مسألةٌ في غاية الأهمية: ألوان الطيف للبول ما هو طبيعي وما هو غير ذلك
العديد من العلامات والإشارات يرسلها الجسم إلينا، تكون بمثابة ناقوس خطرٍ لمشكلةٍ صحية ما نعاني منها سرًا دون أن نشعر بها أو نتلمس أعراضها. وهذه العلامات، غالبًا ما تظهر على الجلد أو العينين وصولًا إلى تغيَر لون البول.
والحقيقة أن لون البول مسألةٌ في غاية الأهمية ولا ينبغي إهمالها مطلقًا، لأنها قد تكون مؤشرًا لمرضٍ أو حالةٍ صحية كامنة بدأت في الظهور. كما أن تغيَر لون البول قد يُنذر بمشكلةٍ بسيطة أو تغيراتٍ في نظام الحياة، ما إن تختفي أو تذهب، حتى يعود لون البول لحالته الطبيعية.
لكن ما هو لون البول الطبيعي؟ وما هي ألوان الطيف للبول، التي قد تؤشر لوجودة متاعب صحية تستدعي مراجعة الطبيب المختص؟ تجيب الدكتورة أشلي بونتني، مساعدة طبيب في طب الجهاز البولي في أوستن وألبرت لي، ولاية مينيسوتا على كافة هذه الأسئلة في مقالة اليوم.. فإذا كان الموضوع يهمكِ، ننصحكِ بمتابعة القراءة.
ألوان الطيف للبول.. ما هو طبيعي وما هو غير ذلك
يتفاوت لون البول الطبيعي، ولكنه عادةً ما يتراوح بين الشفاف والأصفر الباهت. إلا أن اللون الطبيعي الدقيق يعتمد على كمية المياه التي تشربينها، حيث تُخفف السوائل من الأصباغ الصفراء في البول. فكلما أكثرتِ من السوائل، زادت شفافية البول؛ ولكن عندما تشربين كميةً أقل، يصبح اللون الأصفر داكنًا أكثر.
إليكِ سببٌ إضافي للإكثار من شرب الماء، خصوصًا في الوقت الحالي ومع الصيام في رمضان..
يمكن أن تُغيَر بعض الأطعمة والأدوية لون البول، وهو ما يُسر وجود الأصباغ في البول. على سبيل المثال، يمكن أن تُحوِّل أطعمةٌ مثل الشمندر والتوت الأسود والفول لون البول إلى اللون الوردي أو الأحمر؛ كما أن بعض الأدوية يمكن أن تمنح البول ألوانًا زاهية مثل البرتقالي أو الأزرق المائل للأخضر.
لكن لون البول غير المعتاد قد يكون علامةً أيضًا على وجود مشكلةٍ صحية. إذ يمكن أن تُحوِّل بعض التهابات المسالك البولية لون البول إلى اللون الأبيض الغائم، وتجعل حصوات الكلى وبعض أنواع السرطان وغيرها من الأمراض، البول يبدو باللون الأحمر أحيانًا بسبب وجود الدم.
للتعرف أكثر على ألوان البول غير الطبيعية، إليكِ هذه اللمحة السريعة التي تقدمها لنا الدكتور أشلي:
- البول الأحمر أو الوردي: البول الأحمر ليس دائمًا علامةً على وجود مشكلةٍ صحية خطيرة،ويمكن أن يكون سبب تحوُّل لون البول إلى الأحمر أو الوردي ما يلي:
- الدم: المشكلات الصحية التي تُسبَب وجود دمٍ في البول، ومن ضمنها تضخم البروستاتا والأورام غير السرطانية وحصوات وتكيَسات الكلى. ويمكن أن تُسبَب التمارين الرياضية الشاقة وجود الدم في البول، كما يشيع وجود الدم في البول عند التهاب المسالك البولية ومع وجود حصوات الكلى؛ وغالبًا ما تُسبَب هذه المشكلات الشعور بالألم. قد يكون النزف غير المصحوب بألمٍ، علامةٌ على وجود مشكلةٍ صحية أكثر خطورة مثل السرطان.
- الأطعمة: يمكن أن يُحوِّل الشمندر والتوت الأسود والراوند لون البول إلى اللون الأحمر أو الوردي.
- الأدوية: قد يظهر البول باللون الأحمر أو الوردي إذا كنتِ تأخذين أدويةً لعلاج السل، أو ألم المسالك البولية أو الإمساك.
-
البول البرتقالي
يمكن أن يكون سبب تحوُّل لون البول إلى اللون البرتقالي ما يلي:
- الأدوية: يمكن أن تُحوّل أدوية الإمساك لون البول إلى اللون البرتقالي، بالإضافة إلى الأدوية التي تُقلَل التورم والتهيج، وبعض أدوية العلاج الكيميائي للسرطان.
- الفيتامينات: بإمكان بعض الفيتامينات التأثير على لون البول وتحويله إلى اللون الأصفر أو البرتقالي، مثل فيتامين أ وفيتامين ب12.
- المشكلات الصحية: اللون البرتقالي للبول قد يكون علامةً على وجود مشكلةٍ في الكبد أو القناة الصفراوية، خاصةً إذا ما صاحب ذلك برازٌ بلون فاتح. كما يمكن أن يجعل الجفاف لون البول برتقاليًا.
-
البول الأزرق أو الأخضر
يمكن أن يتحول لون البول إلى اللون الأزرق أو الأخضر للأسباب التالية:
- الأصباغ: تُسبَب بعض أصباغ الطعام ذات الألوان الزاهية لون البول الأخضر. ويمكن أن تُحوّل بعض الأصباغ المستخدمة لإجراء اختبارات الكلى والمثانة البول للون الأزرق.
- الأدوية: يمكن أن تُحوّل بعض أدوية الاكتئاب والقرحة والارتجاع الحمضي، البول للون الأزرق المائل للأخضر. كما بإمكان مُسكنات الألم وأدوية التهاب المفاصل والمنومات، تحويل لون البول إلى الأخضر.
- المشكلات الصحية: يمكن أن يتسبَب مرضٌ نادر يُسمى فرط كالسيوم الدم الحميد العائلي في ظهور بولٍ أزرق اللون لدى الأطفال. كما يمكن أن يؤدي التهاب المسالك البولية التي تُسبَبها بكتيريا معينة إلى تحوّل البول للون الأخضر.
-
البول البني الغامق أو لون الكولا
تقريبًا نفس الأسباب المذكورة أعلاه يمكن أن تتسبب في تغير لون البول للغامق، ومنها:
- الأطعمة: إذ يؤدي تناول الكثير من الفول أو الراوند أو الصبار،لتحوّل لون البول الطبيعي إلى البني الداكن.
- الأدوية: يمكن لبعض الأدوية أن تجعل لون البول داكنًا، والتي تشمل الأدوية المُستخدمة لعلاج الملاريا والوقاية منها، أدوية الإمساك وارتفاع مستوى الكوليسترول والنوبات المَرضية. كما يمكن لبعض المضادات الحيوية والأدوية الباسطة للعضلات أن تجعل لون البول داكنًا.
- المشكلات الصحية: بعض اضطرابات الكبد والكلى والتهابات المسالك البولية، يمكن لها أن تُحوّل لون البول إلى اللون البني الداكن، بالإضافة إلى النزف داخل الجسم. كما يمكن أن تُسبَب مجموعةٌ من الأمراض التي تؤثر بشكلٍ رئيسي على الجلد أو الجهاز العصبي، تسمى البرفيرية، ظهور البول باللون البني.
- التمارين الرياضية الشاقة: إصابة العضلات الناتجة عن التدريب الشاق يمكن أن تتسبب في ظهور البول بلون الشاي أو الكولا، ويمكن أن تؤدي هذه الإصابة إلى تضرَر الكلى.
-
البول الغائم أو العكر
يمكن أن يُسبَب التهاب المسالك البولية وحصوات الكلى، ظهور البول باللون الغائم أو العكر.
وتؤكد الدكتورة أشلي على ضرورة الأخذ في الاعتبار أن الألوان قد تبدو مختلفةً قليلًا باختلاف الأشخاص. فعلى سبيل المثال، ما يبدو أحمرًا بالنسبة لكِ قد يكون برتقاليًا لشخصٍ آخر؛ لذا من الأفضل استشارة فريق الرعاية الصحية الخاص بكِفي حال كانت لديكِ مخاوف، خاصةً إن كنتِ تشعرين بألمٍ أثناء التبول أو كان البول يظهر بلون برتقالي داكن، والذي يمكن أن يكون علامةً على أن الكبد لا يعمل بصورةٍ سليمة.
كيفية الوقاية من تغير لون البول الطبيعي
فضلًا عن علاج المشكلات الصحية وتخفيف أعراض بعض الأمراض التي تتسبب بتغيَر لون البول الطبيعي، إليكِ بعض النصائح للوقاية من تغيَر لون البول والحفاظ عليه ضمن المستويات الطبيعية:
- الحد أو التقليل من تناول السوائل والعصائر، حتى لا يزيد الشعور بالتبول لديكِ.
- تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو التقليل من كميتها قدر الإمكان، وكذلك المشروبات الغازية كي لا تؤثر على المثانة.
- القيام ببعض التمارين الرياضية التي تُقوَي عضلات الحوض (تمارين كيجل) لعلاج مشكلة سلس البول.
- شرب كمياتٍ كافية من الماء يوميًا؛ وأثناء الصيام في رمضان، يُنصح بشرب ما لا يتراوح بين 8 – 10 أكواب من الماء بين الإفطار والسحور.
- التبول عند الشعور بالحاجة لذلك، وعدم تأجيله كي لا تصابي بتكَون الأملاح والحصوات.
- الاهتمام بنظافة المنطقة التناسلية بعد التبول.
في الختام، فإن جسمنا يُخبرنا الكثير عن صحتنا؛ ويُعد تغيَر لون البول من العلامات الكثيرة التي يرسلها الجسم لنا للوعي وتدارك المشكلة في بدايتها، لحلها والتنعم بحياةٍ صحية ذات جودة ورفاهية عالية.