكبرى للملك ماكسيميليان الأول جوزيف ملك بافاريا King Maximilian I Joseph of Bavaria، من زوجته الأميرة أوغستا فيلهلمين من هسن-دارمشتات Princess Augusta Wilhelmine of Hesse-Darmstadt، وحصلت أوغستا من بافاريا على تاج ياقوت لوتشتنبرغ كهدية زفاف، احتفالا بزفافها على يوجين روز دو بوارنيه Eugene de Beauharnais وهو الابن الأول والوحيد لجوزفين تاشر دو لا باجيري Joséphine Tascher de la Pagerie (إمبراطورة فرنسا لاحقا) من زوجها الأول ألكسندر، فيكومت دو بوارنيه Viscount Alexandre de Beauharnais، أما هوية من مقدم تاج ياقوت لوتشتنبرغ كهدية زفاف لأوغستا من بافريا، فيعتقد أنه كان الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت Napoleon I, Emperor of the French.
أوغستا من بافاريا وزوجها يوجين روز دو بوارنيه (والذي أصبح أمير فرنسي بعد أن قام زوج والدته بتبنيه رسميا)، حصلا على هدية قيمة أخرى ولكن بعد سنوات من زواجهما، وهذه المرة من والدها الملك ماكسيميليان الأول جوزيف ملك بافاريا حيث قام بمنح زوجها يوجين لقب دوق ليوتشتنبرغ ومنذ ذلك الحين أصبح يوجين وزوجته أوغستا يعرفان بلقب دوق ودوقة دوق ليوتشتنبرغ وأصبح التاج الثمين المرصع بالياقوت الأزرق والذي حصلت عليه كهدية زفاف، من زوج والدة زوجها، يعرف باسم تاج ياقوت دوق ليوتشتنبرغ نسبة إلى دوقية دوق ليوتشتنبرغ، تاج ياقوت لوتشتنبرغ أصبح منذ ذلك الحين يعتبر ضمن مجموعة المجوهرات الملكية لمملكة بافاريا (في ألمانيا حاليا)، خاصة بعد أن أصبح يوجين فرد من العائلة المالكة البافارية بعد زواجه من أوغستا، بل وحصل على أيضا من والد زوجته على لقب صاحب السمو الملكي.
كيف وصل تاج ياقوت لوتشتنبرغ إلى السويد؟
تاج ياقوت لوتشتنبرغ ظل جزء من مجموعة المجوهرات الخاصة لأوغستا من بافاريا، حتى قررت أوغستا، تقديم التاج كهدية زفاف لابنتها جوزفين من لوتشتنبرغ Josephine of Leuchtenberg (والتي سميت بهذا الاسم تيمنا باسم والدة زوجها، جوزفين تاشر دو لا باجيري)، احتفالا بزفافها على أمير سويدي أصبح لاحقا ملكا للسويد وهو الملك أوسكار الأول King Oscar I of Sweden، ومنذ ذلك الحين أصبح التاج يتوارث جيل بعد جيل بين أبناء العائلة المالكة السويدية، حتى قررت الملكة فيكتوريا Queen Victoria of Sweden قرينة الملك غوستاف الخامس King Gustaf V، أن تجعل التاج جزء من مجموعة المجوهرات الملكية السويدية الرسمية، ومنذ ذلك الحين لم يغادر ياقوت لوتشتنبرغ الذي كان في الماضي جزء من مجوهرات ملكية ألمانية، خزانة المجوهرات الملكية السويدية الرسمية، إلا ليستخدم في المناسبات من قبل ملكة السويد.
تاج ياقوت لوتشتنبرغ الألماني الأصل وملكة السويد القرينة ذات الأصول الألمانية
بعد أن أصبح تاج ياقوت لوتشتنبرغ جزء من مجموعة المجوهرات الملكية السويدية الرسمية، ولا ترتديه سوى ملكة السويد، أصبح استخدام التاج، يقتصر على الملكة سيلفيا، ملكة السويد القرينة ذات الأصول الألمانية، والتي أصبحت ملكة بعد زواجها من الملك كارل السادس عشر غوستاف ملك السويد، في عام 1976.
حسبما ورد فإن الملكة سيلفيا وقعت في حب تاج ياقوت لوتشتنبرغ وأصبح مفضل لديها، ليس فقط لأنه يحمل تاريخ عريق من وطنها الأم، ولكن بفضل أيضا روعة وجمال تصميم التاج والذي يزينه زخارف نباتية مذهلة ومرصعة بأحجار الماس، تعلوها إحدى عشرة قطعة من الياقوت الأزرق الفاخر كبير الحجم، كل منها محاط بالمزيد من أحجار الماس الصغيرة.
تاج ياقوت لوتشتنبرغ لا يأتي بمفرده وإنما يصاحبه أيضا مجموعة مجوهرات مذهلة مرصعة بالياقوت الأزرق الفاخر، تتضمن قلادة مرصعة بعدد 14 حجر من الياقوت الأزرق الضخم، وزوجًا من الأقراط وبروش مطابق، وعادة ما ترتديهم الملكة سيلفيا مع التاج.
مناسبات ظهرت فيها الملكة سيلفيا بتاج ياقوت لوتشتنبرغ ذو الأصول الألمانية
الملكة سونيا سبق وأن ظهرت بتاج ياقوت لوتشتنبرغ في عدة مناسبات هامة على مر السنوات، بما في ذلك العديد من حفلات جوائز نوبل التي أقيمت في السويد، ولذلك يأمل الكثيرون أن تظهر الملكة سيلفيا بالتاج خلال احتفالات السويد باليوبيل الذهبي للملك كارل السادس عشر غوستاف في سبتمبر في هذا العام، وهو ما سيكون اختيار ملائما للغاية، فالياقوت الأزرق ليس فقط واحد من أكثر أنواع الأحجار الكريمة ارتباطا بالملكية، وإنما هو أيضا حجر الميلاد لشهر سبتمبر، والذي سيشهد في هذا العام احتفالات الذكرى السنوية الخمسين لإعلان كارل السادس عشر غوستاف ملكا للسويد، والذي سيصبح وقتها أول ملك سويدي يحتفل باليوبيل الذهبي لإعلانه ملكا على السويد.