ما بين الإبداع التقني وتجسيد المشاعر بالسرد القصصي.. المصممة السعودية غيداء مجدلي تطمح إلى الاستدامة التامة في علامتها التجارية
السعودية غيداء مجدلي هي مصممة مُتعددة المواهب الفنية والأبعاد المهنية، فإلى جانب تأسيسها لعلامتها التجارية "غيداء مجدلي" المتخصصة في ملابس السهرة والملابس الجاهزة التي تدعم برسالتها الاستدامة بهدف الوصول إلى نسبة صفر في المئة من النفايات والمواد المهدرة في عام 2012، هي خبيرة مظهر ومستشارة ومدربة في مجال الأزياء. كما أنها صاحبة كتاب "Fashion Sketchbook by Ghaydaa Majdaly"، وحاصلة على شهادات عدة في تصميم الأزياء وتدريب المدربين لإدارة الأزياء، كما أنها صاحبة أول معمل في السعودية خاص بالشك والتطريز. خبرة مجدلي متعددة الأوجه والأبعاد انعكست في طريقة نظرتها للتصاميم، فتميزت بانجذابها وإتقانها المتميز والسبَّاق لتقنية الـ 3D.
تقنية الـ 3D تصنع من خلال آلة 3D الخيوط بألوان مختلفة تُستخدم لصنع أقمشة 3D، وهي استراتيجية تدعم الاستدامة، المبدأ الذي اهتمت المصممة بوضعه لَبنة أساس تتكون منها علامتها التجارية الحاملة لاسمها. وتخبرني غيداء مجدلي في حوار خاص عن اتجاهها المستدام، وتأسيس علامتها الصاعدة: "من المهم لدي منذ أن أسست العلامة التجارية أن يكون توجهي واهتمامي منصبا على جعل العلامة مُستدامة 100 في المئة، وقد حققنا رقما لا بأس به، لكن طموحنا أن يكون مُستداما تماما. وهذا ما نعمل عليه حاليا، إضافة إلى تضمين أساليب وطرق تلوين طبيعية مستمدة من الألوان الموجودة في الطبيعة، وهي عملية تدوير صحيحة ولا تضر بالبيئة، وهذا ما يُعرف عن علامتنا التجارية مسبقا، وعلى نطاق واسع".
جهود مجدلي في الاستدامة والعملية الابداعية تكللت ببدايات متطورة تهدف إلى الفكر الخلاق وتقنية إعادة التدوير، وعن ذلك قالت: "رؤيتي هي أن تصبح علامتي التجارية في مقدمة دور الأزياء العالمية التي تعكس الإبداع والأناقة والحداثة والرقي الذي يمثل المرأة السعودية. أنا أميل إلى التفكير خارج الصندوق، فكانت مجموعتي الأولى من الأزياء المستدامة مصنوعة من الزجاجات البلاستيكية، نظرا لأنها تمثل جزءا كبيرا من التلوث البيئي".
تتميز تصاميم غيداء مجدلي بتمحورها حول الأناقة بلمسات فريدة ومراحل تنفيذ متطورة وأخلاقية تساعد بدورها على توطيد العلاقة بينها وبين عميلاتها " علامتي التجارية تشبه تفاصيل رؤيتي الإبداعية باختصار، هي علامة من امرأة الى امرأة، راقية وهادئة، ناعمة وجريئة تُحب أن تكون محط الأنظار. أحب أن أصمم بطريقة إبداعية بحتة بعناصر من الغرابة وفي مجموعاتي أحرص كثيراً أن تتكون ولو من قطعة “Avant-garde واحدة.
امرأة غيداء مجدلي تعرف ماذا تريد فهي ذكية وقوية، مميزة ومتمكنة، لذا فهي تختار ما يُشبهها. ولا يوجد قطعتين متشابهتين لدينا.
فتأخذ العميلة تصميم مننا وهي واثقة أنها مُصممة لها خصيصاً بحرفية عالية وجودة تتميز بها العلامة التجارية."
هنالك تصميم اكتسح مواقع التواصل الاجتماعي بغرابته، واستحوذ على اهتمام الزوار بحجمه، وبلا شك أثار فضول العقول بالقصة التي خلفه، ففي مناسبة كأس السعودية لـعام 2023 وفي معرض 100 Saudi Brands الذي كان يشكل جزءا منه، عرضت المصممة غيداء مجدلي تصميما بعنوان "إعادة حياة" و"Revive" باللغة الإنجليزية.
تميز التصميم بتفاصيل كثيرة كانت بمنزلة تمثيل لمبادئ المصممة وحسها الإبداعي وهويتها الواضحة في التصميم ونقاط القوة التي تجعل غيداء مجدلي تغرد خارج السرب من التفاصيل المعمارية والزخارف 3D إلى القلب الأحمر الضخم المفاهيمي الذي جاء كما لو أنه هالة للفستان. تحدثني مجدلي عن "إعادة حياة"، والإطلالة المعروفة أيضا، بـ"قصر البنت":
"فستان "قصر البنت" هو قصة مكتملة من جميع النواحي، أعشق أن أستوحي من المشاعر والأحاسيس والقصص الواقعية التي تُظهر الحب والمشاعر في التصاميم، وتحاول التجسد والظهور كشعور محسوس. هذا الفستان قصة حب، قصة حرفة، قصة عمل يدوي متواصل، وقصة عن بلدي السعودية، رغبت في توصيلها إلى العالم. الفستان يدعو إلى التأمل والحديث، ولكي أشرح أكثر عن العمل اليدوي والثلاثي الأبعاد، فكرت في أن تكون قطعة كوتور فخمة تليق بهذه المناسبة، وتجمع بين فلسفتي في التصميم والتنفيذ، ورسالة عن مواهب وطنية مثل كأس السعودية. إنه باختصار "إعادة إحياء" لـقصة حُب قديمة، وإعادة إحياء بالمعنى الحرفي، وإعادة إحياء حبي لهذه الحرفة مُترجمة في عمل ضخم وفخم يبين قدرات "غيداء مجدلي".