"هي" تضيء على أبرز المشاركات في مهرجان طيران الإمارات للآداب.. مريم البلوشي: أطمح لأكون سفيرة الحرف
بات مهرجان طيران الإمارات للآداب في دبي محطة سنوية مهمة ينتظرها عشاق الكتابة والقراءة والأدب والحوارات الهادفة والعروض المميزة. وتعود الدورة الجديدة من المهرجان التي تقام بين 31 يناير إلى 6 فبراير 2024 لتواصل مسار الإبداع بالتواصل من خلال مشاركة الكثير من المبدعين بأعمالهم التي تشعل شرارة الإلهام حيث يتم تبادل أفكار وآراء متنوعة تصنع جسوراً تصل بين الثقافات. وقد ساهم المهرجان في دعم الأدب العربي وتأمين منصة له للوصول إلى العالم، حيث يعزز المهرجان التقدير العميق للآدب العربي ويحتفل بالثقافة الإماراتية.
"هي" تلتقي بمناسبة الاستعداد المهرجان وجوهًا أدبية وفنية وإعلامية مبدعة تشارك في فعاليات المهرجان وتنقل لكم آراءهم وتفاصيل مشاركاتهم وأهمية الكتابة والأدب في حياتهم في ظل هيمنة التكنولوجيا وغيرها الكثير. التقينا المؤلفة الإماراتية وكاتبة عمود أسبوعي في جريدة الخليج مريم البلوشي، وهي أول إماراتية وعربية تمتهن هندسة البيئة في الطيران المدني منذ عام 2006، ومؤسس التخصص في الدولة، ورئيس مفاوضي ملف تغير المناخ لقطاع الطيران منذ عام 2011.
تكشف لنا في الحوار التالي تقاصيل مشاركتها لأول مرة بصفة فنان في المهرجان وكيفية صنعها للقصص والرسائل من خلال الحرف العربي إلى جانب عشقها للكلمة والأدب وجمعها بين اختصاصات عدة بين التأليف والكتابة والهندسة...
حدثينا عن مشاركتك في مهرجان طيران الإمارات للآداب 2024 وما هي تفاصيل هذه المشاركة؟
مهرجان طيران الإمارات من المهرجانات المهمة على مستوى المنطقة وله حضور خاص، هذه السنة ولأول مرة أشارك بصفة فنان، وهي هويتي التي أيضا أعتز بها، سأشارك تجربتي وكيفية صنعي للقصص والرسائل من خلال الحرف العربي، وكيف أن أعمالي اليوم ذات طابع قصصي متفرد، وخاص، يوازي في سرده شخصيتي وتطلعاتي لأن أكون مختلفة في طرحي الأدبي والفني ، وأن أدمج الشخصيتين معا في توليفة ابداعية خاصة بي.
ما هي أهمية مهرجان طيران الإمارات للآداب في ظل التكنولوجيا التي تهيمن على عالم اليوم؟ وهل ترين أن ثمة تكامل أم منافسة بين هذين العاملين؟
التكنولجيا مهمة، والإبداع لا يخلو من تحديات مستمرة، التكنولوجيا ليست عدواً بل أداة لتطوير الكثير من المهارات والتوجهات، وتبقى الحرفة الأدبية هي ارتباط بالإنسان ذاته، قد نرى عزوفاً عن الكتب الورقية، لكن ليس القراءة، عن مسودات الأعمال الفنية لكن ليس العمل الفني ذاته، فالعملية تكاملية بالتأكيد وتعتمد على المرء وطريقة تطويعه للأمور، وأعتقد أن مهرجان طيران الأمارات حاضنة مهمة للثقافة، ومجهود الفريق ملموس وواضح، مجهود يحترم على مدى السنوات في تعزيز الفكر والثقافة المقروءة والسمعية والبصرية، وتطور الطرح لديهم بما يواكب الحركة الثقافية الرقمية أيضاً.
تجمعين بين اهتمامات وتخصصات عدة فبين الكتابة والصحافة والهندسة البيئية وتغير المناخ. أين تجدين نفسك أكثر وما هو الشغف الذي يدفعك نحو كل هذه الاهتمامات؟
مريم هي كاتبة أولاً، بدأت هذه الرحلة منذ المدرسة وتدرجت في تطوير أنماط مختلفة بدءاً بالقصة القصيرة، للمسرح للمقالة، والمقالة الصحفية. الكتابة متنفس عميق بالنسبة لي.
الكتابة، هي بداياتي الأولى في هذه الحياة، منذ أن كنت في المدرسة يليها الخط العربي، مجالات تألقت فيها منذ بداياتي قبل دخول عالم التخصص، والهندسة، ومن ثم عالم البيئة وتغير المناخ، الحرف العربي هو متنفسي، وهو عالمي الذي ألجأ له من كل الضغوطات التي أمر فيها في عالم الوظيفة والضغوطات الاجتماعية بكل أنواعها، الكتابة جعلتني أعرف نفسي، وأستثمر فيها حتى أصبح إنسانة ذات تأثير، مثقة وذات أثر في حياة الأخرين، وهذا ما وجدته من خلال كتبي ولقائي بمن يقرأ لي وأكون سببا بعد الله في تغيير جميل في حياته. الكتابة عوالم مبهرة وجميلة حين تكون من القلب للقلب.
كيف تعرّفين عن نفسك، بلغتكِ الخاصة؟
مريم هي إنسانة منتشية بحب الكلمة، هي الكاتبة التي تختفي من الحياة من خلال الكلمات التي تطلقها للريح لتحملها للسماء، عاشقة للحب المتسلل بين سطور العزلة والانتشاء بروائع اللغة العربية، حتى أصبحت بي مجرى الوريد أكتب من خلالها كل ما يعتريني، وأهرب بها من كل ما قدر يمر بي في هذه الحياة، وكثيرا ما أترجم الذي أراه في هذه الحياة من خلالها. والفنانة المأخوذة بالحرف العربي حتى أصبحت متخصصة فيه، مهندسة تعشق العلم والاكتشاف والتطور، ولي في كل ما مررت به قصة ورسالة وحالة من الأندهاش في البدايات أدت بي إلى التفرد والتخصص في مجالات جديدة ونادرة ولنقل وليدة. أطمح لأن أكون سفيرة الحرف عالميا وادخاله للعلامات العالمية، وأن أغير الكثير من أسلوب طرح اللوحة الخطية مستقبلا. وهذا ما قدمته في تعاوني مع دار فان كليف العالمية في 2020 وشركة " بي ام دبليو"، ضمن احتفالات اليوبيل الذهبي للدولة. إذا أنا كاتبة، كاتبة عمود أسبوعي في جريدة الخليج، ومؤلفة.
أما بالنسبة لعالم الوظيفة فهي منحنى مختلف في حياتي، منحى غيرني وطورني كثيرا وأعاد تشكيلي بشخصية عالمية واعية ومدركة لأهمية الملف الحيوي اليوم وهو تغير المناخ، عينت منذ عام 2012 كرئيس مفاوضي ملف التغيير المناخي لقطاع الطيران، وهو تخصص متفرد به القطاع، ولا زلت أقوم بالدول إلى الآن وعضو أيضا في فريق الدولة للكوب منذ عام 2010، واليوم نائب الرئيس للجنة المعنية بحماية البيئة في منظمة الطيران المدني الدولي (الأيكاو) وهي إحدى منظمات الأمم المتحدة، موازية لمؤتمر الأطراف في تغير المناخ (كوب)، وبذلك فإن الدور الذي أقوم به حيوي ومهم اقتصادياً وسياسياً وبيئياً، تعلمت الكثير ولهذا الدور تأثير واضح على طريقة تفكيري حتى ممارستي للفن والخط العربي، وطرحي للمواضيع المختلفة في كتاباتي.
ما هي الرسالة التي توجهينها لكل فتاة أو امرأة مهتمة بالأدب في دولة الإمارات؟ وكيف ترين اهتمام الدولة لهذا المجال؟
الكتابة هي من أهم عوالم الأبداع التي تنقل المرء من حالة لحالة، وتمنحه قيمة ثقافية مهمة، تأتي من خلال اشتغاله على نفسه واستثماره في ذاته الابداعية سواء بالقراءة أو الممارسة، أو التعلم على أيدي مختصين ينقلون له معارف مهمة جدية في أصول الكتابة، وقد تكون الكتابة في غالبيتها هي حالة تأثر بموقف، مشاعر، ردة فعل، او رغبة شديدة داخليه بنقل الوعي الداخلي كفضفضة إبداعية حرفية تنطبع بصورة قصة، مقالة، سرد، حوار على الورق، واليوم يعد المخرجان من الأدوات المهمة التي سلطت على الكثيرين وأسست لهم جمهور ومعرفة مختلفة، أيضا أضافت الدولة ومبدعيها على خارطة عالمية مهمة من خلال التنوع الذي نجده في الحضور، وعلى المرأة كما قلت أن تدرك قيمتها، وتعمل على نفسها وتكون ذات ثقل وحقيقة في العالم الابداعي وأن تسعى بكل الطرق لتطوير ذاتها وقدراتها وتواجدها. وقد اهتمت الدولة كثيراً بعالم المعرفة والفن والأدب، من خلال الاستراتيجيات والبرامج المختلفة ودعمها الكبير للمهرجان، ونتطلع أكثر لاخراط الإماراتيين المبدعين في العديد من البرامج والتعرف عليهم عن قرب من أجل تطويرهم ونقلهم من مرحلة لمرحلة.