برنامج جدة التاريخية .. إطلالة بلد الفن من قلب عروس البحر الأحمر
يأتي برنامج جدة التاريخية للاحتفاء بالتراث العريق والثقافة النابضة بالحياة، ويقود برنامج جدة التاريخية تحت إشراف وزارة الثقافة جهود تطوير البلد في مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية سعيًا إلى أن تكون منارة للثقافة والفنون ووجهة تراثية عالمية مستدامة تولد فرصًا للتنمية المجتمعية والاقتصادية عبر الاستثمار بتراثها وثقافتها، وتقام الأعمال التطويرية في منطقة جدة التاريخية عبر برنامج جدة التاريخية الذي تأسس في عام 2018 تحت مظلة وزارة الثقافة، لتحويل المنطقة إلى مركز حضاري وتاريخي متكامل، مع الحفاظ على التراث الثقافي والمعماري لها وتعزيز النشاط المجتمعي والمجال المعيشي في منطقة البلد لتكون مركزًا جاذبًا للأعمال وللمشاريع الثقافية، ومقصدًا لرّواد الأعمال والمبدعين، تحقيقًا للعديد من مستهدفات رؤية المملكة 2030.. وفي إطار ذلك لنتعرف على أبرز الفعاليات القادمة في منطقة جدة التاريخية والمسارات الرئيسية والأهداف الاستراتيجية لبرنامج جدة التاريخية.
أبرز الفعاليات القادمة التي تحتضنها منطقة جدة التاريخية
في إطار سعي برنامج جدة التاريخية إلى إلقاء الضوء على منطقة جدة التاريخية المسجلة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، فإن المنطقة باتت موطنا متميزا لاحتضان العديد من الفعاليات الثقافية والفنية والرياضية المتنوعة.
ومن أبرز الفعاليات التي تستعد المنطقة لاحتضانها تأتي المنصة الثقافية الجديدة "بلد الفن" والتي تجمع كافة أنواع الفنون في مكان واحد، لتشمل الموسيقى، فن الطهي، السينما، الحرف، المسرح والفنون الأدائية، الفنون البصرية، والتصميم، وهي المنصة الثقافية التي ستنطلق خلال الشهر الجاري، وتستمر حتى شهر مارس 2024.
ومن جانب أخر حصل برنامج جدة التاريخية على حقوق الرعاية بوصفه وجهة ثقافية رسمية وداعمًا رئيسًا لبطولة كأس العالم للأندية FIFA السعودية 2023™️، التي تستضيفها المملكة للمرة الأولى، وتقام في مدينة جدة في الفترة من 12 - 22 ديسمبر الجاري، بمشاركة عدد من الأندية العالمية.
وتأتي رعاية البطولة في إطار سعي البرنامج إلى إلقاء الضوء على منطقة جدة التاريخية، بوصفها وجهة عالمية للمهتمين بالتراث والثقافة، وإبراز ما تتسم به من عمارة تقليدية مميزة، ومواقع تاريخية عريقة، وسمات فريدة، وما يقام بها من فعاليات ثقافية وفنية متنوعة تشمل مهرجانات الفنون والمعارض والموسيقية والتراثية، وما تتمتع به من إمكانات اقتصادية كبيرة، في تعزيز الهوية المحلية، وتعميق التواصل الثقافي العالمي، إذ سيتابع الملايين من عشاق كرة القدم حول العالم الحدث الرياضي الكبير.
خمس مسارات رئيسية في برنامج جدة التاريخية
يهدف برنامج جدة التاريخية إلى إعادة إحياء منطقة جدة التاريخية بقيمتها الثقافية والتاريخية، بحيث تكون مثالًا للمدن القديمة، حيث سيتكون البرنامج من خمس مسارات رئيسة هي:
ترميم المباني التاريخية، والبنية التحتية والخدمية، وتحسين جودة الحياة، وتطوير المجال الطبيعي والبيئي، وتعزيز الجوانب الحضرية.
الأهداف الاستراتيجية لبرنامج جدة البلد
وضع البرنامج عددا من الأهداف الاستراتيجية ضمن مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية، لتكون المنطقة جاذبة للعيش وتوفر بيئة مستدامة للمجتمع المحلي، وتشمل هذه الأهداف:
إعادة احياء المباني التاريخية
يعمل برنامج جدة التاريخية على ترميم وإعادة تأهيل 5 أسواق تاريخية رئيسية، وأكثر من 600 مبنى تاريخي، وأعمال البنية التحتية، وإنشاء واجهات بحرية ومساحات خضراء وحدائق، إلى جانب الممرات والساحات في منطقة جدة التاريخية.
ولقد انتهى البرنامج من ترميم العديد من المباني التاريخية وأعاد تأهيل 3 مباني منها، سيتم استخدامها كنزل ضيافة، أما فيما يخص المطاعم التاريخية فقد تم ترميم واجهات بعضها وتأثيثها، ثم إعادة تأهيل عدد من المباني لاستخدامها كمكاتب لجهات متنوعة، فيما تم تخصيص أكثر من مبنى بعد إعادة تأهيلها ليتم استخدامها لأغراض ثقافية لعدد من الجهات، مثل: هيئة فنون الطهي، وهيئة الأزياء، والمعهد الملكي للفنون التقليدية.
ربط النسيج الحضري والعمراني للمنطقة - شارع الذهب
يسعى البرنامج إلى إعادة الاتصال بين الجانبين الشرقي والغربي لمنطقة البلد، كما كان عليه الحال سابقا قبل إنشاء شارع الذهب، وذلك لإعطاء الأولوية للمشاة، وهو ما سيحقق سهولة الحركة للسكان، مما سيعيد إلى المنطقة أحد خصائصها المهمة التي تتمثل في نسيج عمراني حيوي مترابط، عزز في الماضي من التكاتف والترابط الاجتماعي بين سكان المنطقة.
إعادة البحر إلى البلد وإنشاء حديقة واجهة بحرية نشطة
سيتم إعادة البحر إلى البلد وإنشاء حديقة واجهة بحرية نشطة بهدف إعادة إحياء جدة التاريخية وإعادة مياه البحر إلى ميناء البنط التاريخي، بوابة الحجاج إلى الحرمين، ليعود الميناء الاسلامي التاريخي إلى ما كان عليه في الماضي، معيدا إلى الأذهان، رحلة الحج القديمة، مما سيسهم في انشاء واجهة بحرية وفق معايير عالية ومستدامة.
زيادة تفاعل سكان وزوار المنطقة مع الجدار التاريخي وأبوابه
تم اكتشاف أجزاء من سور جدة التاريخي، خلال أعمال التنقيب عن الآثار بالمنطقة، ضمن عدد كبير من المكتشفات الأثرية الأخرى، ويسعى البرنامج إلى إعادة تواصل سكان المنطقة وزوارها بالسور القديم وأبوابه، وسيتم وضع إرشادات توضح أماكن السور القديم وأبوابه، وذلك يشمل المناطق التي تم البناء فوقه فيها، وبهذا سيعود إلى دائرة الضوء أحد أهم معالم جدة التاريخية، والذي كان شاهدا على أحداث مهمة كثيرة، خلال تاريخ المدينة الطويل.
اعتماد مبادئ التخطيط الحضري والمدني للبلد في مناطق التطوير الملاصقة
قبل بدء أعمال البرنامج تم دراسة التخطيط الحضري والمدني للمنطقة بالماضي، وتم الاستعانة بالخبراء والمهندسين، للوقوف على الإيجابيات والسلبيات التي حدثت، وتم الاستفادة من جميع هذه الخبرات والآراء، في دراسة فلسفة التخطيط الحضري والمدني لجدة التاريخية، والتي تتميز بمواصفات محددة بسبب طبيعة النسيج العمراني في المنطقة، والذي يتميز بتلاصق مبانيها، وبشوارع تمكن أهلها من السير فيها بسهولة، وهو ما ساهم في تعزيز التكاتف الاجتماعي، والتواصل الإنساني العميق بين أهلها.