أبرز مجموعات أسبوع الموضة لموسم ربيع وصيف 2024
مع انتهاء شهر الموضة ختاماً بـباريس، نسلط الضوء على مجموعات الأزياء الأكثر تميزا التي شكلت موسم ربيع وصيف 2024 وتصدرت عناوين الصحف في أهميتها وبروزها، وإطلالات من عروض الأزياء التي حددت اتجاهات الموضة للموسم القادم.
من البدايات الجديدة في نيويورك وميلانو إلى المجموعات المفاهيمية والابتكار والجمال في كلٍ من لندن وباريس ووداع عاطفي تكلل في مجموعة ختامية لعلامة أزياء بريطانية.
في نيويورك: ظهور مجموعة أولى مرتقبة وعودة قوية، يهيمنان على المشهد الأزياء الديناميكي.
هيلموت لانغ: المجموعة المنتظرة في تقويم أسبوع الموضة للمدينة التي لا تنام
قدم المدير الابداعي الجديد لـ “Helmut Lang” "بيتر دو" أولوعة له في العلامة بعد ما تم إعلان خبر تعيينه في شهر مايو السابق. كانت المجموعة المنتظرة بمثابة فرصة
اغتنمها المصمم الشاب لتكريم مجمإرث المصمم المؤسس، الذي غالباً ما يُنسب له نهج الأناقة البسيطة والتصاميم المفعمة بطابع الحد الأدنى الذي يتخذه "بيتر دو" في التصميم لعلامته التي تحمل اسمه والآن يطبقه في مكانها الأصلي بروح جديدة، مشابهه، ولكنها حتماً جذابة ومتجددة.
في جو يوضح التصور الصاخب لطبيعة نيويورك والمشي والفوضى والحركة والحرية وسيارات الأجرة الصفراء الرمزية أخذت دورها كمؤشر بصري يدل على إلهام موقع المجموعة وطبيعتها.
شهدنا في المجموعة دمج هادئ ما بين التوقيع الحرفي لـ “دو" و "هيلموت لانغ" ظهر في الخياطة الرفيعة والدقيقة المتمركزة في البِدل والملابس الرسمية بجانب إعادة تفسيره لإطلالات استمدها مباشرة من أرشيف العلامة.
إرث وتاريخ في طريقه الى التجدد، وبكوننا واثقين في قدرات "بيتر دو" نتوقع فجر جديد مزدهر للعلامة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها.
رالف لورين... وعودته الذهبية
تمثل مجموعة ربيع وصيف 2024 العودة الرسمية لـ"رالف لورين" على التقويم الرسمي لأسبوع الموضة في نيويورك بعد انقطاع طويل كون آخر مجموعة له عُرضت اتباعاً للتقويم في عام 2019 مما شَكل فجوة حقيقية في ديناميكية مشهد الموضة الأمريكي، فكيف تكون نيويورك من دون "رالف لورين"؟
يعود "لورين" بقوة وبروح متألقة واحتفالية في بريق الأناقة الكلاسيكية التي اتخذت حُلة ذهبية لامعة وحِس رومانسي عالي.
تكريماً للطابع الأمريكي، شهد الدنيم تلاعب كبير واحتل مكانة كبيرة من عدد الإطلالات لكنها لم تكن عادية أبداً، بل أتت بطبعات ورد و بتقنيات تفكيكية طورت من الطبيعة القوية البسيطة للقماش العملي في مشدات جذابة وأنثوية وتنورة طويلة خلابة وأيضاً رأيناه بنسخة الـCargo pants.
أما القسم الآخر الكبير من المجموعة فكان مُذهب ومقترن أيضاً باللون الأسود فرأينا قميص البولو للعلامة بالذهبي اللامع داخل تنورة ضخمة من التل الأسود وبلايزر رسمية بلمعتها المعدنية منسقة مع بنطال أسود كلاسيكي والكثير من الفساتين الأنيقة التي عُرف بها"لورين" المناسبة لأمسيات نيوريوك الحالمة.
كان هنالك طابع جديد استبدل الأسلوب الفروسي المعتاد بالأسلوب البوهيمي فاستكشف المصمم هذا الطابع السلس بألوان براقة وأقمشةرقيقه وهدب مليء بالحركة. ختمت المجموعة عارضة الأزياء الأمريكية والأيقونية "كريستي تورلينغتون" بفستان ذهبي بلمعته المعدنية وقصته غير المتماثلة.
في لندن: المفاهيمية والفخامة، مجموعتان برزتا في حشد العلامات البريطانية.
في JW Anderson اثبات أن الموضة هي ملعب جوناثان أندرسون وهذا الموسم أراد اللعب بالبلاستيسين.
في مجموعة “JW Anderson” لـربيع وصيف 2024، قدم المصمم "جوناثان أندرسون" مجموعة بحس ابتكاري وتجريبي يترجم الفكر المفاهيمي الذي لطالما ما طارد "أندرسون".
في هذا الموسم سيطرت فكرة قوام الأقمشة والمواد والتلاعب بها، فماذا لو صنعت قطعة ملابس عادة مكونه من قماش مرن وناعم من المعجون أو مادة لدائنيه تتصلب عند الجفاف لكنها تظهر بالمظهر المعتاد الطبيعي؟
هذا ماقدمه المصمم في هذه المجموعة العجيبة، حيث رأينا سترات وشورتات مصبوبة بالطين وفساتين مع أسس داخلية وهيكلة عالية والتنورات الداخلية التي تخلق صوراً ظلية فريدة من نوعها وتضاربها مع الأقمشة الناعمة.
أخذ "جوناثان أندرسون" الملابس المريحة من الحياة اليومية وطورها لمفهوم تجريبي فأصبحت تحفة فنية تدعو للتفكر في طريقة صنعها والتقنيات التي طُوعت لتنفيذها وبلا شك، الذهن الفريد الذي فَكر بها وجسدها على أرض الواقع.
إهداء مؤثر و فخامة عالية..هما العناصر المحركة لمجموعة Richard Quinn الأخيرة
في مجموعة المصمم البريطاني "ريتشارد كوين" لـربيع وصيف 2024 والتي كانت تكريم وإهداء لوالد "كوين" الراحل في شهر يونيو من هذا العام.
كانت القاعة مليئة بالورود، والورود بحد ذاتها واحدة من أهم العناصر التي يتلاعب بها "ريتشارد كوين" وتكون المحور الرئيسي في نقشة القماش أو الطباعة أو الشك والتطريز المعقد والغني الذي لطالما ما اعتلى تصاميمه الدراماتيكية وهذه المجموعة لم تختلف بل اجتمعت جمالية الأزهار والورود ورقتها مع الطابع الفخم، الرومانسي والكلاسيكي الذي اتجهت فيه المجموعة. فرأينا فساتين أنثوية جداً ومحددة الخصر وبهيكلة تشير الى حرفة متناهية الدقة عُرف بها "كوين".
درجات الأبيض المطفي والأسود والأحمر المستلهم من لون الورد بجانب انماط جمعت بين لوحة الألوان معاً أو فقط ركزت على تطريز متمحور حول الورد كزينة ترفع من رقة التصميم وتزيد من شاعرية المجموعة ورسالتها المؤثرة.
في ميلانو: مجموعة أولى مرتقبة ومستوى عالي من الحرفية تجلى في إحساس قوي بالهوية الواضحة والصلة بالتراث.
يشهد Gucci عهد جديد تلون بدرجة معينة من الأحمر الداكن
من أكبر الإنجازات في صناعة الأزياء هي اعتلاء منصب مدير إبداعي لدار أزياء عريقة، وبلا شك فحجم المسؤولية والتطلعات المتوقعة تساوي هذا الإنجاز وزناً وحجماً بالتأكيد.
ففي أسبوع ميلانو للموضة، قدمت دار "غوتشي" مجموعة ربيع وصيف 2024 وهي المجموعة الأولى للمصمم “Sabato De Sarno” بعد أشهر من الترقب بعد الخبر الصادم لتنحي المدير الإبداعي السابق لـ “غوتشي" "اليساندرو ميكيلي".
شهدت هذه العلامة الإيطالية من أكثر الحقب الزمنية في الأزياء بروزاً ونجاح ابداعي وفني وحتماً تجاري، فحُقب أسلاف "ساباتو دي سارنو" من "ميكيلي" و "توم فورد" لم تكن فترات عادية، بل أيقونية ومختلفة عن بعضها بفارق كبير بالتوجه الإبداعي والأسلوب الفني.
فترك كلاً منهما بصمة أثرية لن تمحى في تاريخ "غوتشي" وأرشيفها الثري الذي اكتسب توسعه من انجازاتهم في الملابس النسائية الجاهزة.
في هذه المجموعة نرى أن "دي سارنو" اتخذ النهج الآمن في التعامل مع هذا النوع من المسؤولية والضغط الكبير للظهور الأول، فأعطانا مجموعة خالية من هوية محددة وبارزة، طغى عليها البساطة والأناقة الكلاسيكية التي بدت غير متكلفة، ولكنها أنيقة وشبابية في آن واحد.
وكأنه بهذه المجموعة يعيد ضبط الإعدادات ويجعل من "غوتشي" صفحة محايدة ليطبع عليها توقيعه الذي غالباً ما سيظهر بكثافة وحِده أكبر في مجموعاته القادمة.
Bottega Veneta والتلاعب بالجلد والنسيج
لمجموعة "بوتيغا فينيتا" لربيع 2024 التي تمثل المجموعة الرابعة للمدير الابداعي "ماتيو بلازي" في الدار الإيطالية الفاخرة.
أكد "بلازي" أن "بوتيغا فينيتا" هي المجموعة التي يجب أن نتطلع إليها في كل موسم. هناك شعور وحس تجريبي ومخادع يتخفى تحت قناع من الأناقة الإيطالية الرائعة، فمجموعاته مليئة بتفاصيل تتطلب تحقيق مثير يرقص حول الجلد. فنتساءل دائماً "هل هذا جلد؟"
لدار متجذرة في الجلود الفاخرة لأكثر من نصف قرن حتى الآن، من خلال الاعتماد على هذا التاريخ الطويل من الاكسسوارات الجلدية الفاخرة، فقد ارتقى بمجموعات الملابس الجاهزة بنهج متساو لهذا المعيار الفاخر تاريخياً.
يبدو أن "بلازي"يقف على حافة العبقرية بتصاميمه المعقدة والمتلاعبة بالجلد المتنكر على هيئة قوام وأقمشة مختلفة، ومثل توقيع "بوتيغا فينتا" وتقنية “Intrecciato” فهو ينسج إرثه الخاص بإرث الدار مجموعة تلو الأخرى.
في باريس: عملية سطو صادمة لم تبطئ بالمان وفي ماكوين، نهاية حقبة زمنية مهمة تُختم بمجموعة تكريمية.
سطو صادم لم يكبح جماح Balmain
مجموعة "بالمان" لـربيع وصيف 2024 ليست مجموعة عادية، بل يمكن أن نطلق عليها المجموعة المحاربة، التي حولت من حادثة مريعة وموقف مؤسف الى فرصة لاستعراض قوة أتيليه "بالمان" وقيادة المدير الإبداعي "اوليفيه روستينغ".
حيث نشر "أوليفيه" عبر حسابه على إنستغرام أن مجموعته التي كان من المقرر عرضها في أسبوع الموضة القادم في باريس قد تعرضت للسطو. حيث سرق لصوص أكثر من50 قطعة من المجموعة الجديدة لعلامة الأزياء الفاخرة الفرنسية Balmain، قبل 10 أيام فقط من عرضها في أسبوع الموضة في باريس.
لكن عرض الأزياء استمر وتم إعادة تنفيذ ما يقارب 70% من التصاميم المسروقة في وقت قياسي لا يتجاوز الأسبوعين.
أما المجموعة فاحتوت على حس الكوتور وحرفته التي تُركز على الهيكلة القوية والصور الظلية الدراماتيكية وأيضاً طغى عليها طابع رومانسي لوجود الورد كعنصر أساسي تمحورت عليه المجموعة.
استوحى المصمم أيضاً من أرشيف المصمم الفرنسي المؤسس "بيير بالمان" حيث تواجدت إطلالات أنثوية ترجع بنا الى عقد الخمسينات الميلادية بتنانيرها الكبيرة وقصة الـA-line الجذابة.
الأناقة الخالدة والحرفة الباريسية تواجدت في البدل الحادة والأكتاف البارزة والخياطة الرفيعة.
مجموعة بالمان ربيع وصيف 2024 المسروقة هي مجموعة متكاملة ومبهرة، فكيف كانت أن تكون لو لم تُسرق.
تودع المديرة الإبداعية سارة بيرتون علامة ألكسندر ماكوين في مجموعة ختامية
في الـ30 من سبتمبر وفي اليوم السادس من أسبوع باريس للموضة، عرضت علامة "ألكسندر ماكوين" آخر مجموعة للمديرة الإبداعية “سارة بيرتون".
مجموعة عاطفية تعد نقطة تحول تاريخية للدار حيث عملت "بيرتون" فيها لمدة 26 عاماً، نصفها وهي تعتلي منصب المديرة الإبداعية بعد وفاة المصمم المؤسس “Lee Alexander McQueen”.
كانت "سارة بيرتون" حلقة وصل تربطنا بالمصمم الراحل عبر علاقتها الشخصية والعملية به، حيث عملت كمساعدة له في الماضي ورئيسة لتصميم المجموعات النسائية.
منذ توليها منصب المديرة الابداعية، تمكنت "سارة" من الحفاظ على الجوهر الدراماتيكي والمسرحي للدار مع دمج لمستها الشخصية الحساسة والشعرية. تحت إشرافها، "ألكسندر ماكوين" استمر في تأثيره الساحر وحس المفاجأة ودفع الحدود الإبداعية مع توجهها لتصميم مجموعات قابلة للارتداء في نفس الوقت.
كان عملها الذي يجمع ما بين الحرفية والخياطة الرفيعة والحادة والرؤية الفنية أثر لا يُمحى كفترة ابداعية تجلت أهميتها بصورة واضحة في هذه المجموعة الختامية التي كانت إهداء وتكريم لذكرى" لي ألكسندر ماكوين".
الورد، عنصر إلهام مفضل للمصمم الراحل تمت إعادة تفسيرة بطرق وتصاميم مختلفه، حيث اتخذ فستان الشكل الحدودي للورد وبتلاته المظللة بالأسود والأحمر، وتواجد الصورة الظلية الـ Bumster وهي من أوائل تصاميم "ماكوين" التي اشتهر بها.
احتوت المجموعة أيضاً على أكواد "بيرتون" الشخصية وتوقيعها خلال فترتها في العلامة البريطانية كالمشدات الجلدية.
كان الموقف عاطفياً جداً عندما أخذت "سارة بيرتون" تحيتها الأخيرة لجمهور وحضور "ألكسندر ماكوين".
كانت المجموعة جميلة، شعرنا بأنها ختامية فعلاً باستخدامها الأفكار المعاد تدويرها من مجموعاتها السابقة في المواسم الأخيرة ودمجها بذكرى المصمم المؤسس.