لهذا السبب اضطرت الملكة الراحلة إليزابيث الثانية للاعتذار لملك النرويج
من المعروف أن أفراد العائلات الملكية يتلقون دروس مكثفة في فن الإتيكيت (منذ الصغر في حالة الأفراد الذين ينتمون إلى العائلات الملكية بحكم الميلاد أو خلال الفترة التي تسبق وتلي حفلات زفافهم الملكية في حالة الأفراد الذين ينتمون إلى العائلات الملكية بالزواج)، لضمان تصرفهم بطريقة مثالية خلال الارتباطات الرسمية والمناسبات الهامة، خاصة المآدب والحفلات الرسمية، إضافة إلى ذلك فإن أفراد العائلات الملكية عادة ما يتصرفون بعناية شديدة أثناء ظهورهم في مناسبات عامة، لتفادي ارتكاب أي خطأ محرج، ومع ذلك فلقد شاهدنا أفراد عائلات ملكية يقعون في عدة أخطاء محرجة في مناسبات علنية على مر السنوات (والتي أصبح بعضها حديث وسائل الإعلام ومواقع التواصل لبعض الأخطاء)، والمثير للاهتمام أن هذا النوع من الأخطاء المحرجة لا يقتصر فقط على أفراد العائلات الملكية الأصغر سنا والأقل خبرة، وإنما يمتد ليشمل أيضا أكثرهم خبرة ودراية بفن الإتيكيت، وربما يكون أحد أفضل الأمثلة على ذلك، الملكة الراحلة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II والتي ولدت كأميرة بريطانية، وحفيدة لملك بريطاني، ثم تلقت تدريب مكثف لإعدادها لتكون ملكية مستقبلية منذ أن كانت في العاشرة، بعد أن اصبح والدها ملكا لبريطانيا، قبل أن تخلف والدها في حكم بريطانيا، وطوال عهدها الذي امتد لسبعين عام، لم يسبق وأن شاهدنا إليزابيث الثانية تقع في خطأ يتعلق بفن الإتيكيت ولكنها وقعت في مناسبات نادرة في أخطاء نادرة وطريفة، كان من بينها تلك المناسبة التي وقفت فيها على قدم ملك نرويجي، بالخطأ، واضطرت بعدها للاعتذار.
عندما وقفت إليزابيث الثانية بالخطأ على قدم الملك أولاف الخامس ملك النرويج King Olav V of Norway
المناسبة التي نتحدث عنها كانت حفل زفاف الأميرة ألكسندرا Princess Alexandra على سير ألكسندر أوجيلفي Alexander Ogilvy والذي أقيم في كاتدرائية وستمنستر في العاصمة البريطانية لندن في يوم 24 إبريل 1963، في ذلك الوقت أظهر مقطع فيديو مصور من حفل الزفاف الملكة إليزابيث الثانية وهي تقف إلى جانب ضيوف حفل زفاف الأميرة ألكسندر للتلويح مودعة للعروسين وفي تلك الأثناء تحركت الملكة إليزابيث الثانية خطوات قليلة بشكل عفوي، مما تسبب في وقوفها بالخطأ على قدم الملك أولاف الخامس ملك النرويج والذي كان يقف على مسافة قريبة منها، ويبدو أنها انتبهت لذلك الخطأ في اللحظة التالية، عندما لاحظت أن الملك أولاف الخامس قد جفل للحظة، وهو ما جعلها تلتفت إليه معتذرة، ولكن لحسن الحظ، وربما بسبب أيضا صلة القرابة بين الملكة إليزابيث الثانية والملك أولاف الخامس، بحكم كونهما من أبناء العمومة من الدرجة الثانية، فإن ذلك الخطأ المحرج من قبل الملكة إليزابيث الثانية، سرعات ما تحول إلى موقف طريف، بسبب ضحك الملك أولاف الخامس والملكة إليزابيث الثانية، من طرافة الموقف بعدها بلحظات قليلة.
صلة القرابة بين الملكة إليزابيث الثانية والملك أولاف الخامس
الملكة إليزابيث الثانية والملك أولاف الخامس يرتبطان بصلة قرابة عن طريق الملك جورج الخامس ملك بريطانيا King George V of the United Kingdom وجد إليزابيث الثانية، والملكة مود ملكة النرويج Queen Maud of Norway وهي والدة الملك أولاف الخامس، لأن الملك جورج الخامس هو شقيق الملكة مود والتي أصبحت ملكة للنرويج لزواجها من هاكون السابع ملك النرويج King Haakon VII (والذي كان يعرف قبل زواجهما بالأمير كارل أمير الدنمارك Prince Carl of Denmark) وهذا يجعل الملكة مود أيضا، عمة الملك جورج السادس والد إليزابيث الثانية.
الملكة إليزابيث الثانية، تربطها أيضا صلة قرابة بالأميرة ألكسندرا التي حضرت زفافها ستينيات القرن الماضي، فالأميرة ألكسندرا هي واحدة من أبناء عمومة الملكة إليزابيث الثانية، وتربطها صلة قرابة بالملكة إليزابيث الثانية عن طريق والد إليزابيث الثانية، جورج السادس، ووالد الأميرة ألكسندرا، الأمير جورج دوق كينت Prince George, Duke of Kent، والمثير للاهتمام أن الأميرة ألكسندرا هي أيضا واحدة من أبناء عمومة الأمير فيليب دوق إدنبره الراحل وزوج الملكة إليزابيث الثانية (والذي كان يعرف في الماضي بأمير اليونان والدنمارك) وفهما من أبناء العمومة من الدرجة الثانية وتربطهما صلة قرابة عن طريق الأميرة مارينا أميرة اليونان والدنمارك Princess Marina of Greece and Denmark، والدة الأميرة ألكسندرا والتي تنتمي إلى العائلة المالكة اليونانية الذي ينتمي إليها الأمير فيليب بحكم الميلاد.
الأميرة ألكسندرا وهي الابنة الوحيدة للأمير جورج، دوق كينت والأميرة مارينا أميرة اليونان والدنمارك، تربطها أيضا صلات قرابة بجميع العائلات الملكية الأوروبية تقريبا، ولذلك لم يكن من الغريب أن يتحول حفل زفافها إلى مناسبة ملكية هامة، حضرها الكثيرين من أفراد العائلات الملكية الأوروبية، فبالإضافة إلى أفراد العائلة المالكة البريطانية والملك أولاف الخامس، حضر حفل الزفاف أيضا الملكة إنغريد ملكة الدنمارك Queen Ingrid of Denmark، والملكة المستقبلية لليونان وقتها آن ماري Queen Anne-Marie of Greece، والملكة لويز ملكة السويد Queen Louise of Sweden، والملكة فيكتوريا يوجين ملكة إسبانيا Queen Victoria Eugenie of Spain، والملكة الأم هيلين ملكة رومانيا Queen Mother Helen of Romania، والأميرات إيرين Princess Irene of the Netherlands ومارغريت Princess Margriet of the Netherlands من هولندا، ومارغريف من بادن Margravine of Baden ومارغرافين من بادن Margrave of Baden، والأمير والأميرة بول من يوغوسلافيا Prince and Princess Paul of Yugoslavia، من بين آخرين.
صلات وثيقة بين العائلة المالكة البريطانية والعائلة المالكة النرويجية
الصلات الوثيقة بين العائلة المالكة البريطانية والعائلة المالكة النرويجية لا تقتصر فقط على صلات القرابة بين العائلتين حيث أمضت العائلة المالكة النرويجية فترة الحرب العالمية الثانية في المنفى في بريطانيا، وأمضى الملك هاكون وولي العهد آنذاك الأمير أولاف، سنوات المنفى في العاصمة البريطانية لندن، وأصبحت العائلة المالكة البريطانية والعائلة المالكة النرويجية خلال تلك الفترة، أقرب من أي وقت مضى، حتى أن إليزابيث الثانية، التي كانت لا تزال فتاة صغيرة وقتها، اعتادت أن تخاطب الملك هاكون باسم العم تشارلز وقتها، واستمرت في الإشارة إليه بهذا اللقب لبقية حياته، وعندما أنجبت ابنها الأول (تشارلز الثالث King Charles III ملك بريطانيا الحالي)، والذي ولد في نوفمبر عام 1948، أطلقت عليه اسم تشارلز، تيمنا باسم "العم تشارلز" ملك النرويج، الملك أولاف الخامس، اعتاد أيضا خلال حياته على زيارة المملكة المتحدة في كل عام تقريبا، للاحتفال بصحبة العائلة المالكة النرويجية بيوم الذكرى (والذي يقوم بإحياء ذكرى الجنود القتلى وضحايا الحرب العالمية)، واستمر في القيام بذلك حتى وفاته في عام 1991.