قبل زيارة الملك تشارلز التاريخية.... تعرفي على تفاصيل رحلة والدته الفارقة وإعلانها ملكة من كينيا

قبل زيارة الملك تشارلز التاريخية.... تعرفي على تفاصيل رحلة والدته الفارقة وإعلانها ملكة من كينيا

عبد الرحمن الحاج
15 أكتوبر 2023

من المقرر أن يقوم الملك تشارلز الثالث King Charles III ملك بريطانيا، وزوجته الملكة كاميلا Queen Camilla، بأولى زياراتهما الرسمية لواحدة من دول الكومنولث، منذ اعتلاء الملك تشارلز العرش خلفا لوالدته الملكة الراحلة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II ملكة بريطانيا حيث أعلن قصر باكنغهام عن تخطيط الملك تشارلز والملكة كاميلا للسفر إلى كينيا في يوم 31 أكتوبر الجاري، على أن تستمر زيارتهما الرسمية إلى كينيا والتي جاءت بناء على دعوة من الرئيس الكيني، وليام روتو William Ruto، حتى يوم 3 نوفمبر 2023، القصر كشف أيضا عن أن الزيارة ستركز على تعزيز العلاقات بين كينيا وبريطانيا وتعزيز سبل التعاون بين البلدين، وخاصة في مجالات التنمية المستدامة، تمكين الشباب، ومكافحة ظاهرة التغير المناخي، ومن المقرر أن يقوم الملك والملكة خلال هذه الزيارة، بزيارة مقاطعة مدينة نيروبي ومقاطعة مومباسا.

لهذا السبب ستكون زيارة الملك تشارلز الجديدة إلى كينيا مؤثرة بشكل خاص

لهذا السبب ستكون زيارة الملك تشارلز الجديدة إلى كينيا مؤثرة بشكل خاص
لهذا السبب ستكون زيارة الملك تشارلز الجديدة إلى كينيا مؤثرة بشكل خاص

زيارة الملك تشارلز والملكة كاميلا الرسمية الجديدة إلى كينيا، لا تمثل فقط أهمية كبيرة بالنسبة للملك تشارلز وزوجته، باعتبارها أولى دول الكومنولث التي يقوم الملك تشارلز بزيارتها في عهده الجديد، ولكن من المتوقع أيضا أن تكون مؤثرة بشكل خاص بالنسبة للملك تشارلز فكينيا هي آخر دولة قامت إليزابيث الثانية، والدة الملك تشارلز، بزيارتها كأميرة ووريثة للعرش البريطاني، قبل أن تغادرها كملكة جديدة لبريطانيا، وهي المكان الذي تلقت فيه أيضا أنباء وفاة والدها العزيز، الملك جورج السادس King George VI، والذي توفي بهدوء أثناء نومه في غرفته في منزل العائلة المالكة البريطانية في ساندرينجهام في مقاطعة نورفك البريطانية، ولم يتم اكتشاف وفاته إلا في صباح اليوم التالي، عندما ذهب خادمه لإيقاظه.

زيارة الملك تشارلز الجديدة إلى كينيا، ستعيد بدون شك الكثير من الذكريات للملك تشارلز، وخاصة الذكريات المتعلقة بوالدته إليزابيث الثانية والتي توفيت عن عمر يناهز 96 عام، في سبتمبر الماضي، في قلعة بالمورال (مقر العطلة الصيفية للعائلة المالكة البريطانية) في منطقة المرتفعات الإسكتلندية، وبمناسبة زيارة الملك تشارلز المرتقبة إلى كينيا، دعونا نستعرض معا تفاصيل من لزيارة والدته إليزابيث الثانية، التي لا تنسى لكينيا، والتي شهدت بداية عهدها كملكة.

القصة

إليزابيث الثانية وزوجها الأمير فيليب Prince Philip في الاستعداد للسفر في جولة رسمية في الكومنولث
إليزابيث الثانية وزوجها الأمير فيليب Prince Philip في الاستعداد للسفر في جولة رسمية في الكومنولث

بدأت قصة زيارة رحلة إليزابيث الثانية إلى كينيا، عندما بدأت إليزابيث الثانية وزوجها الأمير فيليب Prince Philip في الاستعداد للسفر في جولة رسمية في الكومنولث، تتضمن زيارة إفريقيا وأستراليا ونيوزيلندا، بالنيابة عن والدها جورج السادس، بسبب اعتلال صحة منذ سنوات، ومعاناته من سرطان الرئة وبالرغم من شعوره بالمرض إلا أن جورج السادس حرص على التواجد في مطار لندن في يوم شتوي بارد في أواخر يناير 1952، لوداع ابنته الكبرى وزوجها قبل مغادرتها إلى بريطانيا في جولتها الرسمية الجديدة بصحبة زوجها، ولم يكن أي من الحضور وقتها-أو أي شخص آخر- يتوقع أن وداع جورج السادس لابنته إليزابيث الثانية في المطار، سيكون وداعهما الأخير، وأن الملك والأميرة...الأب والابنة – لن يجتمعا معا مرة أخرى، وأن الملك سيفارق الحياة بعدها بأسبوع تقريبا.

الوداع الأخير بين الملك جورج السادس وابنته الكبرى إليزابيث الثانية، شهده أيضا ابنته الصغرى الأميرة مارغريت Princess Margaret، والتي وقفت بجانب والدهما، لتشاهد الطائرة التي تصطحب شقيقتها الكبرى وزوج شقيقتها، وهي تقلع في اتجاه السماء الرمادية والمليئة بالغيوم في ذلك الوقت، فوق لندن، والتقطت عدسات المصورين صورة للملك جورج السادس وهو يقوم في ذلك الوقت بالتلويح مودعا لابنته الكبرى، وهي الصورة التي تحولت إلى صورة أيقونية للملك جورج سادس لأنها شهدت آخر ظهور علني له وهو لا يزال على قيد الحياة.

وفاة جورج السادس وحزن إليزابيث الثانية

وفاة جورج السادس وحزن إليزابيث الثانية
وفاة جورج السادس وحزن إليزابيث الثانية

بعد وداعه لابنته الكبرى وزوجها في المطار، توجه الملك جورج السادس إلى منزل العائلة المالكة البريطانية في ساندرينجهام، وهو المكان الذي اعتاد على التوجه إليه إذا ما أراد الحصول على استراحة أو عطلة قصيرة من العمل وأعباء الحياة الملكية، وخلال أيضا الفترات التي يشتد فيها عليه المرض، وبعد وصول جورج السادس إلى ساندرينجهام بأيام قليلة، توفي الملك جورج السادس في وقت ما أثناء الليل من الليلة التي سبقت يوم 6 فبراير 1952، وبعد ما يزيد قليلا عن أسبوع من وداعه المؤثر لابنته في المطار.

بعد اكتشاف وفاة جورج السادس، تم الاتصال على الفور بمساعدي إليزابيث الثانية لإبلاغها بالأنباء الحزينة، وبضرورة العودة على الفور إلى بريطانيا، في تلك الأثناء كانت إليزابيث الثانية وزوجها الأمير فيليب يقضيان في استراحة قصيرة في كينيا، قبل استئناف جولتهما الرسمية في الكومنولث، وفور وصول أنباء وفاة جورج السادس، وجد مساعدي إليزابيث الثانية أنفسهم في موقف عسير، فالجميع يعرف مدى حب وتعلق واحترام إليزابيث الثانية بوالدها، لذلك اتفق جميعهم ترك مهمة إبلاغ إليزابيث الثانية بنبأ وفاة والدها، لزوجها الأمير فيليب، وهو ما قام به بالفعل حيث اصطحب زوجته إلى حديقة الفندق الصغير الذي كانا يقيمان فيه وقتها، قبل أن يبلغها بالأمر، ولا أحد يعرف ماذا دار بينهما بالضبط في ذلك الوقت، ولكن جميع من شهدوا ذلك اليوم، اتفقوا على أن الأمير فيليب، قام بدور رئيسي في مساعدة زوجته على التعامل مع صدمة وألم فراق والدها.

إليزابيث الثانية وزوجها عادا بعدها إلى بريطانيا، على الفور، ولحظة وصول إليزابيث الثانية إلى المطار كان في انتظارها حشد هائل من الصحفيين والذين احتشدوا لالتقاط صور ملكة بريطانيا الجديد، إليزابيث الثانية والتي ظهرت في المطار بملابس الحداد السوداء، وفقا للتقارير المنشورة فإن لحظات صمت ثقيلة قد خيمت على لحظات وصول إليزابيث الثانية ومغادرتها للمطار، وبدا من الواضح تماما، أنه هناك حزن هائل في قلب الملكة في ذلك الوقت، لدرجة أن بعض الصحفيين توقفوا لبعض الوقت عن التقاط الصور، تقديرا لحزن ملكة بريطانيا الجديدة في ذلك الوقت.

الإرث

انتقل عرش جورج السادس إلى ابنته الكبرى إليزابيث الثانية
انتقل عرش جورج السادس إلى ابنته الكبرى إليزابيث الثانية

وبذلك انتقل عرش جورج السادس إلى ابنته الكبرى إليزابيث الثانية، والتي كانت في أوائل العشرينيات وقتها، وبدأ عهدها الذي أصبح لاحقا، أطول فترة حكم لملك بريطاني في تاريخ بريطانيا. لا أحد يعرف بالضبط اللحظة التي انتهى فيها عهد جورج السادس وبدأ عهد إليزابيث الثانية. لكن ما تبقى لكتب التاريخ هو الصورة المؤثرة الأخيرة للملك جورج السادس وهو يودع ابنته الكبرى ووريثة عرشه، ولحظة الفراق الأخير بين أب وابنته الحبيبة.