4 قصص ملهمة لانطلاقة قوية لعام 2024.. طموحات تحوّلت إلى نجاحات ملموسة

4 قصص ملهمة لانطلاقة قوية لعام 2024.. طموحات تحوّلت إلى نجاحات ملموسة

سينتيا قطار

الانطلاق في مغامرة تجارية جديدة هو رحلة مثيرة، مليئة بالمثابرة والإمكانيات غير المحدودة والأمل بالنجاح والتفوق. في هذه السطور، نعرض 4 رائدات أعمال شابات تجاوزن التحديات بنجاح. نساء لم يكتفين فقط بالجرأة على الحلم، بل حوّلن تطلّعاتهنّ إلى نجاحات ملموسة، ليكنّ مصدر إلهام للذين يتطلعون للانطلاق في رحلتهم الريادية الخاصة.

 مؤسسة House of Blooms جيسيكا لوك: اختاري أن تتّخذي وتثقي بقرارات مبنية على الحب وليس على الخوف!

مؤسسة House of Blooms جيسيكا لوك

 "جيسيكا لوك"، مؤسسة "هاوس أوف بلومز" House Of Blooms للأزهار، لم تترك عقبات الحياة أن تقف بوجه طموحاتها. عطشها للألوان، حبها للطبيعة، وحرصها على أن تكون مستقّلة مادياً، دفعها لتحدّي خجلها والانطلاق بعملها التجاري التي استطاعت أن تنهض به خطوة بخطوة. تقول "لوك" عن بداياتها: "كانت رغبتي في الاعتماد على ذاتي قوية منذ أيام الدراسة. لم أشعر بالأمان التام حين فكّرتُ في الاعتماد على عمل شخص آخر لدعمي، وازداد ذلك الشعور قوّة مع العمر. من ناحية أخرى، أحببت دائما الفن، والعالم الطبيعي، والأشياء الجميلة، والطعام، لذلك كان لا بد لي من تأسيس مشروع يضم واحدا أو اثنين من هذه الأشياء. في دبي، اشتقتُ إلى الألوان الزاهية، وهكذا توضحّت الصورة، واجتمعت كل الأجزاء، بعد تعثرات وزلّات عدة. وعما حضّها للصمود والاستمرار وتجاوز مخاوفها، تقول "جيسيكا": "يمكن لهذه التجربة أن تكون كل ذلك، وأنا كنت خائفة جدا! وخصوصا لأن بناء عمل إبداعي يتطلب أن تعرفي نفسك جيدا، وما الذي تقبلينه أو ترفضينه. إنها تجربة تبني شخصيتك، فكوني مستعدّة لمواجهة أعمق أجزاء ذاتك! أردتُ أن أربط الجميع بجمال الطبيعة الموجود في عالمنا، والتعبير عن ذلك من خلال عملي، وتنفيذ هذه المهمّة اليوم يرضيني بشكل يدفعني إلى الاستمرار".

وعن التحديات الرئيسة التي واجهتِها خلال إطلاق مشروعها الخاص، تؤكد "جيسيكا" إن إيجاد موقع ملائم يلبّي كل المتطلبات هو تحدٍّ مستمر ما زالت تواجهه حتى اليوم. وأنه من الأشياء التي تراها تعترض طريق رواد الأعمال والشركات الناشئة، الحاجة إلى أن يكون كل شيء مناسبا منذ البداية، مشددة على ضرورة التخلي عن المثل الصارمة والغرور، مضيفة: "هناك شيء آخر أريد التشديد عليه، وهو التحقق من افتراضاتنا المقيّدة. قد نسمع ذلك كثيرا، لكنه صحيح: حين تقولين لنفسك إنك لا تستطيعين فعل هذا أو ذاك بعد، لأن... اسألي نفسك إن كان ذلك بالفعل صحيحا أم كان مجرّد حجّة أو حاجزا نابعا من خوف وغرور. اختاري أن تتّخذي وتثقي بقرارات مبنية على الحب وليس على الخوف".

ومن الخطوات التي اتّخذتها "لوك" لتأسيس مشروعها كان التعاون مع عدد من مستشاري الأعمال في مراحل التخطيط، ما أسهم في تبادل الأفكار ومناقشتها، وفي إبقائها على المسار الصحيح. أما أفضل نصيحة تلقّتها كانت أن تعرف السبب خلف قيامها بعمل معيّن، وقد تكون العوامل والدوافع كثيرة، فيجب أن نعرف لماذا.

كيف يمكن لعلامة تجارية جديدة أن تبرز وتلمع؟ سؤال يطرح نفسه بقوة في ظل السوق التنافسية التي نعيش فيها، أما جواب "لوك" فهو غاية في البساطة:

"كوني صادقة وحقيقية قدر الإمكان، وغوصي عميقا في نفسك أوّلا، لأن كل شخص منّا فريد. وهذا الجوهر الفريد هو ما نحتاج إليه للتميز والبروز، لأنه سينتقل إلى كل ما نفعله وينعكس من خلاله."

أما عن التقنيات والأدوات الإنتاجية التي وجدتها مفيدة أكثر من غيرها للإنطلاق بمشروعها فهي: كتابة خطة عمل منطقية ومعقولة إذ أمضت "لوك" وقتا طويلا في وضع خطّتها (الحد الأقصى ستة أشهر)، من ثم الانطلاق بخطة العمل، ومشاهدة ما سيحدث.

وبحسب خبرتها تقول "لوك" إنه في هذه الحالة يكون العقل الباطني هو بمثابة دليل داخلي. إنّ المرور بمرحلة وضع خطة العمل الممزوجة باتخاذ القرارات اليومية هو مزيج قوي وفعّال!

 هلا عبدالله: "أحبّ الأخطاء التي ترشدنا نحو المسار الصحيح”

 

هلا عبدالله

 هلا عبدالله، المؤثرة السعودية التي لمعت في سماء مواقع التواصل الاجتماعي، واستطاعت أن تخلق إسماً لها من خلال تعاوناتها مع أهم الدور العالمية، لتقرّر في العام 2020 أن تخوض عالم تصميم المجوهرات من خلال تأسيس دار OFA، وإطلاقها في بداية الحجر عام 2020، والتي تمكّنت وبفترة قياسية من الزمن، أن تخلق مكانة لها بين دور المجوهرات المحلية، من خلال تصاميم مبتكرة. وعن هذه المغامرة تقول هلا: "كنت أصنع مجوهرات لنفسي من قبل، فكان تأسيس "أوفا" أوّلا الخطوة الطبيعية التالية، وثانيا نتيجة للطلب الذي لمستُه من كل الذين أعجبتهم مجوهراتي، وأرادوا شراءها. وقتها، أدركتُ أن في تصميمي شيئا مميّزا، مؤكدة أنّ أساس النجاح في عالم المجوهرات هو التصميم المبتكر، ودعم الحرفيين المحلّيين، وإتقان فن سرد القصص".

وأكدت عبدالله أهمية أن يحيط المرء نفسه بفريق داعم رائع، مشيرة إلى أنه ما من أخطاء حقيقية حين يبدأ المرء مشروعه، لأنّه يكون في صدد التعرّف إلى الجمهور وتعلّم ما يحبّه ويعجبه. وتؤكد إن التجربة منحنى تعليمي لا يمكن أن يُسمى خطأ، مضيفة: "أحب هذه "الأخطاء" لأنها ترشدنا نحو المسار الصحيح".

وعن أهم الدروس التي يمكن أن تشاركها مع أصحاب شركات ناشئة، تقول هلا: "أنصح أصحاب الشركات الناشئة الحرص على دراسة السوق، واكتشاف المصالح المتوفّرة بكثرة، اكتشاف ما هو ناقص، ومحاولة سدّ الفجوة. إن السؤال الذي أطرحه دائما على نفسي هو: كيف يمكنني أن أحسّن حياة الناس؟".

تشير عبدالله إلى أنه لا يوجد أي شيء ندمت عليه، فكل ما فعلته كان إمّا نجاحا أو درسا مفيدا، مضيفة: "قد يرى البعض أن إطلاق علامة جديدة خلال الشهر الأول من الإغلاق والحجر خطأ كبير، لكن لدار "أوفا"، كان ذلك نجاحا كبيرا".

أماّ عن ما يدفعها إلى الاستمرار فتقول: "ما يدفعني إلى الاستمرار هو أنني أريد أن أعيش كل يوم من حياتي بمرح وأنا أبدع. وذلك يشمل كل ما أنا شغوفة به من تصميم ورسم وتصوير وتنسيق أزياء. يوما بعد آخر، أفعل كل ذلك من أجل الفرح فقط. وإن مللت من تصميم المجوهرات، أبتكر شيئا جديدا ومنعشا يعيد إشعال شرارة شغفي بتصميم المجوهرات”.

 مي الحربي: "نعم للاستمتاع برحلة التعلم قدر الامكان وعدم استعجال النتائج"

مي الحربي

 مي الحربي، مصورة سعودية موهوبة، عشقت الكاميرا منذ صغرها، كبرت وهي تمتلك كاميرات بسيطة توثق من خلالها لحظات عائلية اثناء السفر. زاد شغفها بالتصوير عندما انتقلت للعمل بكاميرات اكثر احترافية، استطاعت من خلالها اكتشاف حسها الفني. وبعد تأسيسها شركة خاصة بالتصوير الفوتوغرافي، أطلقت Mai H Models لاكتشاف المواهب في المملكة. تقول مي: "لدينا مواهب جميلة تستحق الظهور في مجالات التجميل والازياء لكنها لم تنل فرص جيدة، او منصة للتعلم. إنّ دورنا لا يقتصر على هذا فقط بل نقوم بإدارة أعمال تلك المواهب و نحرص على تطوير ادائها".

تؤكد مي أنها اخذت وقتا طويلاً في اكتشاف ما الذي تُفضِّله بين مجالات التصوير المختلفة ووقت اطول في التعلم عن اسرار هذه المهنة وكيف تستهدف الفئة التي تريدها حسب امكانياتها وقدراتها. الوقت كان بمثابة عقبة بالنسبة إليها، لأنها شخص شغوف يريد تحقيق اشياء كبيرة خلال وقت قصير وهذا أمر مستحيل خصوصاً في البدايات.

شاهدت مي تعمل بكل شغف في "هي هب" وكان لا بد أن أسألها ما إذا كان الشغف هو سرّ النجاح فقالت: "نعم بالدرجة الاولى فهو الدافع للتعلم والتقدم، لكنه وحده لا يحقق شيئاً بل الممارسة وبذل الجهد والاطلاع على المجالات التي أصورها كالتجميل والازياء والتعلم الواسع من خبرات الاخرين ايضاً، كلها امور تقود الى النجاح".

تنصح الحربي الموهوبين الذين يطمحون للنجاح في مجال التصوير بالاستمتاع برحلة التعلم قدر الامكان وعدم استعجال النتائج، بالإضافة إلى الصبر والمثابرة.

وعن ما يدفعها إلى الأمام تقولي الحربي: "مهنياً .. ملاحظة التطور في أعمالي وشخصياً دعم عائلتي ومن حولي من فنانين و مبدعين الذين ألقى منهم تقدير وتشجيع دائم”.

 كاري تشينغ: "أنت بحاجة إلى أشخاص يؤمنون حقا بك، ولا يريدون سوى الأفضل لك في رحلتك"

كاري تشينغ

 "كاري تشينغ" Kary Cheng، المؤسسة والرئيسة التنفيذية للعلامة المتخصصة في العناية بالبشرة GLIST لطالما كنت شغوفة بعالم العناية بالبشرة، وخصوصا بأقنعة الوجه الورقية التي بدأت استخدامها في سنوات المراهقة، بعد أن تأثّرت بالروتين الليلي الذي اتّبعته والدتها، لأنها لم تجد يوما النشاط الكافي لوضع عدد كبير من المنتجات على بشرتها. حين انتقلت للعيش في دبي قبل عشر سنوات، فوجئت بعدم إيجاد أقنعة ورقية عالية الجودة متوفرة في السوق. لاحقا وخلال فترة الإغلاق الناتجة عن جائحة "كوفيد"، مرت بفترة صعبة، واجهت فيها انهيارا نفسيا، وكانت في حالة إنكار استمرّت سنتين، إلى أن قرّرت ترك مهنة التوظيف، وفعل شيء مختلف، وذلك بعد أن عملت في مجال التوظيف لأكثر من عشر سنوات . أهم ما تعلّمته خلال الأوقات العصيبة التي عانت فيها من انهيار نفسي على مدى السنوات القليلة الأخيرة، هو أنها بحاجة إلى أن تحب نفسها، وأن تعطي لنفسها الأولوية. فأسّست علامتها الخاصة "جليست" GLIST. أرادت للناس أن يعرفوا "جليست" بجودة أقنعتها الوجهية الورقية الشرق آسيوية، وأن يكتشفوا أن "جليست" منصة تذكّرهم بأهمية حب الذات وقبولها.

تقول "تشينغ": "كثيرا ما أسمع أشخاصا يقولون: "ليس لدي عشرون دقيقة لقناع ورقي، لذلك لا أستخدمه"، وهذا ما يجعلني أتساءل: ألا نملك عشرين دقيقة لأنفسنا؟ الفكرة التي أريد إيصالها هنا تتلخص في أهمية معاملتنا لذواتنا معاملة الملوك والملكات، كلّ في مملكته الخاصة. وأقول لك بكل ثقة، إن ذلك هو الشيء الأكثر تمكينا الذي تستطيعين فعله لنفسك على الإطلاق".

صعاب كثيرة واجهت "تشينغ" لتأسيس "جليست"، وهي تخبرنا في هذا السياق: "التحدّي الأساسي الذي واجهتُه في البداية كان ترسيخ مكانة العلامة في سوق تنافسية إلى هذا الحد. وأذكر هنا على سبيل المثال، إقناع العملاء الجدد بأن يجرّبوا منتجاتنا، وإقناع تجّار التجزئة الكبار بشرائها. ما زلت طبعا أواجه هذه المشكلة حتى الآن، لكن مع مرور الوقت وبذل كل جهدي في التسويق وبناء مجتمع "جليست"، يزداد انتشار هذه العلامة وظهورها في المنطقة، وتصبح منتجاتها في أيدي المزيد من المستهلكين. إن تأسيس علامة تجارية ليس بالأمر السهل، وضمان استمراريتها صعب". ورداً على سؤال حول ما إذا كان هناك أي قرار معيّن كان محوريّا في نجاح مشروعها، تقول "تشينغ":

"اتّصل بي بعض تجّار التجزئة العالميين والمتخصصين في منتجات التجميل، وطلبوا الاجتماع من أجل مناقشة شراكات محتملة. وبعد الاطّلاع على منتجات "جليست" وتجريبها، استطاعوا رؤية إمكانات العلامة وقدراتها، وأشادوا بجودة أقنعتنا الورقية وبنتائجها الفورية. لا شك في أن بناء الشراكات الطويلة الأمد وضمانها يتطلّبان بعض الوقت، لكنني أعتبر ما حصل انتصارا بالنسبة إلي، لأنني أعرف أن الكثير من العلامات الأخرى ما زالت تدق هذه الأبواب. وفي تلك اللحظات، أعرف أن "جليست" ستصبح علامة كبيرة وتحقق الكثير، لأن أسماء مرموقة في عالم تجارة التجزئة ترى جودة منتجاتها ونوعيتها المميزة، وهذا ما يدفعني إلى بذل كل ما بوسعي في سبيل إنجاح علامتي".

وتؤكد "تشينغ" أنّ الدعم العاطفي من الأشخاص المحيطين بها هو أساسي للنجاح مضيفة:

"قد نشعر خلال رحلة تأسيس مشروعنا الخاص ببعض الوحدة والانعزال، لأننا نفعل شيئا يخشى الكثيرون فعله، ولا يفهم الجميع ما يواجهه روّاد الأعمال من مصاعب وإحباط. لذلك نجد أن التحدّث إلى الشخص الخطأ قد يقتل اندفاعنا، على عكس التحدث إلى الشخص المناسب والذي قد يغيّر يومك بشكل إيجابي حتى برسالة نصّية سريعة. أنت بحاجة إلى أشخاص يؤمنون حقا بك، ولا يريدون سوى الأفضل لك في رحلتك. وذلك يعزز ثقتك الذاتية، وحين تكونين واثقة من نفسك، يتقلص احتمال شعورك بالخوف، وحين لا تخافين، تؤمنين بقدرتك على تحقيق أي شيء والسعي إلى حصد النجاح الذي تستحقّينه".

وعن أبرز الأخطاء التي ارتكبتها وتعلّمت منها، تكشف "تشينغ": "كنت في الماضي كمالية ومستقلة جدا. قد تبدو هذه السمات جيّدة للفرد، لكنها في عالم الأعمال ليست دائما مفيدة. أردتُ أن يكون كل شيء مثاليا، فضغطتُ على نفسي كثيرا، قبل أن تساعدني مراحل هذه المسيرة حتى أفهم أن لا شيء مثالي أو كامل، بل هناك ما يسمّى بالعمل "الجاري". وذلك يعني أنك تعملين بجدّ، وتتعلّمين من أحداث كل يوم، وتجعلين اليوم التالي أفضل. ومن الأمور التي أتمنّى لو أنني فعلتها في وقت أبكر، كانت طلب المساعدة. لكوني شخصا مستقلا منذ سن صغيرة جدا، أصبحتُ معتادة على فعل كل شيء بمفردي. غير أنني في أحد الأيام أدركتُ أن الارتقاء بمشروعي إلى المستوى التالي يحتاج إلى الدعم. وكلما فهمتِ في مرحلة أبكر أن طلب المساعدة ليس علامة ضعف، بل علامة قوة، سيتحوّل عملك بشكل إيجابي جذري. "تشينغ" الشغوفة تؤكد أنّ التعليقات وردود الفعل الرائعة التي تسمعها من زبائنها، والناس المؤمنين بها يدفعونها لمواصلة السعي لتحقيق حلمها، ولجعل "جليست" إحدى أفضل العلامات الشرق آسيوية المتخصصة في العناية بالبشرة، ليس فقط في هذه المنطقة، بل في العالم أجمع.